الدوريات الأوروبية ومسابقة دوري الأبطال تنطلق مجدداً بسيناريوهات مختلفة
بعد أن انخفض الخطر الفعلي من وباء كورونا مع احتوائه في أغلب الدول وظهور تباشير لقاحات واعدة، أصبح الشغل الشاغل للإعلام الرياضي الأوروبي عودة الدوريات والمسابقات الكروية، وخاصة أن ثلاثة اتحادات قد ألغت موسمها (البلجيكي والأرجنتين وأخيراً الهولندي) والإشاعات تكثر حول الفرنسي ، بعد أن أعلنت الحكومة الفرنسية استحالة استئناف كرة القدم قبل شهر أيلول المقبل، ليصبح الإلغاء الرسمي للمسابقة ما هو إلا مسألة وقت، ورغم عودة الأندية الفرنسية بقرار من الرابطة إلى التدريبات في 11 أيار الحالي ، حيث سيتم توفير كامل العناية الطبية اللازمة باللاعبين للتأكيد على سلامتهم من فيروس كورونا.
وتكتسب عودة المسابقات أهميتها من أنها باتت صناعة ومصدر دخل للعديد والعديد من البشر، وهذا ما يتضح في قرارات الأندية بتخفيض رواتب اللاعبين للإبقاء على الموظفين في مراكزهم، وقد قدرت خسائر إلغاء الدوريات الخمس الكبرى بنحو 7 مليار يورو، الأمر الذي يهدد بعض الأندية بالإفلاس، ومع تأجيل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كأس الأمم لتصبح في صيف 2021، تطالب عديد الأندية الأوروبية باستئناف الدوريات وسنقوم تالياً باستعراض سيناريوهات عودة الدوريات الخمسة الكبرى ومسابقتي الدوري الأوروبي ودوري الأبطال.
اليويفا من جهته أكد أن المسابقتين الأوروبيتين سوف تستأنفان خلال شهر آب المقبل بعد انتهاء الدوريات أو قرب انتهائها على أقل تقدير، كما لا يزال مجهولاً إذا ما كان سيلعب بنظام الذهاب والإياب أم مباراة واحدة على أرض محايدة، وبحسب ألكسندر تشفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الأمر كله متوقف على عودة الدوريات وطريقة انتظامها وموعد نهايتها، فإذا ثبت أن النهاية ستكون قبل بداية أغسطس كما يأمل ويضع الاتحاد موعده سيكون شهر آب هو شهر الأبطال.
أما فيما يتعلق بالدوريات المحلية فآخر التقارير الواردة من الصحف البريطانية تشير إلى أن الدوري الإنكليزي الممتاز سيعود في الأسابيع الأولى من شهر حزيران وبالتحديد في الثامن منه، لكن حتى تتمكن الأندية من المشاركة في المباريات فينبغي عليها على الأقل الاستعداد لمدة شهر، ومع ذلك يظلّ اقتراح الإلغاء مطروحاً بقوة رغم الخسائر الاقتصادية الفادحة المتوقعة، حيث تم بالفعل إلغاء كرة القدم للهواة، وبالطبع فإن هذا سيكون أتعس خبر ممكن لنادي ليفربول فالإلغاء سيعني حرمانهم من اللقب الذي طالت عودته لخزائن النادي.
وفي إسبانيا أكد اتحادها لكرة القدم أنه يمتلك خططا متعددة وخيارات كثيرة لتعود الليغا خلال فترة حزيران وتموز المقبلين، ومع عدم نفي لاحتمالية إلغاء المسابقة إذا تم الفشل في تأكيد اختبارات السلامة للاعبين والأطقم الفنية والصحفيين، أشارت التقارير الأخيرة أن العودة للتدريبات ستكون الشهر المقبل دون تحديد موعد صريح لذلك، مع ظهور عائق جديد وهو أن برشلونة يرفض خطة لعب مباراة كل 3 أيام باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى إرهاق لاعبيه والتسبب بإصابات لا محدودة.
وربما تكون ألمانيا هي الدولة الأكثر نجاحاً في إدارة أزمة كورونا كروياً في الفترة الأخيرة، حيث عادت الأندية بالفعل إلى التدريبات منذ منتصف شهر نيسان الماضي، ما يعني أن العودة لمنافسات الدوري باتت وشيكة للغاية.
وتختلف الحال في إيطاليا عن سابقتها فالعودة إلى منافسات الدوري هي حياة أو موت بالنسبة للحكومة والاتحاد والرابطة، فقد أعلن غابرييل خافرينا رئيس الاتحاد أن خطط استئناف الموسم تشمل أفكاراً لاستكمال البطولة حتى في شهر كانون الأول المقبل، والإصرار الإيطالي على استكمال الموسم سينعكس على الموسم المقبل، فهناك تفكير حقيقي في جعله استثنائياً بكافة المقاييس من خلال إقامته بنظام المجموعتين في 4 أشهر فقط حال الاضطرار لاستكمال هذا الموسم في الأشهر الأخيرة من العام.