تحقيقات

عمال ” الإعمار ” ..

لم يسجل تاريخ الطبقة العاملة إلا كل مايندرج تحت الوطنية والإباء والتفاني والعطاء في خدمة البلد ولسنا بحاجة إلى إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء كثيراً فقد كان العمال في هذه المرحلة الخطيرة التي يعيشها العالم في مواجهة وباء كورونا في مقدمة الجهات المتصدية لهذه الجائحة , فكانوا وتنظيمهم النقابي شركاء في خدمة الوطن والوقوف في وجه كل التحديات التي تواجهه ، فاستنفروا وحشدوا طاقاتهم  في شراكة حقيقية مع الحكومة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا من خلال خلية طوارئ وإطلاق مبادرة تعقيم مواقع العمل في القطاع العام والخاص.
ولابد أيضاً من العودة بالذاكرة إلى بدايات الحرب عندما ارتفعت بعض الأصوات التي خيل لها أن البلد بكافة مؤسساته على حافة الانهيار..فجاءها الرد من عمال الوطن الذين استبسلوا في ساحات العمل الإنتاجي وأمنوا استمرار دوران العجلة الإنتاجية رغم كل ماتعرضت له المنشآت العمالية والاقتصادية من سرقة وتخريب وتدمير .
وطبعاً هذا الواقع العمالي يتماهي من حيث الايجابية مع الواقع النقابي فقد تصدرت المنظمة العمالية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال ساحة العمل ،،و خلال سنوات الحرب لم تتوان الحركة النقابية العمالية عن ممارسة  عملها اليومي رغم دقة الظروف وصعوبة الأحداث ..أنها مؤتمنة على المصلحة الوطنية العمالية، فعبرت بعملها وخططها إلى كل موقع إنتاج وكانت حاضنة لحقوق العمال والمدافعة عنها وفي الوقت ذاته الشريك الحقيقي للحكومة في صناعة القرار والعين الرقابية التي تشير إلى مواقع الخلل للتصويب والإصلاح من خلال الالتزام بمشروع الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد ، فالمنظمة النقابية ووفق مواد قانون التنظيم النقابي رقم 84 معنية بمحاربة الفساد سواء في يوميات عملها أو من خلال مؤتمراتها النقابية السنوية.
وبعد أكثر من تسع سنوات من الحرب المدمرة لا يمكن تكذيب الحقيقة الوطنية التي جسدها العمال وتنظيمهم النقابي بمواصلة العمل والإنتاج لتوفير مقومات الصمود وتأمين مستلزمات الحياة بكل أصنافها , هذا عدا عن الكثير من الخطوات التي تمت ضمن خطط وبرامج الاتحاد العام لنقابات العمال لتحقيق المزيد من المكتسبات وتقديم كل ما من شأنه تدعيم الصمود ولسنا هنا بصدد تعدادها .
وقد يطول الحديث عن مواقف مشرفة وحاضرة في الذاكرة التاريخية السورية عن الطبقة العاملة أو عن المؤسسة النقابية التي بدأت مرحلة جديدة في حياتها النقابية الدورة الـ(27) وبالطبع الحديث هنا لايأتي في سياق التجميل أو المحاباة فالوقائع موجودة لكل من يريد رؤيتها من منظور العمل الحقيقي والواقعية وليس من باب الاستهداف ، فقد امتلكت هذه المنظمة مقومات تقدمها على الصعيد المحلي والعربي الدولي ليس على الصعيد العمالي فقط بل في كل المناحي ، ومايهمنا أكثر أنها نجحت إلى حد ما في الاحتفاظ بمكانة متقدمة لها في المجتمع السوري وكحاضنة لأكبر شريحة اجتماعية “العمال” خاصة مع امتلاكها أجندة عمل واضحة وحضورا قويا في المجتمع السوري ودورا أساسيا في الاعمار .

اليوم هناك سلة مطالب عمالية تنتظر الاستجابة من المؤسسات التنفيذية التي وعدت بمعالجة الكثير من الملفات والقضايا العمالية والإنتاجية ..وفي عيد العمال نعيد التذكير بها خاصة في هذه الظروف الصعبة اقتصادياً ومعيشياً على أمل أن تخرج هذه المطالب من خانات التأجيل إلى ساحات التنفيذ ..وكل عام وعمال الوطن بألف خير .
بشير فرزان