بالحب وحده..!
أتفق وإياك صديقي بأن الحب يسحب بساط الحقد بشكل خرافي من تحت أقدام قلوب صانعيه.
أتفق وإياك صديقي بأن الحب يفتح قلوب من لا يملكون أبواباً لقلوبهم كي تفتح.
أتفق وإياك صديقي، وكل من يعرف جوهر الحب، بأنه شعاع شمسي دافئ في يوم صيفي جميل، لكن أثر هذا الشعاع يختلف باختلاف المادة التي تتلقاه بالطبع، فحين يسقط هذا الشعاع الشمسي النقي على مادة صماء قاسية صلبة كالحديد مثلا، يسخن قلب هذا الحديد جدا بجوهر غيظه وحسده لألق هذا الشعاع، فيموت بحسرته لعدم جدوى المحاولة والنتيجة .
كذلك البلاستيك على سبيل المثال، يسخن أيضا كثيرا ويذوب من حسده وغيظه من ذاك الشعاع، ولأن ذرات مادته أكثر تباعدا واستعدادا للخلخلة من الحديد، يذوب البلاستيك ويتلاشى ناسيا معالم شكله ويعود لنقطة الصفر، لكن إذا ما سقط هذا الشعاع الحارق على لحم جمل صحراوي مجمد في ثلاجة أحدهم منذ قرن ونيف من الرفاهية، بعد أن أخرج هذا اللحم لتناوله، فإنه وخلال يومين سيفسد هذا اللحم بالطبع .
شعاع الحب يا صديقي ينتج أثره بالنباتات التي تتلقاه، فالصبار نبات والزنبق نبات والنرجس نبات والفطور نبات ..إن جمال شعاع الشمس ينعكس على الوردة التي تحسن تلّقفه بأغصانها الغضة الطرية الخضراء الرقيقة المرهفة، ليعكس الشعاع جوهر الوردة ، فتورق وتزهر وردا أحمر قانيا مغريا مثير كالوردة الشامية الجورية، أو ورقا أبيض أو أصفر نقيا كالياسمين الدمشقي الشهي، وكوردة المستحية التي تموت خجلا من لمسة ما، فأثر الوردة يطغى على محيطها بقدر نقاء جوهرها، وقد ينعكس على النطاق الضيق كالجورية أو تزداد حياء على حياء إذا ما داعبتها أصابع طفل صغير، قد ينتشر شذاها كزهر الليمون البلدي، في الحارة والبلدة وربما الوطن، مهما كثرت الضوضاء ومهما انتشرت البرجيات المادية الصماء، مهما تعبت العيون من ألوان الحياة المادية الوهمية، يبقى الشعاع شعاعا، والإسمنت اسمنتا مهما تلوّن.
أتفق وإياك يا صديقي بأن شعاع الحب يحيي العظام وهي رميم.. يحيا الحب، يحيا الورد، يفنى الإسمنت وتبقى أنت يا صديقي المحب.
لينا أحمد نبيعة