الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

نصرالله بعد القرار الألماني: في الخطّ الأمامي لمواجهة الاحتلال

بعد قرابة الشهر من عدم تسجيل إطلالات إعلامية سياسية، أطلّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، عصر أمس الاثنين، متناولاً مواضيع عدّة، استهلّها بالمداهمة التي نفذتها قوات الأمن الألمانية بحقّ مراكز تابعة للجالية اللبنانية، قيل إنها تابعة لحزب الله، بالإضافة إلى تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”.

وفي هذا الخصوص، أكد السيد نصر الله، أن “حزب الله ليس له أي تنظيمات في أي بلد أوروبي”، مضيفاً: إن “اللبنانيين في ألمانيا أو في أي بلد هم من المؤيدين لمقاومة الاحتلال، وهؤلاء ليس لهم أي علاقة تنظيمية مع حزب الله، وقد يكون لهم نشاطات دينية أو غيرها ضمن ما يقره القانون وهذا أمر آخر”، ولفت إلى أنه “ومنذ سنوات طويلة، أدركنا أنه لا يجب أن نضع أي لبناني في الخارج بعلاقة معنا كي لا نعرّضه للخطر”، مخاطباً اللبنانيين في ألمانيا بالقول: “لا داعي لأن يقلقوا لأنهم لم يخالفوا القانون، ويجب مواجهة هذه الإجراءات بالسبل القانونية”.

وشدّد السيد نصرالله على أن “القرار الألماني بحق حزب الله كان متوقّعاً، وكما نتوقع أن تقدّم دول أوروبية أخرى على قرار مماثل، وهذا الأمر خضوع للإرادة الأميركية”، مضيفاً: إن اللبنانيين الموجودين في ألمانيا “أكثر الناس التزاماً بالقانون الألماني ولم يكن هناك داعٍ لهذه الممارسات المتوحّشة لتقديم أوراق اعتماد إلى الأميركيين والإسرائيليين”، وأكد أن الحكومة اللبنانية “معنية بحماية مواطنيها في ألمانيا وغيرها من الدول، وهي مطالبة بموقف. فهؤلاء مواطنون لبنانيون اعتدي عليهم”.

وشكر نصرالله “الحكومات القليلة التي أدانت القرار وعبّرت عن تضامنها”، ولفت إلى أنه على الرغم من وطأة القرار الألماني “لن يؤثّر على عزمنا وتصميمنا. سنبقى في الخط الأمامي في مواجهة الاحتلال والأطماع ومشروع الهيمنة الأميركية في المنطقة، وستبقى قضية فلسطين مقدّسة”، مضيفاً: إن “كلّ الإجراءات وما يُمكن أن يقوموا به، ستزيدنا إيماناً وعزماً وتصميماً وتمسّكاً بالقضية ومواصلة طريق المقاومة”.

أما العنوان الثاني الذي تناوله الأمين العام لحزب الله فهو الموضوع المالي والاقتصادي في لبنان، وخطة الحكومة، إذ أشار إلى أن الخطة “ورغم الانشغالات الحالية، تشكّل نقطة تحسب لصالحها”، لافتاً الى أن “الخطة بحاجة إلى تحصين وطني، وهذا يمكّن الحكومة ومؤسسات الدولة من تحقيق إنجاز قريب”، وأوضح أنه “لم يتم إعطاء تفويض لأحد بطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، ويجب مراجعة الشروط والخطوات المطلوبة”، مضيفاً: إن “الحكومة لا تسلم البلد إلى صندوق النقد الدولي، وهناك نقاش حول الخطوات والشروط وتعاط مسؤول مع ذلك”.

وأعلن السيد نصر الله أن حزبه لا يقف “ضد مبدأ طلب لبنان مساعدة من أي جهة في العالم، لكن لا نقبل تسليم رقابنا لصندوق النقد الدولي”، وأكد أن حزب الله سيشارك في اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، داعياً الأحزاب الأخرى إلى أوسع مشاركة فيه، وإلى “الابتعاد عن الكمائن السياسية من أجل مصلحة البلد”.

ورفض السيد نصر الله الاتهامات التي وجّهت الى حزب الله بشأن سعيه لـ”تدمير القطاع المصرفي”، موضحاً أن الحزب “لا يريد تدمير ولا إسقاط ولا سيطرة ولا انتقام من القطاع المصرفي ولم نقترب منه ابداً”، وأضاف: “القطاع المصرفي بالغ في الإجراءات بحقنا بالنسبة للمطالب الأميركية، ووصل إلى حد العدوان علينا”، مبيناً أن “تصرف البنوك المذل مع المودعين، هو من أسباب رفضنا لسياسة هذا القطاع”، وأردف: في ظل الأزمة المالية والنقدية الحادة التي تواجهها البلاد، فإن “القطاع المصرفي لم يساعد الحكومة”، رغم أن هذا القطاع هو “من أكبر المستفيدين من السياسات النقدية المتبعة في لبنان منذ العام 1993”.

وأكد السيد نصرالله عدم امتلاك حزبه أي نشاط في مجال الصيرفة، داعياً الصيارفة إلى “الالتزام بالقانون، وألا يكونوا جزءاً من رفع أسعار الدولار”، وطلب سؤال حاكمية مصرف لبنان والمصارف والصيارفة، للتأكد “أنّنا نُدخل الدولارات إلى البلد ولا نُخرجها. وكلّ ما يُقال عن تحميل حزب الله مسؤولية رفع سعر الصرف، غير صحيح. بالعكس دورنا الإيجابي في مكان، ألا يرتفع السعر بشكل كبير”.

وعدّد السيد نصرالله الأسباب العديدة لارتفاع الأسعار مثل “الاحتكار، وجشع بعض التجار، وفقدان بعض المواد أو قلة بعض المواد المعروضة، وعدم المتابعة بضبط الأسعار ومحاسبة من يقومون بذلك”، ولذلك، طلب من الحكومة “تحمّل المسؤولية والتعاطي معه بشكل استثنائي ولا يُلقى الملفّ فقط على عاتق وزارة الاقتصاد لأنّ العبء أكبر منها”.

أما العنوان الثالث فخصّصه السيد نصرالله لتوضيح بعض النقاط، إذ تمنّى “على الجميع إعطاء وقت للحكومة”، مضيفاً: “معلوماتنا أنّ المناخ ليس لإسقاط الحكومة، ولا يزال الجميع في مناخ إعطاء الفرصة”.

وحول العلاقة مع حركة أمل، فقال: “يومياً نتواصل ونتناقش. هناك أشخاص في الإقليم والعالم هم من الباحثين دائماً عن أي وسيلة لإيجاد شقاق وخلاف بيننا، أقول لهم إنّهم يُتعبون أنفسهم عا الفاضي. ولكن الجمهور يجب أن يُساعدنا أيضاً”، مؤكداً أنّ العلاقة مع حركة أمل أساسية وفيها مصلحة للمقاومة.

وأخيراً، نفى السيد نصرالله علاقة حزب الله بالتوترات في بعض المناطق، بالقول: “نحن حريصون ألا تكون هناك مشاكل بل تعاون وإيجابية لننقذ البلد”، وأكد أن حزب الله حريص على الأمن في البلد، وعلى أن يكون هناك تعاون من أجل انقاذه من أزمته المالية التي تهدّد وجوده، موضحاً أن لبنان يحتاج إلى “الهدوء والتعاون وإعطاء الفرصة للحكومة من أجل إنقاذ البلد”.