النظام البحريني يوقف ندوة افتراضية ضد التطبيع مع “إسرائيل”!
يبدو أن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بلغ موضعاً لم تعد تلجأ معه الأنظمة الخليجية للاختباء وراء إصبعها أو المواربة في أقوالها وتصريحاتها، فمن تطبيع رياضي إلى ثقافي درامي إلى تطبيع رسمي وعلني، وأخيراً وليس آخراً عرقلة جهود مناهضة التطبيع، إذ قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال: “إنّ جهة بحرينية عليا طلبت وقف بث حلقة افتراضية، كانت مقرّرة حول التطبيع”، وأضاف: “إنّ هناك أنظمة عربية باتت تؤيّد التطبيع إلى حدّ أنها لم تعد تحتمل كلمة فلسطين”.
في هذا السياق، أكد أمين سر الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع “إسرائيل” عبد الرسول عاشور إيقاف بث الندوة الافتراضية ضد التطبيع بأمر من السلطات العليا في البحرين بعد المباشرة بها، موضحاً أن ذلك يخالف ما جاء في الدستور وفي ميثاق العمل الوطني، وأضاف: “لا نستطيع أن نتهرب من القول إن هناك تطبيع رسمي مع “إسرائيل”، ولا بدّ من أن نؤسس لمفاهيم واضحة لمعنى التطبيع”.
وأعلن عاشور رفض البحرينيين لجميع أنواع التطبيع، سواء كانت رياضية أو ثقافية مع الاحتلال، فيما كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن نصف مشيخات الخليج طلبت خلال الأسابيع الأخيرة من الكيان الصهيوني الحصول على معلومات لمواجهة انتشار كورونا، وأشارت إلى أن النظام البحريني هو أحد تلك الأنظمة، وأنه، مع أنظمة أخرى، خاطب المركز الطبي “شيبا”، وعبر عن اهتمامه بأدوات لمواجهة كورونا، علماً أن الإجراءات التي أقرتها حكومة الاحتلال لمواجهة انتشار كورونا كانت محل انتقادات من جانب جهات إسرائيلية عديدة ومتنوّعة.
ويختلف المشهد في تونس، إذ يبقى المتطّبعون حالة شاذّة، تحفظ ولا يقاس عليها، لأن التونسيين يؤكدون في كل المناسبات وكل الظروف، مساندتهم المطلقة للقضية الفلسطينية، حيث سادت موجة من الغضب والاستياء والتنديد، بعد أن بثّت إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة في تونس، برنامجاً دينياً يومياً بمناسبة شهر رمضان، يقدمه إمام فرنسيّ من أصول تونسيّة عُرف بالتطبيع مع “إسرائيل” ودعمه للصهيونية.
الإمام هو حسن الشلغومي، انتشر له سابقاً مقطع مصوّر يتمنى فيه “التوفيق” لجنود الاحتلال الإسرائيلي، وله علاقات وطيدة مع الصهاينة، وقد رافق ظهوره على قناة “الجنوبيّة” التونسيّة استنكاراً وتنديداً واتهامات للقناة بتنفيذ أجندات تخدم الكيان الصهيوني.
ووصف الناطق الرسمي باسم الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع، غسان بن خليفة، صاحب القناة التلفزيونيّة محمد العياشي العجرودي بـ”الرجل المشبوه المعروف بمساندته المطلقة للكيان الصهيوني”، مؤكداً أنّه يقوم بتنفيذ أجندات إماراتيّة سعوديّة، تخدم مصالح المحور الصهيوني الأمريكي.
من جهته، عبّر عضو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي عن استياء النقابة من الظهور المتكرر لحسن الشلغومي على القنوات التونسيّة، إذ سبق وأن استضافته قناة “نسمة”، مشيراً إلى أن السماح لشخصية صهيونيّة بالظهور في وسائل إعلام محليّة أمر غير مقبول وخطير.
وتساءل الجلاصي عن سبب إصرار قناة “الجنوبية” على اختيار الشلغومي من بين مئات الأئمة التونسيين، مؤكداً أن هذا الاختيار غير بريء، خاصة أن الشلغومي مطبّع مع الكيان الصهيوني، ويقوم بتنفيذ أجندات اليمين المتطرف في فرنسا، وله علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني ويدعم دولة الاحتلال.
وكانت نقابة الصحفيين، أصدرت بتاريخ 11 شباط الماضي، بياناً جدّدت فيه موقفها الثابت من رفض كل أشكال التطبيع، معتبرةً أنّ الأمر ليس وجهة نظر، بل أحد ثوابت المجتمع التونسي الذي يعتبر الصحفيين جزءاً لا يتجزأ منه، ودعت في هذا الشأن مجلس نواب الشعب إلى التعجيل بتقديم تشريعات تجرّم التطبيع بشكل واضح وصريح.
في سياق آخر، أكدت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، هولندا، أن حملات التشويه الإسرائيلية التي تستهدفها بشأن حيادها لن تؤثر في مجريات التحقيق بشأن فلسطين.
المدعية العامة في المحكمة فاتو بنسودا أوضحت في بيان نشرته عبر “تويتر”، أن المحكمة تجري تحقيقها بشأن فلسطين على نحو محايد ومستقل، مؤكدةً أن الادّعاءات التي يتداولها الإعلام الإسرائيلي لا أساس لها، كما أشارت إلى أنها ستواصل عملها متمسكة بنظام روما الأساسي.
في السياق، رأى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن تصريحات المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو ستفضي إلى فتح تحقيقات قضائية مع المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
وأكد عريقات أن الحملات الإسرائيلية التحريضية على المحكمة ترمي إلى أن يكون العالم صامتاً حتى تمرّ جرائمه من دون أي محاسبة أو انتقاد.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وأطلقت الرصاص الحي صوب الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة اثنين منهم بجروح.
كما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها غرب بلدة فرعون جنوب مدينة طولكرم الرصاص باتجاه شاب فلسطيني، ما أدّى إلى إصابته في قدميه.
وأصيب فلسطينيان بجروح والعشرات بحالات اختناق، أول أمس، جراء قمع قوات الاحتلال مظاهرة قرية كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 16 عاماً شرق قلقيلية بالضفة.