صداقات الأطفال.. بحث عن الثقة والطمأنينة.. ومواجهات مع الصفات الشخصية
قد يشعر الطفل في مرحلة من عمره، خاصة قبيل المراهقة أنه منبوذ ولا أحد من زملائه أو أترابه يعيره اهتماماً، أو قد لاينجح في إقامة صداقات مع أحد فيشعر بالعزلة في مثل هذه الحالات، ويحتاج الطفل إلى من يمده بالثقة في نفسه كي ينخرط في مجتمعه دونما عقبات أو تردد.
الاختلاف
يحب البعض أن يكون لهم أصدقاء تربطهم بهم علاقات مميزة، ويحاولون بكل طاقاتهم العثور على هذه الصداقات لكنهم لايفلحون فتبدأ في داخلهم معاناة لأنهم يشعرون بعزلة تجعلهم في قوقعة لايدخلها الآخرون، ولأن الطفل يحتاج إلى الصداقة كي يتمكن من الانخراط في المجتمع، فهو يشعر بشيء من الاختلاف، وقد يكون لهذا الشعور أسباب عديدة منها الخجل والانطواء على الذات. ووراء المصاعب التي يواجهها الطفل في البحث عن أصدقاء تتوارى أربعة أنواع من الشخصيات المختلفة لدى الأطفال، الطفل المنعزل وهنا لايحتاج كل الأطفال إلى إقامة علاقات متشابهة، فبعض الصغار يكتفون بأنفسهم ولايشعرون أنهم مضطرون لإقامة علاقات صداقة مع الآخرين. ومثل هؤلاء الأطفال يكتفون بالعيش مع كناب أو جهاز حاسوب أو صديق واحد لا أكثر. ولايجد علماء النفس أي مشكلة لدى طفل من هذا النوع لأنه مع مرور الزمن سوف يخرج من عزلته ويرتبط بالعالم من حوله.
إقامة علاقات
أما الطفل الخجول فلايجرؤ على الاحتكاك بالآخرين، فيبقى بعيداً طالما لم يقترب منه أحد، ومثل هذا الطفل ينتمي عادة لوالدين غير اجتماعيين يتخذهما نموذجاً فلا يتمكن من إقامة علاقات لايعترفان بها شخصياً، و لايجب أن تلتصق بهذا الطفل صفة ” الخجل ” فهي سوف تجعله أكثر ابتعاداً عن الآخرين وسوف تلازمه طيلة حياته.
لاتدوم
الطفل المسيطر لايجد مثل هذا الطفل صعوبة في إقامة علاقات مع الأطفال الآخرين، لكن علاقاته مع الآخرين لاتدوم طويلاً، لأنه يرغب دائماً في تولي القيادة دون أن يعمل حساباً لرغبات الآخرين، لذا يبدو الطفل المسيطر عدوانياً عندما يرفضه الآخرون.
دائرة الفشل
وبالنسبة للطفل المتألم في هذه الحالة يكون لدى الطفل صديق طفولة، لكن هذا لايحميه من استهزاء الآخرين، فتراه فائق الحساسية ولايحاول الاقتراب من أترابه، ما يجعله متألماً لبعدهم عنه، ويشعر بأنه ضحية لابد من احترامها. وسواء كان الطفل خجولاً أو انطوائياً أو حساساً لدرجة الشعور بأنه منبوذ، فإن هناك حلولاً لإخراجه من دائرة الفشل التي يعيش فيها. فكيف تتم مساعدة الطفل على التواصل مع العالم من حوله وإعطائه مزيداً من الثقة في نفسه. بالإمكان دعوة طفل إلى المنزل لفترة محدودة كي تتوطد الصداقة معه على أن يقوم الطفلان بنشاطات داخلية أو خارجية، كزيارة بعض الأقارب، أو الذهاب إلى البحر وتدريجياً، كما يمكن دعوة العديد من الأطفال لفترة أطول .
تقليد الأهل
من ناحية أخرى يمكن أن يشترك الطفل في نشاط رياضي، فني أو اجتماعي، بحيث يستطيع لقاء أطفال يشاركونه هواياته. إلى ذلك يمكن مراقبة تصرف الطفل مع أحد الأصدقاء ومن ثم شرح تأثير موقفه على الآخرين بهدوء وبلطف، وتجدر الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان أن يتعرف الطفل إلى أطفال يكبرونه سناً، ويتعلم المبادرة بالحديث والانتهاء منه، ويعرف كيف يهتم بالآخرين ويرفض ما لايحب. وأخيراً يمكن أن نلفت انتباه الطفل إلى زميل له في الصف يتمتع بشعبية كبيرة وسؤاله عن سبب تلك الشعبية. ويجب أن يكون الأهل قدوة لأطفالهم، فالطفل بطبعه يقّلد أبويه، وعندما يرى أصدقاء يزورونه في البيت يرتاح أكثر ويعتاد على الانخراط في المجتمع دون أي عقبات وإذا كان الطفل يحتاج إلى مزيد من الثقة في نفسه كي يقيم علاقات مع أترابه فلماذا لا نوّفرله هذه الثقة بمزيد من الحب والتشجيع؟.
إبراهيم أحمد