مشروع مشترك لإعادة تأهيل دمشق القديمة ودعم فكرة التطبيقات الذكية
دمشق ـ ميس خليل
نظراً لأهمية دمشق القديمة التاريخية والثقافية والسياحية، كأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، وضرورة العمل الدائم للحفاظ على معالمها الأثرية ونسيجها العمراني والاجتماعي والثقافي المتميّز الذي يربط قاطنيها بعضهم ببعض، وإزالة التعديات على المناطق الأثرية، كان من الضروري أن تتوحّد جهود مختلف الجهات والتنسيق مع المجتمع الأهلي لتحقيق هذا الهدف، حيث وضعت مديرية مدينة دمشق القديمة ومديرية آثار دمشق وكلية العمارة في جامعة دمشق هذا الموضوع نصب عينها، في خطوة تحمل الكثير من الدلالات الإيجابية للمحافظة على المدينة القديمة، وتمّ تشكيل فريق عمل مشترك من تلك الجهات مهمته العمل على إعادة تأهيل مدينة دمشق القديمة والحفاظ على معالمها الأثرية والمعمارية.
مدير مدينة دمشق القديمة المهندس مازن فرزلي أوضح لـ”البعث” أن لقاءً مشتركاً جمع بين المحافظة وكلية العمارة والآثار ومديريتنا، وتمّ وضع رؤى مستقبلية لأفكار يمكن أن تنفّذ في الشام القديمة، مشيراً إلى أن مديرية مدينة دمشق القديمة تعمل على أسس عدة هي: قاعدة البيانات من توثيق ودراسات – المخطط التوجيهي المرحلي المصدّق عام 2008 – نظام البناء لعام 2011 – الملحق الفني لنظام البناء (الكود)، إضافة إلى مشاريع دمشق القديمة (تنظيم السير – خطة إدارة الكوارث – ترميم السيلان)، كما سيتمّ المضي في إكمال مشروع دمشق القديمة من دون سيارات ودراسة تجميل الفراغات والمحاور ضمن المدينة القديمة، إضافة إلى دعم فكرة التطبيقات الذكية لإظهار المدينة القديمة مثلما كانت عبر التاريخ، كذلك متابعة موضوع خطة إدارة الكوارث من طباعة بروشورات الوقاية من الحرائق، والتعمّق بدراسة خطة الإطفاء للحارات الضيقة، وتشكيل فريق عمل مركزي تنبثق عنه مشاريع مدينة دمشق القديمة، وتحفيز المجتمع المحلي للحفاظ على المدينة القديمة والمشاركة بمشاريعها وأهمية الإضاءة الإعلامية على هذه المشاريع، والعمل على إزالة العقبات التي تعترضها وطرح الحلول وتقديم كامل الدعم لاستمرارها وطرح مشاريع جديدة، وضرورة إيجاد الحلول القانونية من أجل ترميم واجهات العقارات الخطرة المهجورة بالتنسيق مع دائرة آثار دمشق.
من جهته، مدير آثار دمشق المهندس طوني يازجي ذكر أن وجود جامعة دمشق ومديرية دمشق القديمة ودائرة آثار دمشق على طاولة اجتماع واحدة هو خطوة على الطريق الصحيح للحفاظ على المدينة القديمة كمعلم أثري لا تزال الحياة مستمرة فيه، وكل جهة من هذه الجهات الثلاث لديها مخزون كبير من الدراسات والخبرات، ولكن من غير المجدي أن تعمل منفردة، التشاركية فيما بينها على تحقيق أهداف محددة يمكن أن ينقل هذه الدراسات إلى مرحلة التنفيذ، مشيراً إلى أن المواضيع التي تمّ طرحها تستهدف حلولاً لمشكلات يومية تعترض عملية الترميم والحفاظ على المدينة القديمة، وهذه الحلول جاءت نتيجة أبحاث أكاديمية واجتماعات عدة بين الجهات الثلاث، منوهاً بأن الحلول المطروحة لإعادة تأهيل المدينة القديمة قابلة للتنفيذ وهي تتلاءم مع معايير عملية الحفاظ محلياً ودولياً، وتساهم في إزالة موقع دمشق القديمة عن لائحة مواقع التراث العالمي المهدّدة بالخطر الخاصة باليونسكو، من حيث الارتقاء بمستوى الاستجابة للمخاطر التي تتعرّض لها المدينة القديمة من حرائق أو سوء الترميم، والدعم المالي الذي يمكن تقديمه لسكان المدينة القديمة في حالة الترميم الإسعافي لمبانيهم الأثرية، إضافة لتعزيز دور المجتمع المحلي في حماية التراث.