الرد الصيني سيكون أشبه بـ “القنبلة الذرية”
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع ريزو انتيرناسونال 18/5/2020
من المقرر أن تتخذ الصين سلسلة من الإجراءات المضادة ضد الخطة الأمريكية القاضية بمنع توصيل أشباه الموصلات إلى شركة الاتصالات الصينية هواوي، بما في ذلك وضع الشركات الأمريكية في “قائمة غير موثوق بها” من خلال بدء التحقيقات، وفرض قيود على الشركات الأمريكية مثل “آبل”، ووقف شراء طائرات بوينغ بحسب مصدر مقرب من الحكومة الصينية.
هذه الخطوة المحتملة، هي المرة الثانية في غضون يومين التي تنشر فيها الصين رسالة انتقامية ضد الولايات المتحدة، والمرة الأولى التي يستهدف فيها مصدر حكومي شركات أمريكية محددة، وهي بالطبع نتيجة هجمات واشنطن العدائية الأخيرة على الصين التي أثارت موجات تسونامي غاضبة بين السياسيين الصينيين ومجتمع الأعمال. وقالت مصادر: إن الصين تعتزم اتخاذ إجراءات مضادة عقابية ضد شخصيات وكيانات أمريكية في سياق القضايا المتعلقة بفيروس كورونا بسبب إساءة استخدام العملية من قبل الجانب الأمريكي. وأشار الخبراء إلى أن أحدث الإجراءات التي اتخذتها الصين تشير إلى أنه يجري تنفيذ استراتيجية تصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم سياسياً واقتصادياً.
وكانت إدارة ترامب قررت مؤخراً منع توصيلات أشباه الموصلات من مصنعي الرقائق حول العالم إلى هواوي. فيما صرحت وزارة التجارة الأمريكية بأنها أجرت تعديلاً على قاعدة تصدير وقائمة الكيانات التي تستهدف بشكل استراتيجي استحواذ هواوي على أشباه الموصلات، والتي هي بالأساس منتج مباشر لبعض البرامج والتكنولوجيا الأمريكية، وفقاً لأحد البيانات على موقعها على الانترنت.
بالمقابل، ستتخذ الصين إجراءات مضادة قوية لحماية حقوقها المشروعة، إذا واصلت الولايات المتحدة خطة تغيير قواعدها وحظر موردي الرقائق الرئيسيين، بما في ذلك شركة TSMC ومقرها تايوان، من بيع الرقائق لهواوي.
تشمل الإجراءات إضافة شركات أمريكية إلى قائمة “الكيانات غير الموثوق بها” في الصين، وفرض قيود أو فتح تحقيقات في الشركات الأمريكية مثل كوالكوم وسيسكو وآبل وفقاً للقوانين الصينية. يقول “هي ويوين”، مسؤول تجاري كبير سابق وعضو في المجلس التنفيذي، لصحيفة “غلوبال تايمز”: “يتعين على الصين تنفيذ هذه الإجراءات المضادة حتى لا تجرؤ الولايات المتحدة على طلب المزيد”. ونصح الصين بإجراء تحقيق شامل في الشركات الأمريكية المعنية حتى تشعر بنفس الألم الذي سببته سياسة إدارة ترامب للشركات والاقتصاد الصيني. ويقول المحللون: إن الإجراءات العقابية التي تستهدف الشركات الأمريكية الكبرى مثل كوالكوم وسيسكو وآبل هي “القنبلة الذرية” وإذا أطلقت الصين سلسلة لا نهاية لها من التحقيقات في هذه الشركات فإنها ستكون كالسيف المسلط فوق رؤوسها.
وأشار المحللون أيضاً إلى أنه إذا لم يكن من الممكن بيع الرقائق المصنعة من قبل هذه الشركات في السوق الصينية، التي تعد أحد أهم مصادر إيراداتها، فسيكون من الصعب للغاية على شركات التكنولوجيا الأمريكية استرداد استثماراتها، وقد يعلن بعضها الإفلاس.
تعد صناعة الرقائق واحدة من قطاعات التصدير الرئيسية في الولايات المتحدة وواحدة من القطاعات القليلة التي لا تزال تحقق فائضاً تجارياً، ويرجع ذلك إلى حد كبير لنمو المبيعات في الصين، ووفقاً لتقرير “وول ستريت” فإن الحظر المحتمل على مبيعات الرقائق يمكن أن يكلف الشركات المصنعة الأمريكية حوالي 36 مليار دولار من الإيرادات، وسوف يتسبب أيضاً في حدوث سلسلة من ردود الفعل بين مختلف اللاعبين من المنبع إلى المصب.
وفيما يتعلق بصفقة طائرات بوينغ، يمكن أن تتخلى الصين في النهاية عن جميع الطلبات الحالية المتعلقة بطائرات بوينغ إذا هاجمت الولايات المتحدة مصالح الصين، حتى لو كان ذلك يعني أن بعض الشركات الصينية يجب أن تدفع تعويضات، وأضاف المطلعون: إنه إذا خسرت بوينغ الطلبات من الصين فإن الشركة التي هي على وشك الإفلاس، يمكنها أن تطلب مساعدة الحكومة الأمريكية، مع العلم أن الصين أكبر مشترٍ في العالم للطائرات ويمكن أن تطلب أكثر من 100 طائرة من الشركة الأمريكية، أي ما يمثل 30 مليار يوان كل عام.
وقال فاو لينغ يون، خبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز: إن معظم الشركات الأمريكية المدرجة قد تكون شركات أمريكية صغيرة تعتمد بشكل كبير على الشركات الصينية، مثل الوكالات التجارية الأمريكية. وبمجرد أن تفرض السلطات الصينية عقوبات عليها، فإنها لن تتحمل التكلفة الباهظة، كما سيتم دفع معظم الشركات الصغيرة إلى حافة الإفلاس. وأشار إلى أن مثل هذه الإجراءات المضادة يمكن أن تكون بمثابة تحذير من “المستوى الأول” للجانب الأمريكي.