أخبارصحيفة البعث

موسكو تنتقد تهديدات ترامب لـ “الصحة العالمية”.. بكين: يتهرّب من المسؤولية

ندّدت روسيا بالمحاولات الأمريكية المستمرة لتحطيم منظمة الصحة العالمية، فيما جدّدت الصين انتقادها محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشويه صورتها والتهرّب من مسؤوليات بلاده تجاه منظمة الصحة العالمية، بعدما هدّد بالانسحاب منها.

وقال المتحدث باسم الخارجية تشاو ليجيان: إن ترامب، الذي هدد بتجميد مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية بشكل دائم ما لم تثبت استقلاليتها عن بكين، يهدف إلى تشويه صورة الصين والتهرّب من مسؤولياته المرتبطة بالتزاماته حيال المنظمة.

وأضاف، تعليقاً على الرسالة التي وجهها ترامب إلى رئيس المنظمة واتهمه فيها بـ “التساهل مع الصين”: إن رسالة الرئيس الأميركي المفتوحة مليئة بالتلميحات، وهو يحاول استخدام أساليب مخادعة لتضليل العامة وتحقيق أهداف تشويه جهود الصين في مكافحة الفيروس والتهرب من المسؤولية عن استجابة الولايات المتحدة التي لم تكن كافية للوباء، موضحاً أن واشنطن تحاول دائماً استخدام الصين كمسألة للتهرب من المسؤولية والمساومة على التزاماتها الدولية تجاه منظمة الصحة العالمية، هذه خطوة غير محسوبة واختارت الولايات المتحدة الهدف الخاطئ، مضيفاً: إن الولايات المتحدة تحاول صرف الأنظار عن إجراءاتها غير الكافية للوقاية من الفيروس واحتوائه، داعياً إياها إلى التوقّف عن إلقاء اللوم على باقي الأطراف والتركيز بدلاً من ذلك على الاستجابة للوباء.

إلى ذلك، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لى المحاولات الأمريكية الهادفة إلى تحطيم منظمة الصحة العالمية وتهديدها بوقف تمويلها بشكل نهائي، وقال: “نرفض تحطيم منظمة الصحة العالمية بما ينسجم مع المصالح السياسية أو الجيوسياسية لدولة واحدة أي الولايات المتحدة”، مضيفاً: “نعم هناك إمكانات لتحسينها ودعوات الى إصلاحها ونتعامل مع هذه الدعوات بشكل مسؤول وبناء، ونحن مستعدون كما في السابق للمشاركة بكثافة في ما يتم القيام به في هذا الصدد”، وأوضح أن موسكو ترفض تسييس كل ما يتصل بوباء فيروس كورونا وإضعاف منظمة الصحة العالمية وتحويلها منصة لتصفية الحسابات السياسية.

من جهته أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف غينادي غاتيلوف، أمس الثلاثاء، أن روسيا تنظر بشكل سلبي إلى تهديدات ترامب لمنظمة الصحة العالمية، وأكد، خلال مؤتمر الكتروني نظمه نادي فالداي الدولي، أن أغلبية المجتمع الدولي تعتقد أن منظمة الصحة العالمية هي على وجه التحديد المنظمة التي يجب أن تنسق الأنشطة الصحية للدول، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لمكافحة فيروس كورونا، واعتبر أن “هجمات واشنطن على منظمة الصحة العالمية ببساطة غير ناجحة”، موضحاً أنه “إذا اتهمت منظمة الصحة العالمية بأنها منظمة غير شفافة وغير فعالة فكيف نقيم الوضع في المقر الرئيس للمنظمة حيث يوجد أكثر من 90 بالمئة من الخبراء الأمريكيين بين صفوف الإدارة وهم على دراية تامة ببداية الوباء وتطوراته”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن منتصف الشهر الماضي أنه أمر إدارته بتعليق دفع المساهمة المالية لمنظمة الصحة العالمية بسبب ما سماه “سوء إدارة” المنظمة الأممية لأزمة تفشي فيروس كورونا، وذلك للتغطية على الانتقادات الموجهة له بارتكاب “أخطاء كارثية” في التعامل مع هذه الأزمة في الولايات المتحدة، التي تتصدر قائمة الوفيات والإصابات حول العالم.

كما أعلنت المفوضية الأوروبية دعمها لمنظمة الصحة العالمية، وقالت المتحدثة باسم المفوضية فيرجيني باتو في مؤتمر صحافي: هذا وقت إظهار التضامن وليس وقت توجيه أصابع الاتهام أو تقويض التعاون المتعدد الأطراف.

وفي وقت سابق، هدّد ترامب بتعليق تمويل بلاده للمنظمة بصورة دائمة، مطالباً إياها بتنفيذ ما وصفه بـ “التحسينات الجوهرية” خلال شهر في حال أرادت الحيلولة دون تنفيذ وعيده. قبل أن ينشر على “تويتر” رسالة، بعثها إلى المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، هدد فيها بتحويل قرار تجميد تمويل الولايات المتحدة لها من مؤقت إلى دائم، وإعادة النظر في عضويتنا في المنظمة.