روسيا ترفض الإنذار الأمريكي حول معاهدة “الأجواء المفتوحة”
أعلنت وزارة الخارجية الروسية رفض موسكو النظر في الإنذار الذي أصدرته الولايات المتحدة بشأن معاهدة الأجواء المفتوحة، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد روسيا لتقديم رد مناسب على الخطوات العدوانية التي تقوم بها الولايات المتحدة.
وجاء في بيان للوزارة: “إن المسؤولين الأمريكيين يلمحون في تصريحاتهم الأخيرة إلى إمكانية تراجع الولايات المتحدة عن قرارها بالانسحاب من المعاهدة المذكورة في حال تنفيذ موسكو غير المشروط لكل المطالب الأمريكية خلال الأشهر القليلة المقبلة”، مشيرة إلى أن “هذا إنذار ولا حوار على هذا الأساس”.
وفي السياق ذاته انتقدت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قرار انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، معتبرة أنه “يصب في إطار نظرية الخصوصية الأمريكية في العالم ولا تكمن وراءه أي مطالب معينة موجهة إلى روسيا”، وقالت: “إن الدولة الأمريكية تقدم نفسها على أنها بلد له صلاحيات خاصة، لا يتقيد بأي التزامات ولا يلعب وفقاً للقواعد وله مكانة مميزة في هذا العالم ولا يمكن أن تكون له أي مكانة أخرى”، مشيرة إلى أن نظرية الدولة الأمريكية تتجلى ملامحها بكل وضوح على مدار العقود الأخيرة حيث ترى واشنطن نفسها في غنى عن أي شيء يجعلها متساوية في الحقوق مع سائر الجهات الفاعلة على الساحة الدولية.
وذكرت زاخاروفا أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما هو الذي أعلن نظرية الخصوصية الأمريكية أما خلفه ترامب فيتبع الفكرة نفسها مع أنه يستخدم شعارات مختلفة.
وأعلن مسؤولون أمريكيون الخميس أن الولايات المتحدة تنوي الانسحاب من الاتفاقية، التي تضم 35 بلداً، والتي تسمح بعمليات استطلاع جوية بطائرات غير مسلحة في أجواء الدول المشاركة فيها في غضون ستة أشهر بناء على شروط الخروج من الاتفاقية.
إلى ذلك، أعربت عشر دول أوروبية عن أسفها إزاء قرار واشنطن، مؤكدة أهمية الحفاظ على المعاهدة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية وقعت عليه 10 دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي بينها ألمانيا وبلجيكا واسبانيا وهولندا: نأسف لإعلان الإدارة الأمريكية نيتها الانسحاب من اتفاقية الأجواء المفتوحة رغم ما سمته “مشاركتها دواعي القلق بخصوص تنفيذ الاتحاد الروسي أحكام الاتفاقية”، وأضاف البيان: إن الاتفاقية “لا تزال فعالة ومفيدة”، وأكدت الوزارة التزام باريس بهذه المعاهدة الدولية.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: إن هذا التحرك الأمريكي هو مظهر سلبي آخر عن التزام واشنطن بعقلية الحرب الباردة ومتابعة نهج أمريكا أولاً كما أنه أحادي الجانب إضافة إلى كونه يشكل انتهاكا للالتزامات الدولية، وأضاف: إن التحرك الأمريكي لا يساعد في الحفاظ على الثقة المتبادلة عسكريا والشفافية بين دول المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار كما أنه سيحمل أثرا سلبيا على عمليات السيطرة على الأسلحة دولياً وخفض التسلح.
وتم التوقيع على معاهدة “الأجواء المفتوحة” عام 1992 وأصبحت أحد إجراءات بناء الثقة في أوروبا بعد الحرب الباردة، وهي تعمل منذ عام 2002، وتسمح للدول المشاركة بجمع المعلومات بشكل علني عن القوات المسلحة وأنشطة بعضها البعض.