أولى ناقلات النفط الإيرانية وصلت فنزويلا.. رغم أنف ترامب!
متحدية الحصار الأمريكي وإجراءات الحظر الأحادية، وصلت إلى سواحل فنزويلا ناقلة النفط الإيرانية “فورتشن”، من أصل خمس ناقلات تبحر عباب البحار عبر العالم منذ ثلاثة أسابيع محمّلة بالبنزين. ويتوقّع أن تصل هذه السفينة الأولى بين الثلاثاء والأربعاء إلى المصافي الفنزويلية لتفريغ الوقود فيها، فيما تواصل الناقلات الأخرى طريقها، وسيتم معها اتباع نفس الإجراء الذي حصل مع أول ناقلة، وبالتالي فإنه خلال الساعات القليلة المقبلة ستكون الناقلات الأخرى قد وصلت الى المياه الإقليمية الفنزويلية.
وذكرت قناة “تيلي سور”، في وقت سابق، أن الناقلة دخلت المياه الفنزويلية ترافقها قوارب وحوامات وطائرات تابعة للقوات المسلحة البوليفارية، ومن المتوقّع وصول أربع سفن إيرانية أخرى محمّلة بالوقود إلى المياه الفنزويلية لاحقاً، فيما يؤكّد مراقبون أن إيران، التي هي أيضاً ضحية حصار دولي من قبل الولايات المتحدة، تمدّ يد العون لشعب فنزويلا، الذي يعاني من عواقب نفس الإجراءات القسرية والأحادية الجانب تجاهها من قبل واشنطن، وأضافوا: “إن الرسالة التي يرسلها البلدان إلى العالم هي أنهما يدافعان عن الحق في حرية الملاحة والتجارة وقبل كل شيء هما في ذلك يطبقان القانون الدولي بين دولتين ذات سيادة”.
ونشر مندوب فنزويلا الدائم لدى الأمم المتحدة، سامويل مونكادا، تغريدة على تويتر، جاء فيها: “إن وصول أول ناقلة نفط إيرانية إلى المياه البوليفارية يظهر أن التضامن بين الشعوب يمكن أن يغيّر العواقب للخطط الجيوسياسية الأمريكية”، وأضاف: “وصول النفط الإيراني إلى الشعب الفنزويلي علامة بارزة في الكفاح من أجل السيادة والاستقلال والسلام.. ترامب وأتباعه كانوا يفكرون بشن هجوم عسكري ضد الناقلات إلا أن خبراءه نصحوه بعد القيام بذلك”، فيما قال السفير الإيراني في فنزويلا: “في مواجهة التهديدات التي أطلقتها واشنطن عندما اكتشفت أن السفن الإيرانية قادمة في طريقها إلى الأراضي الفنزويلية لم يتغيّر أي شيء، بحيث أن تلك التهديدات هي بكل بساطة مجرد تهديدات”، مشيراً إلى أن “الحكومة الأميركية قد استوعبت في النهاية أن فنزويلا وإيران هما دولتان ذات سيادة”.
بدوره، قال رئيس مهمة ملاقاة السفن الإيرانية نائب أميرال أنيبال بريتو: “هذه استجابة تضامن وتعاون مع الشعب الفنزويلي في وجه التهديد والحصار والتدابير الانفرادية والتعسفية من قبل حكومة الولايات المتحدة، مؤكداً “حتى الآن، لم يحصل في عرض البحر أي نوع من التهديد الذي يهدد سلامة الناقلة الايرانية “فورتشن” أو الوحدات الفنزويلية التابعة للبحرية البوليفارية التي ترافقها إلى ميناء آمن”، مضيفاً: في حال حصل أي تهديد للسفن “كنا سنطبق على الفور إجراءات وبروتوكولات العملية الاستباقية والدفاعية المتبعة في وجه موقف كهذا، وأيضاً بالنسبة لناقلة النفط الإيرانية، فهي كانت ستبلغنا لو كانت تواجه أي شيء يزعج مسارها خلال الاتصالات الأولية التي أجريناها”، ولفت إلى أن “الشعوب التي تحرص على ممارسة حريتها عليها أن تمارس الحق في حرية الملاحة، وفي هذه الحالة أيضاً حرية التجارة والتضامن بين الأخوة وتطبيق المشاعر الإنسانية، هذه المشاعر هي التي يجب أن تسود في عالم مهدد من قبل تلك القوى بشكل أحادي الجانب، والتي تهدد وجود الإنسانية برمتها. اليوم ساد السلام والتضامن بين الشعوب الشقيقة التي ترفع شعار الحرية والاحترام بين شعوب كوكب الأرض”.
وانضم إلى مهمة المواكبة للناقلات الايرانية، منذ ساعات الفجر الأولى، الطيران الحربي البوليفاري الفنزويلي، فيما قال قبطان السفينة الحربية الفنزويلية: “نحن ندرك أن كلا البلدين كانا ضحايا الحصار والعقوبات الأحادية الجانب. وهذا النوع من الخطوات التضامنية سيسمح للبلدين بالمضي قدماً الى الأمام وهما يوجهان رسالة تضامن أيضاً إلى العالم أجمع، ولكن قبل كل شيء رسالة حول كيفية الدفاع عن حقهما بتقرير المصير”، وتابع: “نحن معاً نكتب صفحة جديدة من التاريخ، حاملين رسالتنا إلى هذا العالم، وهي رسالة تعقّل وسلام يحتاجهما هذا العالم بشدة”.
وكان وزير النفط الفنزويلي الجديد طارق العيسمي وجّه، السبت، الشكر لإيران، وكتب في تغريدة له على تويتر: “التعاون بين إيران وفنزويلا في مجال الطاقة، فضلاً عن أنه يجعلنا موحّدين كدول أعضاء في أوبك، فهو مبني أيضاً على التبادل العلمي وتطوير الصناعات الهيدروكربونية.. شكراً أيها الأشقاء”.
وأثارت هذه الخطوة، التي تشكل تحدياً للحصار الأمريكي على فنزويلا، حنق واشنطن، التي أعلنت على لسان القوة البحرية الأمريكية الأربعاء الماضي عن توجيه 4 سفن حربية وطائرة “بى 8 بوسايدون” إلى البحر الكاريبي لاعتراض السفن الإيرانية، ليرد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتحذير من أنه “في حال تعرّضت ناقلات النفط الإيرانية لأي مشكلة سواء في البحر الكاريبي أو في أي منطقة أخرى من العالم فإن الأمريكيين سيتعرّضون إلى مشكلة.. لذا نأمل ألا يرتكبوا أي خطأ”.
إلى ذلك، أكد الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، أن “أبرز رسالة يحملها إرسال الناقلات الإيرانية إلى فنزويلا هو رفض الحصار من الآن فصاعداً، مضيفاً: لو تمّ التعرّض للناقلات بأي طريقة كانت “لتغيّر وجه العالم”، وأضاف: إن “الاستعدادات كانت قائمة لردع أي تعرض أميركي للناقلات، والانتقام كان سيصبح سريعاً”، ورأى أن “الإدارة الأميركية تمارس البلطجة بمصادرة المصافي الفنزويلية”، ذلك لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بات في مرحلة انزواء، وفقد مصداقيته بسبب سياستيه الداخلية والخارجية”.
ويأتي إرسال ناقلات النفط الإيرانية إلى فنزويلا، ليشكّل، بحسب موسوي، “ضربة للولايات المتحدة”، وليكون “أكبر من هجوم عسكري أو قتل أميركيين”، مضيفاً: لا يمكن للتصعيد أن يحصل “لأن الرد سيكون حاضراً، والجاهزية موجودة لدى محور المقاومة كافة”، وتوقّع موسوي “تغييرات كثيرة في سياسة الإدارة الأميركية التي لم تعد مقبولة أبداً في المنطقة”، كما توقّع “تطوراً هاماً حيال الحصار المفروض على قطاع غزة”.