“ذاكرة للعطر” بوح شفيف من نزق الروح
صدرت عن دار دلمون الجديدة للنشر المجموعة الشعرية الثانية للشاعر حسن عماد بعنوان “ذاكرة للعطر”، فكانت مرآة تعكس روح شاعر يتلمس خلاصاً من واقع أطبق خناقه على رواحه. وفي استعراض لعناوين قصائد المجموعة، نرى الشاعر يتوه في البحث عن نفسه ينسج من شغف روحه صوراً شعرية لقصيدة غير مكتملة عبر تداعيات تراوحت بين الانكسارات، والخيبات، والأحلام المجهضة والفشل.
من قصيدة “ذاكرة العطر” التي حملت المجموعة اسمها نطالع: “أقلب في دفاتري لعلي ألمح عطراً/ ينشط بعض أفكاري/ يحدثني بلغته/ فيصحو في مشواري/ ولكني هجرت دفاتري عمداً/ لكي تغفو بأسراري/ هذا العطر أعرفه/ فقد أهدتني إياه/ وهذا العطر قد علق بكفي/ فقد أحيتني ذكراه/ وذلك العطر على عنقي/ بآخر ضمة قد جاء يقصدني كمأواه”
حملت قصائد حسن عماد ملامح قصيدة النثر، واستطاع التعبير عن نفسه بصيغة شعرية أوضح في بوح شفيف من نزق الروح، وربما العنوان الذي أطلقه على مجموعته “ذاكرة للعطر” هو أكثر دلالة على حالته، أما باقي قصائده فمالت عناوينها إلى الرومانسية قليلاً، وأظنه استطاع من خلالها الانتقال من الواقع إلى الشعر بأسلوب شفاف. من بعض عناوين قصائده: حنين – هروب مبرر – قدر – خذلان – حلم – صمت – أنتظر – انتحار اللحن – رف الأمل، وغيرها.
من قصيدة “خذلان”، نقرأ: “أين المحبة هاجرت أسرابها/ والرفق فينا هل تراه قد انسلب/ قد كانوا دوماً بالصداقة يشهدوا/ خطوا كلاماً رائعاً وهنا انكتب/ في القلب حلوا واستحلوا/ طيفاً جميلاً في مشاعري انسكب”.