الجيش الليبي 4 يسقط مسيّرات تركية وأمريكية
أسقط الجيش الوطني الليبي طائرة مسيّرة أمريكية الصنع من نوع “بريداتور” كانت تقوم بمهمة رصد وتصوير فوق مدينة بني وليد، وقال ضابط في الدفاع الجوي الليبي، يدعى عبد الحميد الضاوي، إن الطائرة المذكورة “قد تكون تابعة للقوات الإيطالية في مصراتة ضمن الدعم اللوجستي والمعلوماتي الذي تقدّمه إيطاليا إلى تركيا، خصوصاً في ما يتعلق بالهجوم على نقاط الجيش الخلفية كترهونة”، ولفت الضابط الليبي أيضاً إلى أن الدفاعات الجوية للجيش أسقطت ثلاث طائرات مسيرة أخرى: اثنتان فوق بن وليد، وواحدة في سماء غريان، وأن إحداها من طراز “آقنجي”، التي تعد أحدث الطائرات المسيرة التركية وأكثرها تطوّراً.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته عن تفجير آلية تابعة للكتيبة 628 التابعة للجيش الوطني الليبي في منطقة تراغن، الواقعة جنوب غرب البلاد، فيما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، أمس الثلاثاء، شهادات لمرتزقة سوريين جنّدهم أردوغان للقتال في ليبيا، منها شهادات لأطفال قصر وشبان في مقتبل العمر صدموا عند وصولهم إلى ساحات القتال في طرابلس، وأضافت الصحيفة: إن “أنصار الإسلام السياسي والعثمانيون الجدد يرون في ليبيا الفرصة المناسبة للانقضاض على حصة من النفط، وتحقيق طموحات جيوسياسية واضحة عبر الإيديولوجيات التكفيرية والمرتزقة”.
يذكر أن نظام أردوغان جنّد أكثر من 10 آلاف مرتزق سوري للقتال إلى جانب ميليشيات “الوفاق”، لتنفيذ خطته للسيطرة على الثروات الطبيعية في شرق البحر المتوسط.
ووفق مصادر متطابقة فإن رحلات المرتزقة إلى ليبيا، برعاية تركيا، أصبحت سمسرة تدر ثروات على المشرفين عليها حسب الأعداد التي يتمّ استقطابها، مشيرة إلى أن السمسار يأخذ 100 دولار أميركي من كل إرهابي، كما يأخذ عمولة من “مكاتب استقطاب المرتزقة” التابعة لقوات الاحتلال التركي، وأردفت: يتم تطويع الأطفال، الذين أعمارهم أقل من 18 عاماً، شريطة أن يكون الطفل متدرباً على القتال.
ويواصل نظام أردوغان تغذية الصراع الليبي، ضارباً المناشدات الدولية والتحذيرات عرض الحائط، من خلال إرسال آلاف المرتزقة من الفصائل السورية التكفيرية وعناصر منتمين لتنظيم “داعش” الإرهابي إلى ليبيا، فضلاً عن الجنود الأتراك، لدعم ميليشيات الوفاق في طرابلس، وتمويلها بالسلاح والعتاد.
وحذّرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية من التهديد الذي يمثّله مشروع أردوغان في ليبيا لأوروبا عبر تثبيت نفسه بالقوة كحاكم سري لليبيا، وقالت، في تقرير خاص نشر تحت عنوان “أردوغان: حاكم ليبيا السري”، إن أردوغان يريد فرض نفسه كحاكم سري للدولة الغنية بالنفط على ساحل البحر الأبيض المتوسط”، مشيرة إلى أنه قبل بضعة أشهر بدأ قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر هجومه للسيطرة على طرابلس وكاد ينجح في ذلك لولا الدعم التركي بالأسلحة والمرتزقة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج الذي كان من المفترض أن يكون غير موجود اليوم.
وأشارت دير شبيغل إلى اتفاقية الغاز التي وقعها السراج مع تركيا، على أنها إشارة لأردوغان لتأجيج الوضع وتكثيف إرسال العتاد الثقيل وآلاف المرتزقة السوريين، وأكدت أن التزامات أردوغان بمغادرة ليبيا، كما جاء في قرارات مؤتمر برلين كانت مجرد كلمات على الورق بالنظر إلى أنه بعد خمسة أيام أرسل سفينة شحن محملة بالذخيرة والأسلحة والصواريخ من الميناء التركي مرسين إلى طرابلس.
كما تطرّق التقرير إلى ضعف أوروبا في مواجهة التدخل التركي في طرابلس، واصفاً إياه بأنه “مشلول” بسبب عدم وجود رؤى موحّدة بين دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا وإيطاليا.
وأكد تقرير “دير شبيغل” أن السراج لا يدعمه جيش منظم، بل مليشيات وعصابات معادية لبعضها البعض، محذّراً من أن سيطرة أردوغان على الساحل الليبي، الذي يعد الأطول لمرور المهاجرين إلى أوروبا، تشكل خطراً أمنياً على أوروبا، خاصة وأن أردوغان استخدم ملف المهجّرين السوريين لابتزاز أوروبا، ونشر الرعب مؤخراً بعد فتح الحدود التركية مع اليونان للاجئين، وهو سيناريو متوقّع تكراره من الساحل الليبي.