احتجاجات الغضب أمام البيت الأبيض وترامب يهدد بـ “الكلاب الأكثر شراسة”
أُغلق البيت الأبيض بعد وصول الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد إلى العاصمة الأميركية واشنطن، فيما أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطريقة تعامل جهاز الخدمة السرية مع المتظاهرين، قائلاً إنه لو تسللوا إلى مقر الرئاسة لواجهوا “الكلاب الأكثر شراسة”، وذكر، في سلسلة تغريدات نشرها أمس السبت على حسابه الرسمي في “تويتر”، أن عناصر الخدمة السرية (المعنية بحماية كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية) أدوا “عملاً جيداً”، قائلاً: إنهم لم يظهروا مهنيتهم التامة فحسب، بل وكانوا “رائعين”، حسب تعبيره.
وتابع ترامب: “كنت في الداخل وتابعت كل خطوة، ولم يكن بوسعي أن أشعر بنفسي في أمان أكبر”، مشيراً إلى أن عناصر الأمن سمحوا للمحتجين بالصراخ والهتاف قدر ما شاؤوا، لكن كلما تصرف أي من المتظاهرين بطريقة جريئة جرى التعامل معه على وجه السرعة، مشيراً إلى أن الحشد من المتظاهرين كان كبيراً، غير أنه لم يستطع أي منهم الاقتراب من سياج البيت الأبيض، وأردف: “لو تمكنوا من ذلك، لكانت سترحب بهم هناك الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعباً، وكان هؤلاء الناس سيصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرف”.
وفي تغريدة أخرى، شن ترامب هجوماً حاداً على عمدة واشنطن الديمقراطية موريل باوزر، قائلاً: إنها تبحث دائماً عن الأموال والمساعدة لكنها لم تسمح لشرطة المدينة بالتدخل بدعوى أن “هذه ليست مهمتهم”.
حاكم ولاية جورجيا أعلن حالة الطوارئ بناء على طلب عمدة أتلانتا، وأرسل 500 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى المدينة على وقع الاحتجاجات، في الوقت الذي حذّرت فيه الشرطة في لوس أنجلوس المتظاهرين من مغبة البقاء في مناطق التجمع غير المرخصة لأن ذلك سيعرضهم للاعتقال.
وبرغم إعلان عمدة مدينة مينيابوليس فرض حظر للتجوال، خرج محتجون في تظاهرة منددة بسياسة إدارة ترامب العنصرية، فيما انتشر في المدينة نحو 500 من الشرطة الأميركية، بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات العنيفة، إثر وفاة جورج فلويد بعد اعتقاله بطريقة وحشية.
ورغم الطابع العنصري الواضح للجريمة، التي أثارت استهجاناً واحتجاجات واسعة النطاق، اكتفى القضاء في ولاية مينيابوليس الأمريكية بتوجيه تهمة “القتل غير المتعمد” إلى الشرطي الأميركي الذي قتل فلويد، ألا وهو الضابط ديريك شوفين.
وفي لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر شوفين وهو يضغط بركبته بشدة على رقبة فلويد، الذي كان يحاول بصعوبة التنفس، قائلاً: “من فضلك، لا أستطيع التنفس” ورغم تجمع حشد من المارة ومطالبتهم الشرطي بتركه وشأنه، إلا أن الأخير لم يصغ لهذه الدعوات، إلى أن فارق فلويد الحياة.
وأشعل المقطع المصور فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في مينيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري ضد الأمريكيين من أصول أفريقية أو لاتينية، المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.
المسلسل العنصري في بلد، يقال عنه “بلد الحريات”، ليس وليد اللحظة، بل يمتد طوال تاريخ وجوده. ففي العام 2019 قتل 1014 شخصاً من أصحاب البشرة السمراء، وفق بيانات صحيفة “واشنطن بوست”. كما بينت عدّة دراسات أن الأميركيين من أصولٍ أفريقية، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى.
المرشّح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن اتهم ترامب بالتشجيع على العنف، بعد تهديده باستخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات في مينيابوليس، وقال: إن غضب الأميركيين من أصل أفريقي وإحباطهم وإنهاكهم “لا تنكر”، وإن البلاد تحتاج إلى مواجهة “جرحها العميق المفتوح” المتعلق بالعنصرية، معتبراً أن ما تشهده أميركا أزمة وطنية تحتاج إلى قيادة حقيقية لاجتثاث العنصرية المنظمة”.
وأفرجت شرطة مدينة مينيابوليس الأميركية عن مراسل شبكة (سي. إن. إن) بعد نحو ساعة من احتجازه واقتياده مكبل اليدين مع طاقم التصوير أثناء تغطية حية للاحتجاجات صباح الجمعة.
وفي لويزفيل بولاية كنتاكي وقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين، بالتزامن مع مطالبة عدد من السكان بالعدالة لبريونا تايلور، التي قتلت على يد الشرطة داخل شقتها في آذار الماضي.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى إحقاق العدالة في قضية فلويد.
وفي مدينة ديترويت شارك المئات بمظاهرة احتجاجية ضد وحشية الشرطة خارج مقر السلامة العامة بالمدينة، حاملين شعار “لا عدالة لا سلام”، في حين اندلعت احتجاجات في أنحاء عدة بالمدينة، رفعت خلالها شعارات من بينها “توقفوا عن قتلنا”، و”حياة السود مهمة”.