تزامناً مع إعادة فتح الأقصى.. الاحتلال يشنّ حملة اعتقالات في القدس
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقال في المسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع إعادة فتح المسجد أمام المصلّين، بعد قرابة شهرين على إغلاقه إثر تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، حيث اعتقلت مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، وثلاثة مواطنين آخرين، في أعقاب اقتحام ما يسمىّ وزير الزراعة في حكومة كيان الاحتلال أيهود غليك، لباحات المسجد الأقصى، إلى جانب عشرات المستوطنين في مجموعات متلاحقة انطلاقاً من باب المغاربة.
وأعادت سلطات الاحتلال إصدار قرار بالإبعاد عن المسجد الأقصى لناصر قوس، والصحفية سندس عويس ورائدة سعيد لمدة أسبوع، عقب اعتقالهم والإفراج عنهم.
في السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن عبد الأعور بعد مداهمة منزله في حي عين اللوزة في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، وطارق أبو صبيح ويعمل حارساً في الأقصى.
وبعد ساعات على افتتاح مسجد الأقصى أمام المصلين، اقتحم 75 مستوطناً باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية قوات الاحتلال. وأجبرت قوات الاحتلال، المرابطين في الأقصى على إخلاء الساحة الرئيسية المتاخمة لمصلى باب الرحمة لتسهيل اقتحام المستوطنين.
وأدّى آلاف المصلين من مدينة القدس المحتلة ومحيطها صلاة الفجر في المسجد الأقصى، بعد 70 يوماً من إغلاقه من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية، ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.
من جهته، حذّر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من دعوات المستوطنين المتواصلة لعودة اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى، مشيراً إلى حرص الأوقاف الإسلامية والمرابطين للتصدي ومواجهة هذه الاقتحامات العنصرية التهويدية، وطالب الدول العربية والإسلامية للنهوض من أجل تحمل مسؤوليتها في الدفاع وحماية ورعاية المسجد المبارك، خاصة من محاولات التهويد التي تمتد للمسجد وسائر أحياء المدينة المقدسة، وأضاف: “إنّ حماية الأقصى ليست مسؤولية منفردة إنما مسؤولية جماعية للمسلمين كافة”.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن حملة الاعتقالات والاستدعاءات تأتي بعد اقتحامات نفذها عشرات المستوطنين، بالتزامن مع الإعلان عن إعادة فتح المسجد الأقصى، علماً أن الاحتلال لم يتوقف عن تنفيذ عمليات الاعتقال حتى مع انتشار الوباء، فمنذ منذ شهر آذار الماضي، اعتقل أكثر من 300 مقدسي.
وأوضح نادي الأسير أن الاحتلال يتعمد، كجزء من سياساته التنكيلية الممنهجة بحق المقدسيين، بإعادة اعتقال الأسرى المقدسيين لحظة تحريرهم، للتنغيص عليهم وسرقة فرحة عائلاتهم وأصدقائهم بلحظة تحريرهم، يرافق ذلك منعهم من أي مظاهر للاحتفاء بحريتهم، وكان آخرها ما حدث مع الأسير المحرر عيسى العباسي.
وأشار نادي الأسير إلى أن قوات الاحتلال، اعتقلت منذ مطلع العام الجاري 2020، أكثر من 750 مواطناً من القدس، طالت كافة الفئات بما فيهم النساء والأطفال، وقيادات ونشطاء.
في غضون ذلك، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بدء أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، في بداية آذار الماضي، أكثر من 800 فلسطيني بينهم 90 طفلاً و10 سيدات، متجاهلةً المطالبات الدولية بالإفراج عن الأسرى في معتقلاتها في ظل تفشي الفيروس تجنباً لوقوع مأساة إنسانية حقيقية بحقّهم. وقال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة: “إنّ الأشهر الأخيرة شهدت تصعيداً إسرائيلياً خطيراً للاعتقالات والانتهاكات بحقّ الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث بلغت نسبة المعتقلين فيها وحدها نحو نصف إجمالي المعتقلين في باقي مدن وبلدات الضفة الغربية”.
وأكد البيان أن سلطات الاحتلال استمرت في إجراءاتها التعسفية بحقّ المعتقلين الفلسطينيين وصعّدت من عمليات اقتحام المعتقلات والتنكيل بالأسرى والاعتداء وتضييق الخناق عليهم وأوقفت زيارات الأهل والمحامين ولم تتخذ التدابير اللازمة وإجراءات السلامة والوقاية الضرورية ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الاصابة بفيروس كورونا، ما فاقم من حدّة القلق لدى الأسرى وذويهم في ظل استمرار الاكتظاظ الكبير داخل المعتقلات وقلة التهوية والمساحة الصغيرة التي تعد مكاناً مثالياً لانتشار الأمراض والأوبئة.
ودعا البيان المنظمات الدولية وخاصة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إلى إرسال وفد طبي دولي لزيارة معتقلات الاحتلال والاطّلاع على الأوضاع الصحية وتوفير العلاج اللازم للأسرى المرضى وسبل الحماية والوقاية لكافة الأسرى من خطر الاصابة بفيروس كورونا القاتل.
ويواجه نحو 4800 أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال بينهم 39 سيدة و180 طفلاً والعشرات من كبار السن ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة، بينهم 700 أسير مريض بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والقلب وأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي والشلل النصفي.
في الأثناء، داهمت قوات الاحتلال عدّة منازل بعد اقتحامها حي السلمة في يعبد، بينها منزل عطية بكر وأشقائه، وهو المنزل الذي أُلقي منه الحجر الذي قُتِل الجندي الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين.
وفي مدينة الطيرة داخل أراضي عام 48، هدمت قوات الاحتلال أربعة منازل بذريعة البناء من دون ترخيص، بعد أن اقتحمت المدينة وحاصرت المنازل التي تعود ملكيتها لعائلتي خفش والحمدي.