كوادر “إسمنت حماة” أنجزت قفزة نوعية والمبيعات تجاوزت الـ 13 مليار ليرة
شكل الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرض على الشعب السوري عائقاً أمام النهوض الاقتصادي وتجاوز تبعات الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، ورغم كل الظروف استطاعت مؤسسات الإنتاج إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز الإجراءات الظالمة واستمرار عملية الإنتاج.
وفي هذا الإطار ابتكرت الكوادر الفنية والإنتاجية في الشركة السورية لصناعة الإسمنت في حماة أساليب ومعدات وتجهيزات جديدة أثبتت كفاءتها وكانت بديلاً ناجحاً لمثيلاتها الأجنبية، وساهمت في تخفيض كلف الإنتاج وتوفير مبالغ مالية كبيرة وزيادة أرباح الشركة.
مدير عام الشركة المهندس علي جعبو أشار إلى أن الابتكارات والأفكار الخلاقة من قبل كوادر الشركة وكفاءاتها الهندسية والفنية والعمالية شكلت قفزة نوعية على طريق مواصلة عملية الإنتاج وكسر الحصار الجائر على سورية ومنعكساته السلبية، والتغلب على صعوبة تأمين قطع التبديل اللازمة لاستمرار إنتاج الشركة وصمودها في وجه الإرهاب وتغطية حاجة السوق المحلية من مادة الإسمنت الأساسية في عملية البناء وإعادة الإعمار.
إنجازات وطنية
وبيّن جعبو أن من أبرز أعمال وإنجازات الشركة خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية إنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات والإسمنت الخاص بآبار النفط بالطريقة الجافة لأول مرة في سورية، ما غطى احتياجات السوق من هذين الصنفين بأيد وخبرات وطنية بدلاً من الاتجاه إلى استيرادهما من الخارج، إضافة إلى توفير مئات الملايين من الليرات السورية لأن استهلاك مادة الفيول بالإنتاج بالطريقة الجافة أقل بكثير من الطريقة الرطبة.
وأوضح جعبو أن من إنجازات الشركة كذلك تعديل العمل في منظومة دارة الشحم في قسم الفرن معمل رقم 3 إذ إنه تم الاستغناء عن دارة التشحيم الموجودة بحساس ضغط تشابهي يتحمل حتى ضغط 100 بار وشاشة إظهار، حيث يتم ربط هذا الحساس مع شاشة الإظهار لإعطاء التعليمات بضخ الشحم إلى الأجزاء اللازمة من خلال قناتين معدنيتين لهذا العمل تصميمياً، ما وفر مبالغ مالية كبيرة وتوقفات سببها يعود إلى دارة التشحيم التي تم استبدال نظام عملها، وهي تعمل بوثوقية عالية ولا تتأثر بالغبار والتشويش وتكاليف صيانتها منخفضة مقارنة مع المعدات القديمة إذ إن هذه المنظومة وضعت تحت التجريب منذ العام الماضي، وهي تعمل بشكل مستمر وبوثوقية عالية، إلى جانب تطوير الواقع التسويقي للشركة من خلال إبرام عقود لبيع مادة الإسمنت والكلنكر، منها عقد لبيع ٢٤٠ ألف طن سنوياً من مادة الإسمنت البورتلاندي والبوزولاني، وعقد لبيع ٢٥٠ ألف طن سنوياً من مادة الإسمنت البورتلاندي وإعلان لبيع مليون طن من مادة الكلنكر، فضلاً عن قيام الكادر الفني بإصلاح مولد الجهد العالي لجهاز التحليل بالأشعة السينية(xray ) وبخبرات محلية ودون أي تكاليف مالية علماً أن تأمين مولد الجهد العالي في هذه الظروف يعتبر من الحالات غير الممكنة نتيجة تطبيق الحظر الاقتصادي الجائر على سورية.
مشاريع وتوجهات
وأضاف جعبو: إن من المشروعات الإنتاجية الجديدة في الشركة والتي تعود بريعية اقتصادية جيدة على الشركة مشروع إنتاج البلوك وبمقاسات مختلفة وبكمية إنتاج يومية تزيد عن 1000 بلوكة، وقد بلغ عدد الوحدات المنتجة والمباعة خلال عام 2020 ما يقارب 305 آلاف بلوكة، مشيراً إلى أن الشركة حالياً بصدد زيادة الطاقة الإنتاجية لوحدة إنتاج البلوك نظراً لتحقيقها ريعية اقتصادية جيدة للشركة، إضافة إلى أنه تم البدء ببيع الحصوية من منتجات العفاس الذي تم استثماره في الشركة، حيث بلغ إنتاج الشركة من هذه المادة نحو 22 ألف طن تضمنت تكسير الكلنكر وإنتاج البحصة والزرادة والنحاتة ومن أجل عدم حدوث أي اختناق في تزويد السوق المحلية من مادة الإسمنت، خاصة للقطاع العامة فقد أقامت الشركة سيلو معدني بسعة 500 طن إسمنت للتعبئة بمادة الإسمنت البورتلاندي العادي صنف 42.5 .
أما ما يتعلق بالتوجهات الجديدة للشركة فقد لفت جعبو إلى أن الشركة وضعت خطة عمل متكاملة تتضمن تحسين المواصفات الفنية للمنتج وتحديث وتطوير الآلات لمواكبة التطورات الفنية والتكنولوجية في مجالات الصناعة وإنتاج أنواع جديدة من الإسمنت وزيادة الحصة التسويقية للشركة وتنويع الاستثمارات في الشركة وتنمية الموارد البشرية، ما يؤدي إلى تطوير العمل، وعليه وضعت الشركة برنامجاً زمنياً لتطوير العملية الإنتاجية والفنية، منها أتمتة قسم الفرن في المعمل ٢ وقسم مطحنة المواد الأولية وسيلوات التخزين وقسم مطحنة الإسمنت في المعمل ٢ .
صعوبات تستحق الذكر
وكشف مدير عام الشركة عن الصعوبات الكبيرة في تأمين مستلزمات الإنتاج نتيجة العقوبات الاقتصادية والمصرفية المفروضة على سورية والانقطاع المتكررة للتيار الكهربائي، الأمر الذي أدى إلى خسارة كبيرة في المعدات والإنتاج، مبيناً أن الهزات والانقطاعات الكهربائية تؤثر سلباً وبشكل كبير على التجهيزات والمعدات. فضلاً عن معاناة الشركة من صعوبة كبيرة في تأمين مادة المازوت اللازمة لأقسام الشركة، خاصة مقالع الحجر الكلسي والتي تؤثر بشكل مباشر في عدم القدرة على ضبط خلطة المواد الأولية والتي تتسبب في حدوث مشاكل فنية، خاصة في قسمي مطحنة المواد والفرن ناهيك عن معاناة الشركة من نقص العمالة على خطوط الإنتاج ولمعالجة هذا النقص قامت الشركة وبالتعاون مع الجهات الوصائية بالإعلان عن مسابقة مركزية في وزارة الصناعة لسد هذا النقص والذي يقدر بحوالي 150 عاملاً.
شركة رائدة
بقي أن نشير إلى أن الشركة السورية لصناعة الإسمنت ومواد البناء في حماة التي تعد من الشركات الرائدة على مستوى شركات القطاع العام في سورية لإنتاجها طيفاً واسعاً من مختلف أصناف الإسمنت وبجودة ومواصفات عالية، أنتجت منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه من مادة الكلنكر ما يقارب 300 ألف طن، في حين تخطت مبيعاتها 340 ألف طن من مختلف أصناف الإسمنت بقيمة تتجاوز 13مليار ليرة.
منير الأحمد