إلى اتحاد الكرة.. الإعلام شريك أم خصم؟
اللاذقية- خالد جطل
يوماً بعد يوم تزداد إشارات الاستفهام حول العلاقة التي تربط الإعلام مع الرياضة، وبالأخص الإعلام الرياضي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرياضة على مدار سنوات طويلة، فكان الشريك والداعم والحريص على تقويم أي اعوجاج وتصويب الأخطاء، وداعم حقيقي لأبطالنا وفرقنا داخل وخارج حدود الوطن.
ما دفعنا إلى هذه المقدمة قيام البعض من كوادرنا الرياضية بتجاهل دور الإعلام ومعاملته السيئة للإعلام الرسمي، وجديدنا – للأسف ما حصل بالأمس الأول، قبيل انطلاق مباراة حطين وضيفه الفتوة ضمن الجولة الثامنة عشرة للدوري الكروي الممتاز، وعدم تجاوب حكم المباراة الرابع مع رجال الإعلام بما هو واجب عليه، ورفضه تزويد الزملاء بأسماء لاعبي الفريقين وطاقم التحكيم ومراقب المباراة ومقيم الحكام، ولم تتوقف القصة عند هذا الحد بل قام بمطالبة رجال حفظ النظام بإخراج الإعلاميين من الملعب وكأنهم قادمون من كوكب آخر أو “حويصة” وليسوا شركاء.
القصة بدأت بنزول أحد الزملاء من وسيلة إعلام مسموعة “إذاعة” لأخذ صورة عن القائمة الاسمية لطرفي اللقاء “سكور”، وهذا لا يأخذ من الوقت أكثر من دقيقة واحدة، فرد الحكم الرابع بالرفض، وأن الزميل جاء بعد انتهاء الوقت المخصص لممثلي وسائل الإعلام. وهنا نتساءل: هل تصوير السكور تحول إلى عملية جراحية معقدة؟ والجواب هو لدى لجنة الحكام لإعلامنا بالأمر كي نكون نجباء مطيعين.
الزميل تواجد أمام باب غرفة الحكام قبل حوالى 30 دقيقة من بدء المباراة، وبعد رفض طلبه، قام زميل من مؤسسة إعلامية وطنية بطلب صورة عن القائمة، فتم رفض طلبه وإغلاق الباب. وتكررت المحاولة للمرة الثالثة من قبل ممثل صحيفة وطنية بامتياز، وكان جواب الحكم الرابع بالرفض وتقديم المبرر نفسه، ولم يكتف بالرفض بل طلب من أحد ضباط حفظ النظام إخراج الإعلامي وكأن الإعلامي خصم وهي أقل كلمة يمكن أن نصفه به كي لا يقال أننا كبرنا القضية .
ما حدث أمس الأول لا يمكن وصفه، رغم أن رجال الإعلام بارعون بالوصف، لأنه عمل لا يمت للرياضة وروحها بأي صفة!! ما جرى – للأسف – بطله حكم دولي يمثل كرتنا في المحافل الدولية، والسؤال: إذا كان هذا التصرف حدث مع ممثل لوسيلة إعلام محلية في مباراة لا تعتبر قمة أو مهمة لدرجة هذا التشدد منه، فكيف سيكون تصرفه مع وسائل إعلام عربية أو إقليمية أو دولية؟
ما جرى يعيد إلى الأذهان عقلية تعامل غير حضاري بين من يفترض أن يكونوا شركاء بالعمل للنهوض برياضتنا كل من موقعه، ولا ندري هل بتنا بحاجة إلى إعادة تأهيل وتثقيف كوادرنا للتعامل بشكل لائق؟، وللعلم فإن هذه الحادثة ليست الأولى من الحكم الرابع وسبق أن حدثت مع بعض الزملاء، لهذا ومن منطلق واجبنا آثرنا اليوم كإعلام وطني أن نذكر الحادثة كي لا تتكرر مستقبلاً مع أي زميل لأننا في النهاية نعمل لمصلحة واحدة هي الارتقاء برياضتنا بجميع مفاصلها.