روسيا: تمديد العقوبات الأوروبية على سورية مخيب للأمل
نددت وزارة الخارجية الروسية، أمس الخميس، بتمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات الجائرة وغير الشرعية التي يفرضها على سورية، فيما أدانت حركات وأحزاب وهيئات لبنانية بشدة الإجراءات الاقتصادية الأمريكية والغربية أحادية الجانب، والتي تجسدت خلال الأيام الماضية بما يسمى “قانون قيصر”، مؤكدة أن هذه الإجراءات ليست سوى محاولة يائسة للتأثير على صمود سورية بوجه الإرهاب وداعميه.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي، إن روسيا تشعر بخيبة أمل لكون الاتحاد الأوروبي، شأنه شأن الولايات المتحدة، عمد إلى تمديد الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد سورية، موضحة أن موسكو أشارت مراراً إلى أن هذه الإجراءات لا تقتصر على الإضرار بالاقتصاد السوري فحسب بل وتحوّل أيضاً دون شراء الأدوية المهمة حيوياً والتجهيزات الطبية والسلع الإنسانية.
وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أكد في تصريح، في الثامن والعشرين من أيار الماضي، أن قرار الاتحاد الأوروبي تجديد الإجراءات القسرية المفروضة على سورية يكشف زيف مواقف وتصريحات مسؤوليه ويفضح النفاق الذي أصبح سمة أساسية للسياسات الأوروبية، مشيراً إلى أن هذه العقوبات انتهاك سافر لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وجريمة ضد الإنسانية بكل معنى الكلمة.
وفي لبنان، أكد المكتب السياسي لحركة أمل في بيان أن الرهان على مزيد من الضغوط على الشقيقة سورية، الشريكة في النصر والدماء والتضحيات والمقاومة، سيفشل، موضحاً أن سورية كانت وما زالت سند وحصن مقاومة اللبنانيين للعدو الإسرائيلي، فيما اعتبر حزب الاتحاد أن ما يسمى بـ “قانون قيصر” والإجراءات الأمريكية القسرية المفروضة على سورية هي حلقة من حلقات التآمر عليها ودورها في مقاومة المشروع الغربي الصهيوني، الذي يريد السيطرة على المنطقة العربية، بما يخدم التغلغل الإسرائيلي داخل مجتمعاتنا العربية.
وأدان الحزب هذه الإجراءات ولا سيما أنها تأتي في ظل أزمة وباء كورونا والتي يعاني منها الشعب السوري مثله مثل كل شعوب العالم، لافتاً إلى أنها تأتي في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى تعاون دولي بعيداً عن الصراعات السياسية لإنقاذ البشرية من هذا الوباء القاتل.
من جهته جدد تجمع العلماء المسلمين في لبنان إدانته وشجبه الإجراءات القسرية الأمريكية ضد سورية، مشدداً على رفض الضغوطات التي تمارس على لبنان للمشاركة في تطبيقها، ودعا إلى التنسيق والتعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية في المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وفي العراق، أكد الشيخ جواد الخالصي، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي الوطني، أن الإدارة الأمريكية تكرر عبر تفعيل ما يسمى “قانون قيصر” الاستكباري سياساتها الخاطئة تجاه شعوب المنطقة، في وقت تعيش فيه أزمة خانقة، وتواجه بداية تفكك خطير في المجتمع الأمريكي”، مشيراً إلى أن “هذه المحاولات وغيرها التي تماثل جريمة حصار العراق ستبوء بالفشل كما فشلت كل محاولاتها العسكرية ودعمها للإرهاب في سورية”.
من جانبه أكد عبد الرضا الحميد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة أن أمريكا والغرب فشلوا في تحقيق أهدافهم باستهداف سورية والهيمنة على قرارها الوطني المستقل وذلك بفضل التلاحم بين الشعب السوري وقيادته وجيشه ولذلك عمدوا إلى تجديد إجراءاتهم القسرية وإصدار ما يسمى “قانون قيصر” في محاولة عقيمة للحفاظ على ماء وجههم والتغطية على خسائرهم وفشل مخططاتهم.
وشدد خالد حسن الباوي المتحدث الرسمي باسم حركة القوميين العرب “اقليم العراق” على أن “قانون قيصر” سيلقى فشلاً كبيراً، حال كل صفحات التآمر الاخرى التي خرجت منها سورية منتصرة، فيما اعتبر الخبير العسكري العراقي صباح العكيلي “قانون قيصر” جزءاً من الرهان الأمريكي على أضعاف سورية بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة والقضايا العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن “هذا الإجراء أحادي الجانب وليس له أي غطاء من القوانين والشرائع الدولية ويمثل جريمة ضد الإنسانية”.