رياضةصحيفة البعث

عقد “تيتا” يتحول إلى معضلة وطريقة الإدارة في قفص الاتهام

يبدو أن منتخبنا الوطني بكرة القدم على أعتاب تخبط جديد بعد الأخبار التي بدأت تتسرب عن عدم وجود اتفاق بين اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم، والمدرب الروماني تيتا فاليريو وجهازه الفني المعاون، وتحديداً على الأمور المالية، كما أن المدرب ذاته أكد في تصريح للصفحة الرسمية للاتحاد أنه لم يوقّع عقده بعد، متمنياً حل مشكلته بحلول يوم غد الخميس.

كلام تيتا، وكم الشائعات التي تحاصر المنتخب، يجعلان كل محب له يتخوف من قادم الأيام، خاصة أن هذه الوضعية المقلقلة، والتردد بين البقاء والرحيل للكادر الفني، سيعنيان تأثراً حتمياً لتحضيرات المنتخب الذي تنتظره مباراتان حاسمتان نهاية الشهر الجاري أمام الإمارات وكوريا الجنوبية ضمن التصفيات المونديالية، كما أن الطريقة التي تدار بها الأمور الإدارية أكدت أن تغيير الأشخاص الذين يقودون العمل الكروي ليس كافياً ما لم تتغير العقلية التي تدار بها.

وللتوضيح فإن طلبات تيتا المالية من حيث قبض الرواتب بشكل نقدي مع كادره، ووجود شرط جزائي في العقد، لا تبدو منطقية بتاتاً بالنظر إلى المدرب الروماني الذي جاء وهو يعرف سلفاً وضعية كرتنا واتحادها، إضافة إلى أنه ليس المدرب الخارق الذي يمتلك سجلاً مليئاً بالألقاب والإنجازات، حيث يكفي القول بأنه لم يتوّج بأية بطولة مع أي فريق منذ أكثر من عشر سنوات!.

وبعيداً عن شروط تيتا الذي يحاول أن يفرضها مستنداً لضيق الوقت أمام المنتخب، وقلة الخيارات المتاحة كبدلاء، فإن طريقة إدارة هذا الملف برمته تبدو غريبة، فالمدرب، وفق تواريخ دقيقة، تم الاتفاق معه على تدريب منتخبنا في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني الماضي، أي قبل أكثر من  45 يوماً، وعليه قاد المنتخب في كأس العرب، وأشرف على عدة معسكرات، منها المقام حالياً في حلب، ليكون السؤال: كيف يتم تكليف مدرب أجنبي بتدريب المنتخب دون وجود عقد رسمي أو مبدئي؟ ولماذا تم تسريب رقم عن راتبه، ثم تم التراجع عنه؟ ولماذا لم يتم حسم الموضوع قبل فترة كافية طالما أن المدرب طالب بأمور غير ممكنة مالياً؟!.

الإجابات عن هذه الأسئلة تعيدنا لمربع غياب الرؤية الإدارية الصحيحة عن كرتنا، فعندما يستقيل رئيس اللجنة المؤقتة من أجل خلاف على هوية مدير المنتخب، ويستقيل عضو آخر بسبب التهميش، ويصبح المنتخب ساحة لبث الشائعات وتصفية الحسابات، فإن المتهم الأساس سيكون العقلية البالية التي تتحكم بكل المفاصل الكروية، وليس فلاناً وعلاناً فقط.

على العموم.. المنتخب يعيش فترة تحضير تحت قيادة تيتا حالياً، وتبدو الأمور الفنية وفق رأي المراقبين جيدة، رغم غياب المباريات الودية اللازمة، وعليه فإن ملف المدرب يجب أن يحسم بالسرعة القصوى، فبقاؤه وفق الشروط التي تلائم كرتنا هو القرار الأصح، وغير ذلك سيعني أن منتخبنا دخل مجدداً في نفق مظلم قبيل الاستحقاق المونديالي الهام.

مؤيد البش