غضب عالمي لمقتل فلويد وإيران وفنزويلا تتضامنان مع الشعب الأمريكي
توالت ردود الفعل الدولية على مقتل الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة بمدينة مينيابوليس الأميركية، معبرةً عن الذعر والصدمة لما حدث، ومستنكرةً للعنف الذي شهدته بعض المدن بعدها، وللعنصرية المنتشرة في الولايات المتحدة، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “الولايات المتحدة الأميركية تعيش أسوأ ظروفها على مدى التاريخ”، معتبراً أن قضية فلويد تحوّلت إلى قضية عالمية، وأضاف: “إن الإدارة الأميركية ترتكب ظلماً كبيراً بحق أصحاب البشرة السوداء ومعارضيها السياسيين”، مشيراً إلى أن “فلويد قتل بأبشع طريقة ممكنة ومات مظلوماً ومقتله هزّ العالم”، وأعرب عن مواساة إيران للشعب الأميركي، ومديناً بشدة الجرائم التي ترتكب في الولايات المتحدة.
وتناول الرئيس الإيراني الكتاب المقدس الذي رفعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل يومين، مشيراً إلى أن الانجيل كتاب سماوي ومقدّس يدعو البشرية إلى السلام والانسانية، “ومن المخجل أن يحمله ترامب”، ولفت إلى أن الأميركيين باتوا ينظرون إلى البيت الأبيض بغضب وكراهية.
وتفاعل كثير من الناشطين ومشاهير العالم مع هذا الحدث الأخير، وعبّر زعماء في العالم عن الصدمة للواقعة، والتضامن مع المحتجين في الولايات المتحدة، إذ أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن تضامنه مع عائلة الشاب الأميركي الأفريقي، وشدّد على “تضامن الشعب الفنزويلي مع الشعب الأميركي المنتفض”.
وقال مادورو: “صرخ شعب الولايات المتحدة في الشوارع: كفى عنصرية! يكفي عنفاً من قبل الشرطة!.. صرخة واحدة في جميع مدن الولايات المتحدة: كفى نريد العدالة، نريد الحرية، نريد المساواة!”، وأضاف: “من فنزويلا، نيابة عن شعبنا، أعلن تضامننا مع عائلة جورج فلويد ونقول للمجتمع الأميركي الأفريقي بأكمله في الولايات المتحدة وللشعب الأميركي والشباب، الذين يقاتلون من أجل المساواة، من أجل السلام والعدالة نحن متضامنون معكم”.
وعبّر ناشطون عن استيائهم حيال الجريمة “البشعة”، وقرّبوا صورة التعذيب والتهميش بين الولايات المتحدة وفلسطين، كما قارن أحدهم التفاوت في التعامل الإنساني بين العراق وأميركا، قائلاً: “كل إناء بالذي فيه ينضج”.
أمّا في اليمن، فكان التضامن لافتاً من بلد يعاني الحروب والقتل والدمار منذ أعوام، إذ نراهم اليوم يتضامنون مع المهمشين الأميركيين، واعتبر بعضهم أن الثورة الأميركية اليوم أعدل ثورة في العالم، ودعوا الأميركيين إلى إكمال “مسيرة الحق بوجه الباطل”. ونشر حساب أنصار اليماني تغريدة مرفقة مع “فيديو” للاحتجاجات في أميركا، قائلاً: هذه المشاهد ليست من اليمن أو ليبيا أو العراق.. بل من مينيابوليس.
وفي غضون ذلك، توالت التغريدات المهاجمة للسياسيات الأميركية إذا قال أحدهم “دمرونا بطائفية، وسيدمرون بالعنصرية”.
أما في لبنان فالمشهد كان مختلفاً، إذ اختار بعض الناشطين أن يهاجموا السفيرة الأميركية في لبنان، “والتي تتدخل بالشاردة والواردة، اليوم نراها ضد التظاهرات”.
وسائل الإعلام الأميركية عكست الحالة التي تعيشها أميركا والأميركيون، في ظل حكم رجل يصفونه بالأناني والمتهور والجاهل بالقرارات السياسية، والذي يعمل لمصلحته الشخصية ومصلحة الجماعة التي تدعمه، ويهمش مصالح الآخرين، بل يهاجمهم ويعتدي على حقوقهم، وقد يستخدم بحقهم أبشع التعابير والصفات التي لم نعتد عليها من رئيس دولة.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي جثا آلاف المتظاهرين في هولندا على ركبهم تعبيراً عن استنكارهم لجريمة قتل فلويد، حاملين لافتات كتب عليها عبارات منددة بالعنصرية، متضامنين مع المتظاهرين في أميركا.
كما تجددت المظاهرات في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، لليوم الثاني على التوالي، دعما للاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية. وعرضت وسائل الإعلام متظاهرين يونانيين يلقون زجاجات حارقة تجاه السفارة الأمريكية بأثينا، لترد الشرطة اليونانية بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإغلاق الشارع المؤدي إلى السفارة.
العدالة لجورج فلويد عبارة لخّص فيها المتظاهرون في الأرجنتين، من أمام غرفة التجارة الأميركية في البلاد، رسالتهم في وجهة العنصرية والتمييز الذي يتعرّض له الاميركيون الأفارقة منذ عقود.