أخبارصحيفة البعث

تهديدات ترامب بعسكرة الشوارع تثير غضب القادة العسكريين

أخرجت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنزال الجيش للشوارع لمواجهة الاحتجاجات على قتل الشرطة في مدينة منيابوليس رجلاً من ذوي أصول أفريقية خنقاً، عدداً من المسؤولين العسكريين، السابقين والحاليين، عن صمتهم، إذ أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق للجيش الأمريكي، مارتن ديمبسي، “أن فكرة استدعاء الجيش للسيطرة وقمع، ما هو في الغالب، احتجاجات سلمية، باعتبار أنه قد يأتي بطريقة يهدئ بها هذا الوضع، تشكّل فكرة خطيرة ومقلقة للغاية”، مشدداً على أن أي تدخل للجيش يجب أن يكون محصوراً بالنزاعات والحروب الخارجية.

ولم يكن ديمبسي المسؤول العسكري الوحيد الذي وجّه انتقادات حادة لمحاولات ترامب قمع المحتجين بالقوة، فقد أكد الجنرال المتقاعد جون ألن، القائد السابق للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” في أفغانستان، أن تهديدات ترامب هذه قد تكون “بداية النهاية للتجربة الأميركية، وقال: “لم يسبق بتاريخ البلاد أن وصلنا إلى هذا المكان، لنتذكر ما يجري هنا، نحن نواجه جائحة عالمية قاتلة، أكثر من 107 آلاف وفاة و7 ملايين عاطل عن العمل في بلادنا، واقتصادنا يعاني”، وأضاف: “أفضل القادة الذين أعرفهم يخدمون بتواضع، هؤلاء المستعدون للقيادة من الخطوط الأمامية والذين يظهرون تعاطفاً حقيقياً واحتراماً للأشخاص الذين يقودونهم”.

وتابع: “انخرطت في البحرية عندما كنت في الـ17 من عمري، وأحد أكبر التحديات التي واجهتنا في مطلع السبعينيات كانت مسألة العرق، تمكنّا من تجاوزها عبر تعلّم كيف يمكننا احترام والثقة ببعضنا..”، وأردف: “خدمت مع ماتيس، الذي استقال من إدارة ترامب، وهو من هذا النوع من القادة، وكذلك مايك مولن وآخرين، ولكن عليّ أن أقول أن هذا النوع من المميزات نحن بأشد الحاجة لها الآن، الأميركيون يبحثون عن قيادة بأعلى المستويات وهذه فرصة حقيقية للرئيس بأن يوحّد البلاد فعلياً..”.

وفي وقت سابق، شن وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيم ماتيس، هجوماً غير مسبوق على ترامب، متهماً إياه بالسعي إلى تقسيم الولايات المتحدة.

ماتيس، والذي تحاشى منذ استقالته توجيه انتقادات لترامب، استنكر إقحام الجيش في التعامل مع الاضطرابات المدنية، وقال ماتيس، الذي استقال عام 2018 من منصب وزير الدفاع، في بيان، “دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول أن يوحّد الشعب الأميركي. بل ولا يتظاهر حتى بالمحاولة. بدلاً من ذلك يحاول أن يفرّقنا. نحن نشهد عواقب ثلاث سنوات من هذا الجهد المتعمد”.

كما أصدر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، رسالة ذكّر فيها أفراد القوات المسلحة باليمين التي أقسموها أن يعملوا على صيانة الدستور، الذي يمنح الأميركيين الحق في “حرية التعبير والتجمع السلمي”.

ووجه قادة عسكريون آخرون رسائل مماثلة.

وكان جورج فلويد (46 عاماً) لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن جثم رجل شرطة أبيض بركبته على عنقه نحو تسع دقائق في مينيابوليس يوم 25 أيار، الأمر الذي دفع بقضية العدالة بين الأجناس إلى صدارة المشهد السياسي قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة التي تجري في الثالث من تشرين الثاني.