٣٥ ألف طن قمح فقط قابلة للتسويق في ريف الرقة المحرر
الرقة – حمود العجاج
بدأت وقائع حصاد القمح في ريف الرقة المحرر بعد ظروف عسيرة رافقت المحصول في مراحل نموه الأخيرة إثر انقطاع مياه الري الناجمة عن قطع التيار الكهربائي الذي قامت به المجموعات الانفصالية المدعومة أمريكياً.
وفي هذا السياق، أكد المهندس الزراعي علي الفياض مدير زراعة الرقة أن إنتاج الدونم الواحد من القمح في الريف المحرر وصل إلى 350 كيلو غراماً بعد أن بلغت المساحة المزروعة بالقمح المروي في الريف المحرر 16500 هكتار بالقسمين الشرقي والغربي من الريف المحرر، وبذلك تصل تقديرات الإنتاج ما يقارب 50 ألف طن، أما الكميات المسوقة عن طريق مراكز شراء الحبوب الرسمية يتوقع أن تكون من 35 إلى 40 ألف طن، لأن هناك كميات من الأقماح يحتفظ بها الفلاحون والمنتجون لاستخدامها كبذار في المواسم القادمة، إضافة إلى طحن قسم منها لصناعة الخبز المنزلي المرقوق، ولا سيما في القرى البعيدة عن المخابز الآلية، ووفقاً لتقديرات الإنتاج في محافظه الرقة بشكل عام فإن الإنتاج المتوقع من القمح البعل والمروي يقدر بـ 550 ألف طن، وهذا يجعل 500 ألف طن تقريباً خارج إمكانيات التسويق عبر مراكز شراء الحبوب الرسمية بشكل مباشر.
وأكدت مصادر من ريف محافظة الرقة غير المحررة أن هناك غصة وحزناً لدى الفلاحين والمنتجين في الريف غير المحرر لعدم تمكنهم من تسويق إنتاجهم من القمح إلى مراكز الشراء التابعة للمؤسسة السورية للحبوب بسبب المنع والإطباق الذي تقوم به المليشيات العابرة، ولا سيما بعد أن كانت أول الملتزمين والمنفذين لما يسمى بقانون قيصر، حيث منعت وصول أية كميات من الأقماح إلى مراكز التسويق.
وفي هذا الجانب أكد المهندس الزراعي جورج كبة مدير فرع السورية للحبوب بالرقة أنه تم افتتاح ثلاثة مراكز بالريف المحرر (السبخة ومعدان ودبسي عفنان) وتوقع أن تصل الحبوب المسوقة إلى 30 ألف طن في الريف المحرر، لافتاً إلى أن تسويق القمح يبدأ اعتباراً من السابع من الشهر الحالي (حزيران)، موضحاً أن سعر الكيس الواحد (مستعمل) يتم بيعه للفلاحين بقيمة 1000 ليرة، وتعاد قيمة الأكياس للفلاح بعد تسويق إنتاجه إلى مراكز شراء الحبوب، كاشفاً أن هناك صعوبات تتمثل في عدم وجود صويمعات معدنية لتخزين الحبوب عند استلامها من الفلاحين والمنتجين، وذلك بعد أن دمرتها المجموعات الإرهابية والتكفيرية، حيث يتم حالياً تخزين كافة الحبوب المسوقة في العراء، ليتم شحنها فيما بعد إلى المحافظات الأخرى.
بينما أصبحت اليوم تكلفة الصويمعة المعدنية الواحدة تتجاوز الـ 2 مليار ليرة سورية، وهناك صعوبات أخرى تتمثل في إغلاق الطرقات والممرات وصعوبة عودة عدد من العاملين في مراكز الحبوب، حيث تقوم الميليشيات الانفصالية بمنع العاملين المقيمين خارج الريف المحرر من الالتحاق بعملهم في مراكز التسويق لدى السورية للحبوب.
وأكدت مصادر مديرية زراعة الرقة أن مساحات القمح التي تعرضت للحرائق حتى الآن وصلت إلى نحو 20 دونماً في الريف المحرر، قسم منها أعشاب حراجية ولم تتوسع الحرائق نتيجة للسيطرة عليها بمساعدة كتائب البعث.
بينما ألحقت الحرائق أضراراً جسيمة بمحصول القمح في طور الحصاد وكذلك بالتربة الزراعية من خلال الحرائق التي أشعلها الأتراك ومرتزقتهم والمحتل الأمريكي في حقول القمح في عين عيسى وتل أبيض.
وبيّن المصدر أن حرق بقايا المحاصيل التي يلجأ إليها بعض الفلاحين للإسراع بزراعة محاصيل أخرى لها عدة أضرار، يأتي في مقدمتها تلف المواد النافعة والعضوية في التربة وتغير خواصها، وكذلك إبادة الحشرات النافعة الموجودة بالتربة، إضافة إلى تلوث البيئة بسبب الحرق.