لعدم توفر العلف.. خسائر للمربين وخروج قسري من سوق الدواجن
تعرض قطاع الدواجن في سورية عامة لضربة موجعة مع الارتفاع الكبير لأسعار الأعلاف، وتعرض صغار مربي الدواجن منذ فترة إلى خسائر كبيرة، وانخفض سعر كيلو الفروج مقارنة مع كلفته.. واقع الحال هذا دفع المربي الصغير الذي يخسر فوجاً أو فوجين إلى العزوف عن تربية الدواجن ما يتسبب بقلة العرض في السوق.
بعض المختصين توقعوا تفاقم أزمة الفروج خلال الأشهر المقبلة، لعدم تربية أفواج جديدة، ما سيؤدي إلى قلة عرض المادة واستمرار غلائها.. نتيجة للتحديات من ارتفاع مدخلات الإنتاج وقد شكا بعض أصحاب مزارع الدواجن من ارتفاع تكلفة التربية عن سعر المبيع كمؤشر خطير لانهيار القطاع.
أسباب ونتائج
أحد المربين قال: خرج حوالي 80 % من مربي الدواجن، حيث كانت المنطقة الشرقية لوحدها بحمص ترفد السوق بأكثر من500 ألف طير بالدورة الواحدة واليوم لا تتجاوز 50 ألف طير، وأجمع عدد كبير من مربي الدواجن بأن عدم توفر العلف أدى لخروج المربين الصغار من الخدمة، والمربي الذي كان يربي بالفوج الواحد من 6000 إلى 7000 طير اليوم هبط لحدود 4000 طير أي أنخفض الإنتاج 20 %.
المربي أسامة عبد الله قال: هناك من قام بإعدام الطيور بعمر 20 يوماً أي بمنتصف عمر التربية لتدارك خسارة البيع اللاحق ولعدم توفر العلف، ويضيف عبد الله أن معامل العلف ترفض التسعير ويمكنك أخذ كمية العلف والدفع عند ثبات الأسعار، وهناك محتكرون يتلاعبون بالأسعار وتوافرها بالسوق، لافتاً لنقص مادة الصويا الضرورية للعلف والتي تشكل البروتين الأساسي، ما دفع أيضاً لبيع الفروج البياض وهناك من باع بعمر 24 أسبوعاً إلى 30 وهي بدء دخول الفراريج للإنتاج، وهناك من قام بذبح أفواج الأمّات التي لديه نتيجة فقدانهم لرأسمالهم وتكبدهم الكثير من الخسائر إثر ارتفاع أسعار الأعلاف.
المربي علاء بيطار قال: إن السبب الرئيسي لخروجه من السوق، ارتفاع تكلفة الإنتاج، موضحاً أن تكلفة تربية الصوص حتى يصل إلى وزن 2 كيلو غرام خلال شهرين، تكلف أكثر من سعر المبيع .
وشكا أغلب المربين من انعدام دور الرقابة لدوائر الثروة الحيوانية التي لايرون لها دوراً فنياً أو إشرافياً في معالجة المشاكل، وكان من الأجدى أن يتم توفير صوامع لتخزين وتوفير النقص في حلقات الإنتاج وأن عدم وجود العلف وارتفاع سعره أدى لضعف القوة الشرائية وانعدام الربح وانخفاض العائد، ماأدى للخروج من السوق، صاحب معمل علف يؤكد أن ارتفاع أسعار المواد المستوردة الداخلة في صناعة الأعلاف كالذرة الصفراء والصويا، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل في ظل قوة شرائية ضعيفة وسوق ترتفع فيه نسبة الكسر أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، ما يشكل استنزافاً للاقتصاد الوطني.
رأي مسؤول
د. محمد قنبر مدير المؤسسة العامة للدواجن أكد أن الكثيرين من مربي الدجاج، توقفوا عن ممارسة نشاطهم، نتيجة الأعباء الكثيرة التي طالتهم،
مع ارتفاع أسعار المستلزمات الضرورية للعملية الإنتاجية من أدوية ولقاحات ومعقمات وعلف، ما أدى لارتفاع تكاليف الإنتاج والذي لم يتواز مع ارتفاع مماثل لأسعار بيع الفروج، لافتاً لارتفاع أسعار المواد العلفية من ذره صفراء وكسبة فول الصويا المادتين اللتين تشكلان 70 % من الخلطة العلفية للدواجن، إضافة لعدم استقرار أسعار منتجات الدواجن من صوص وبيض وهي تباع أحياناً بأقل من سعر التكلفة – حالياً تبلغ تكلفة صوص الفروج /350/ ل.س ويباع /بحدود 50/ ل.س وتكلفة /1/ كيلوغرام فروج لحم تبلغ /1500/ ل.س بينما يباع بـ /1300/ ل.س، ما سيؤدي بالضرورة لنقص الفروج وفقدانه من الأسواق.
عدة إجراءات!
وأوضح مدير دواجن حمص أن وزارة الزراعة قامت بعدة إجراءات لدعم قطاع الدواجن كالسماح لمؤسسة الأعلاف باستيراد الذرة الصفراء، ما يساهم بكسر احتكار القطاع الخاص وينعكس إيجاباً على السوق ويؤمن تزويد المربين بالحصص العلفية اللازمة، وكذلك إلغاء التعرفة الجمركية على هذه المواد والسماح باستيرادها بشكل كبير والتي تسهم بتوفير البروتين الحيواني للمواطنين من لحم الفروج وبيض المائدة.
تدارك الوضع
بدوره رئيس غرفة زراعة حمص وعضو مجلس الشعب أحمد كاسر العلي قال: سبق وتم التنبيه والتحذير منذ أشهر لتدارك الوضع وتجنب الأزمة التي تلوح بالأفق، وأضاف: كان على مؤسسة الأعلاف أن تبادر لضبط موضوع الأعلاف وتستعد لتأمين التوازن بين العرض والطلب ولكن المؤسسة لم يكن لها أي تدخل ملحوظ، وأضاف العلي: إنه تمت مطالبة التجارة الداخلية بشراء الفائض من مادة لحم الفروج المطروحة بالسوق في فترة رخص المادة وتخزينها بالبردات ليعاد طرحها حين الحاجة أيضاً لم تتم الاستجابة وختم حديثه بأن الوضع الحالي مربك للمربين وللسوق وخسارة المربين بالمليارات، لافتاً إلى أن حمص تعتبر من المدن الرئيسية الهامة بإنتاج الفروج بأنواعه.
عبء إضافي
وحسب مديرية زراعة حمص فإن عدد المداجن المرخصة يبلغ 1773 وغير المرخصة قد يقارب ذلك، وهي تشغل شريحة كبيرة من اليد العاملة التي تعيل أسرها وخروجها من الخدمة يعني إضافة عبء وبطالة على كاهل المواطن والحكومة. فيما بات معظم المواطنين يعتمدون على لحم الدجاج، بديلاً عن اللحوم الحمراء، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.
سمر محفوض