الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

وقفة في السويداء تنديداً بـ “قانون قيصر”: التمسّك بالثوابت الوطنية

دعت إيران وروسيا إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية أحادية الجانب المفروضة على سورية، واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب العربي السوري جراء تلك الإجراءات، فيما شاركت فعاليات أهلية وشعبية ودينية وشبابية ورسمية في وقفة وطنية جماهيرية أمام مبنى محافظة السويداء رفضاً وتنديداً بما يسمى “قانون قيصر”، والتأكيد على التمسك بالمواقف والثوابت الوطنية، والوقوف صفاً واحداً إلى جانب الجيش العربي السوري والوطن في مواجهة الإرهاب والحرب الاقتصادية.

وأكد المشاركون في الوقفة أن الشعب السوري، الذي صمد وضحى وقدّم الشهداء لدحر الإرهاب وداعميه، لن تنال من عزيمته وصموده الحرب الاقتصادية التي تشنها قوى العدوان، وتصميمهم على مواجهة مفرزات تلك الحرب دفاعاً عن عزة وكرامة الوطن، وأن أبناء السويداء سيبقون الأوفياء لإرث الآباء والأجداد النضالي والكفاحي في مواجهة كل المخططات التي تحاك ضد بلدنا، وشدّدوا على أن أبناء السويداء، أحفاد قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش، لن يقبلوا المساومة على مواقفهم ومبادئهم الوطنية مهما عظمت التحديات والصعوبات والتضحيات، داعين إلى إيجاد الحلول الناجعة لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتخفيف أثر الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب المفروضة على سورية ومحاربة الفاسدين وتجار الأزمات وتعزيز مقومات الصمود الوطني.

وأكد الرفيق أمين فرع السويداء للحزب فوزات شقير أن من صمد طيلة هذه السنوات ليواجه أعتى المؤامرات سيواصل الصمود رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي ستزول قريباً، موجّهاً رسالة لكل من خرج عن جادة الصواب أن يعود إلى رشده ويهتدي إلى طريق الحق الذي تسير به سورية، فيما أشار محافظ السويداء همام دبيات إلى أن النصر على الإرهاب ومن يقف خلفه تحقق بصمود شعبنا وتضحيات جيشنا الباسل، ونحن ماضون في نضالنا حتى تعود هذه الأرض كما كانت طاهرة من دنس الإرهاب، مؤكداً أن الرسالة اليوم واضحة بأن سورية ستبقى القلعة الحصينة في وجه الإرهاب، وستبقى واحدة موحدة وفية لمبادئها ودماء شهدائها ورموزها الوطنية.

وفي كلمة مسجلة عبر الهاتف توجّه عميد الأسرى المحررين الأسير المحرر صدقي المقت من الجولان العربي السوري المحتل إلى أهالي السويداء والمشاركين في الوقفة برسالة قال فيها: أحييكم من الجولان العربي السوري المحتل، وأنقل لكم تحيات أهلكم الرافضين لهذا الاحتلال والأوفياء دوماً لسورية وشعبها وقائدها، وأضاف: إن قوى التآمر والعدوان على سورية تسعى عبر أدواتها إلى فرض إرادتها على الشعب السوري وبث الفتنة بين أبنائه، لكن ذلك لن يتحقق بسبب وعي شعبنا وإدراكه لهذه المؤامرات وأهدافها القذرة، مؤكداً أن السويداء ستبقى القلعة الحصينة التي تحمي الوطن، وفية لتاريخها وإرثها النضالي والكفاحي، ولنضال الآباء والأجداد، ولسورية وجيشها وشعبها وقائدها، مشيراً إلى أن وقفة اليوم أصدق تعبير عن عظمة جبل العرب وبطولات الأجداد والدماء الطاهرة التي سالت دفاعاً عن أرضه ضد المستعمرين بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش.

وأشار العميد المتقاعد جواد الأطرش إلى أن أبناء وأحفاد القائد العام للثورة السورية الكبرى قدّموا التضحيات والشهداء في سبيل أن يبقى الوطن حراً عزيزاً، مبيناً أن ما يجري اليوم على الأرض السورية ما هو إلا استكمال للمخططات العدوانية، حيث لجأ الأعداء إلى أسلوب الحصار الاقتصادي وسياسة التجويع بعد فشلهم عسكرياً، داعياً الأصوات التي تحاول الإساءة للوطن أن تعي جيداً أن أبناء السويداء هم مع الوطن وجيشه وقائده، مؤكداً ضرورة محاربة الفساد والفاسدين وتجار الأزمات الذين يتلاعبون بقوت المواطن، فيما لفت الشيخ ياسر أبو فخر له إلى أهمية تلاقي الغيارى المخلصين للوطن وقت اشتداد المحن ليرفعوا رايات المجد والعز والفخار فوق كل سفح ورابية وهم يقولون: إن الوطن وطننا والجيش رمز عزتنا وكبريائنا.

وعقب الوقفة توجه المشاركون في مسيرة جابت وسط المدينة مروراً بساحة السيد الرئيس، مرددين الهتافات والشعارات الوطنية، وموجهين التحية للجيش العربي السوري وتضحياته في مواجهة الإرهاب والعدوان ولأهلنا الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل ولقائد الوطن، مؤكدين الوقوف خلف قيادته حتى تحقيق النصر المؤزر وتطهير كل شبر من أرض الوطن من براثن الإرهاب وأدواته ورعاته وتحرير كل أراضينا المحتلة.

عدوان اقتصادي يستهدف الشعب السوري

دولياً، ناقش مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي ونائب وزير الخارجية الروسي للشؤون الدولية سيرغي فيرشينين، خلال اتصال هاتفي أمس الأربعاء، آخر التطورات في سورية وعقد اجتماع الدول الضامنة لعملية أستانا، وعبرا عن قلقهما بشأن محنة الشعب السوري جراء الإجراءات القسرية الغربية، وأدان خاجي الإجراءات الأحادية الغربية، داعياً إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب السوري.

إلى ذلك، أكد مستشار نائب رئيسة مجلس الاتحاد في روسيا أندريه باكلانوف أن الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب ضد سورية، بما فيها “قانون قيصر” عدوان اقتصادي يستهدف الشعب السوري بالدرجة الأولى، بعد فشل قوى الإرهاب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في تحقيق مخططاتها وأطماعها في سورية، وأشار إلى أن الأمريكيين وبعد هزيمتهم وأدواتهم الإرهابية ضد سورية لجؤوا إلى تغيير تكتيكاتهم، وتحوّلوا إلى فرض شتى أنواع الإجراءات القسرية لاستهداف الشعب السوري عبر اقتصاده، الذي صمد أمام كل المعوقات الاقتصادية والمالية الأوروبية والأمريكية، وأوضح أن هذه الإجراءات، الخارجة عن إطار الشرعية الدولية، تهدف أيضاً إلى إبعاد المستثمرين عن عمليات إعادة الإعمار في سورية، ولفت إلى نفاق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سياساتهما تجاه سورية، مشدداً على أن النضال الذي تخوضه سورية لا يخص الشعب السوري بمفرده بل هو نضال جميع شعوب العالم من أجل السلام، وأن الإجراءات الأمريكية هذه مجردة من الأخلاق الإنسانية وبعيدة عن القواعد القانونية الدولية وعن الواقع الفعلي.

إلى ذلك أكد الباحث العلمي في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق الروسي قسطنطين ترويتسيف أن فرض الإجراءات القسرية تحت مسمى “قانون قيصر” يعتبر شكلاً من أشكال العدوان الاقتصادي والسياسي على الشعب السوري، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات الجائرة والمخالفة للشرعية الدولية لا تحقق أهداف المخططين لها، وأكبر مثال على ذلك فشل العقوبات المفروضة على الصين وروسيا في التأثير على نموهما الاقتصادي، ولفت إلى وجود بوادر على تحرك عجلة الاقتصاد السوري في ظل وجود قدرات وطنية قادرة على تجاوز الصعوبات الناتجة عن هذه الإجراءات القسرية.

“قانون قيصر” خدمة من واشنطن للكيان الصهيوني

عربياً، أدان حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني الإجراءات القسرية الأمريكية ضد سورية، مؤكداً وقوفه إلى جانب الدولة السورية في مواجهة سياسة الولايات المتحدة العدوانية، وأشار المكتب السياسي للحزب إلى أن “قانون قيصر” يؤكد حجم التدخل الأمريكي المباشر والجريمة التي تعمل الإدارة الأمريكية على ارتكابها بحق سورية ومقدراتها وبحق الشعب السوري، بعد دعمها التنظيمات الإرهابية ودعم العدوان التركي على الأراضي السورية وسرقتها النفط السوري، في محاولة لكسر وإسقاط الدولة الوطنية وضرب وحدة سورية أرضاً وشعباً، وأوضح أن تطبيق هذا القانون يشكل جريمة حرب وعدوانا مباشرا على سورية وأكبر خدمة تقدمها الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني، في إطار المخطط الذي تحاول الإدارة الأمريكية فرضه على الواقع العربي تحت مسمى “صفقة القرن” لإعادة تشكيل المنطقة سياسياً بما يخدم توجهاتها ومصالحها وتصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني والحقوق العربية.

وشدد البيان على أن سورية ومعها حلفاؤها وكل أحرار الأمة العربية قادرة على مواجهة هذا التحدي وإفشال المخطط الأمريكي واستكمال دورها في القضاء على البؤر الإرهابية المدعومة من الإدارة الأمريكية ومن النظام التركي.

كما جدد الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان تنديده بالإجراءات القسرية الأمريكية ضد سورية، مبيناً أنها مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية، وتمثل أخطر أشكال الإرهاب الاقتصادي بحق الشعب السوري، وشدد في بيان على أن هذه الإجراءات هي استكمال للحرب الإرهابية التي تستهدف سورية منذ العام 2011، وهي بمثابة جرائم موصوفة ضد الإنسانية، ما يستدعي تحركاً سريعاً للمؤسسات الدولية للجم الغطرسة الأمريكية بحق الشعوب، وجدد ثقته بقدرة سورية على إفشال تلك الإجراءات بعد أن حققت بصمودها وثباتها انتصاراً مدوياً على الإرهاب الإجرامي التدميري المدعوم أمريكياً وصهيونياً وتركياً ومن أنظمة المنطقة.

واستنكر رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان في مصر هاني الجزيري الإجراءات القسرية الأمريكية والغربية المفروضة على سورية، وقال: إن “قانون قيصر” غير شرعي ويمثل البلطجة الأمريكية، وعلى جميع دول العالم والمؤسسات الدولية التصدي له لأنه يعد خروجاً عن القانون الدولي، ولفت إلى أن سورية تعرضت لمؤامرة كبرى استهدفتها منذ سنوات، مشيراً إلى أن الانتصارات السورية في مواجهة عملاء الخارج والمرتزقة والتنظيمات الإرهابية جعلت أعداءها يتحركون بشكل واضح لفرض الإجراءات القسرية، وبين أن “الإدارة الأمريكية تسعى لفرض العقوبات ضد كل من يختلف معها سياسياً”، مضيفاً: إن “العالم اليوم وخاصة في ظل تفشى وباء كورونا ليس في وضع يسمح بسياسات العقوبات الأمريكية بل على الجميع التعاون لمجابهة الوباء وتقديم المساعدات الانسانية والصحية”.