وقفة وطنية في ساحة الأمويين: صفاً واحداً في مواجهة الحرب الاقتصادية
أقيمت في ساحة الأمويين بدمشق، أمس الخميس، وقفة وطنية تنديداً بما يسمى “قانون قيصر”، ورفضاً للإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب المفروضة على سورية، وتأكيداً على التمسك بالثوابت الوطنية والوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الارهاب والحرب الاقتصادية.
وعبر المشاركون عن تأييدهم للوطن وقائد الوطن والجيش العربي السوري في مواجهة الارهاب والضغوط الاقتصادية تحت مسميات مختلفة، مؤكدين أن الشعب السوري، الذي صمد لأكثر من تسع سنوات في مواجهة الحرب الإرهابية، لن تنال من إرادته وقوته وعزيمته الحرب الاقتصادية التي تشنها قوى العدوان، وأنه مصمم على مواجهة هذه الحرب دفاعاً عن عزة وكرامة الوطن.
من جانبه، أكد الأسير المحرر صدقي المقت، في لقاء تلفزيوني، أن الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية والأمريكية أحادية الجانب المفروضة على سورية، ومن ضمنها ما يسمى “قانون قيصر” تستهدف الشعب السوري في لقمة عيشه بهدف النيل من صموده بمواجهة الإرهاب، وأوضح أن قوى التآمر والعدوان على سورية، وعندما فشلت بتحقيق مخططاتها عبر العدوان العسكري المباشر وإرسال الإرهابيين ودعمهم، انتقلت إلى فرض عقوبات اقتصادية جائرة في محاولة لتحقيق تلك المخططات التي تخدم أجندات كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولفت إلى أن انتصار الجيش العربي السوري على الإرهاب وعلى أدوات الاستعمار الغربي جعل سورية تعيش حاليا الفصل الأخير من العدوان عليها لكنها في الوقت ذاته تواجه المرحلة الأخطر حيث يحاول الأعداء التأثير على صمود شعبها من خلال هذه الإجراءات غير الشرعية، مؤكداً أن الشعب السوري سينتصر ويتجاوز هذه العقوبات كما انتصر على الإرهاب.
وشدد المقت على أن أبناء الجولان السوري المحتل لن يتخلوا عن ذرة تراب واحدة من أرض الجولان ولا عن انتمائهم وهويتهم العربية السورية وسيتمسكون بأرضهم ولن تتمكن جرائم الاحتلال من النيل من صمودهم.
ووجه المقت التحية إلى الشعب السوري وأبطال الجيش العربي السوري الذين يخوضون أشرف المعارك لدحر الإرهاب، منوهاً أيضاً بالوقفة الوطنية التي شهدتها مدينة السويداء، مؤكداً أن أبناء السويداء سيبقون الأوفياء لإرث الآباء والأجداد النضالي والكفاحي في مواجهة كل المخططات التي تحاك ضد بلدنا.
سورية كانت وما زالت قلب المنطقة
عربياً، أكدت القيادة المركزية لحزب البعث العربي التقدمي في الأردن ان استهداف سورية يأتي لكونها قاعدة المحور الأساسي في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري الغربي، وقالت في بيان: إن سورية كانت وما زالت قلب المنطقة وبالتالي فإن خروجها من الأزمة والتآمر الذي تعرضت له ينعكس إيجاباً على المنطقة بأسرها، موضحة أن هذا الأمر يتم عبر إفشال المخططات الأمريكية الصهيونية الغربية التي تهدف إلى الهيمنة الكاملة على الأمة العربية وتوفير الأمن للكيان الصهيوني الغاصب وكذلك تأمين الحماية للمصالح الأمريكية في الوطن العربي والمنطقة.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية حاولت على مدى السنوات الماضية استصدار قرارات دولية لشرعنة العدوان على سورية أفشلها الفيتو الروسي والصيني، فاتجهت ومعها التابعون لها إلى الدعم العلني للعصابات الإرهابية المسلحة المستوردة من دول العالم، والتي ارتكبت وترتكب أبشع أنواع الجرائم والإرهاب بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري، وأقدمت على تخريب وتدمير المؤسسات المدنية والمنشآت الخدمية والاقتصادية ما يؤشر إلى التصميم الواضح لاستنزاف سورية بشرياً واقتصادياً وسياسياً من أجل إضعافها.
واعتبر البيان أن “قانون قيصر” يأتي ليصب في هذا السياق، وبالتأكيد فإن مصيره سيكون الفشل الذريع وهذا واقع استناداً إلى وحدة الشعب والقيادة في سورية ودعم الأصدقاء والحلفاء لها، مشدداً على أن سورية كانت وستبقى عصية على السقوط والخضوع بفضل تمسك شعبها بوحدته الوطنية وتمسك قيادته بقرارها الوطني والقومي.
حملة تواقيع مناهضة لـ “قانون قيصر”
هذا وأطلق التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة حملة تواقيع مناهضة لـ “قانون قيصر” العنصري والمعادي للبشرية، وأشار بيان نشره على موقعه الالكتروني إلى أن العقل الأمريكي الإجرامي والعدواني لم ينفك عن استهداف محور المقاومة بقرارات جائرة وعدوانية لا إنسانية داعياً إلى الوقوف صفاً واحداً في التضامن مع سورية في وجه العدوانية الأمريكية وإدانة كل جهة أكانت دولة أو جماعة أو وسيلة إعلامية تقبل أو تستجيب لتهويل أمريكا أو تلتزم بقوانينها الجائرة وخاصة قانونها المسمى “قيصر”.
ولفت التجمع إلى أن الإدارة الأمريكية حليفة الصهيونية تهدف من وراء هذا القانون التأثير في ما تحقق من انتصارات تاريخية لسورية وفي محاولة يائسة لتشديد الحصار على الشعب العربي السوري الأبدي والمثابر على المقاومة والحقوق السيادية والمتمسك بالقضية الفلسطينية المركزية للعرب والمسلمين، وأكد أن سورية بقيادتها التاريخية الإبداعية وجيشها الأسطوري وشعبها الأبدي أثبتت مع محور المقاومة وحلفائها أنها قادرة على مواصلة الانتصارات ولن تؤثر فيها إجراءات عدوانية أمريكية بنتيجة قانون قيصر أو سواه من القوانين العدوانية الظالمة.
وفي لبنان، أكد صلاح بسيوني رئيس المؤتمر الناصري العام أن “قانون قيصر” وغيره من الإجراءات القسرية الأميركية والغربية ضد سورية يأتي في سياق المحاولات لفرض شروط سياسية ولتمرير المخططات التي تستهدف المنطقة، وقال في بيان: إن هذا القانون يستهدف لبنان كما يستهدف سورية الأمر الذي يدفع للتمسك بعملية التنسيق السوري اللبناني لمواجهته، مشدداً على وحدة المصير السوري اللبناني في مواجهة كل أشكال الحصار والإجراءات القسرية الأميركية التي يتم فرضها، وأشار إلى أنه لا خيار أمام السوريين واللبنانيين سوى الصمود وكسر هذه الإجراءات لافتا إلى أن البلدين الشقيقين سورية ولبنان عاشا في الماضي في وحدة اقتصادية كما ظلت سورية المنفذ والمتنفس الاقتصادي للبنان وبوابته البرية إلى الشرق العربي.
من جهته جدد رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان تأكيده أن الإجراءات الأميركية القسرية الأحادية تحت مسمى قانون قيصر تستهدف سورية ولبنان وقوى المقاومة، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف يأتي لتمرير مخطط صفقة القرن تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية، ودعا إلى قيام جبهة مقاومة اقتصادية تضم دول محور المقاومة من أجل إسقاط “قانون قيصر” وسائر الإجراءات القسرية الأحادية، مشدداً على أهمية تحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي بين لبنان وسورية والعراق بهدف إحباط السيناريو الأميركي المرسوم للتضييق على سورية وحلفائها بعدما أفشلوا المخطط الإرهابي الأميركي الإسرائيلي.
نهج همجي ضد الدول والشعوب المناضلة
دولياً، وصف الأمين العام للحزب الشيوعي التركي كمال آوكيان الإجراءات القسرية أحادية الجانب و”قانون قيصر” بأنها “نهج همجي” تتبعه واشنطن باستمرار ضد الدول والشعوب المناضلة، وقال في تصريح أمس الخميس: “ليست المرة الأولى التي تفرض فيها أمريكا ودول أوروبا عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية وسياسية على سورية، وهي جميعها لم تؤثر على إرادة وصمود الشعب السوري الذي انتصر على الإرهابيين وصمد في وجه أكبر عدوان إمبريالي واستعماري ورجعي لم يشهد له التاريخ مثيلاً”، ونوه بصمود الشعب السوري خلال السنوات الماضية في وجه عدوان وحشي غير أخلاقي وغير إنساني.
وفي طهران، أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران صادق آملي لاريجاني أن الإدارة الأميركية مستمرة بارتكاب أسوأ الجرائم ضد الأبرياء في سورية وغيرها من دول المنطقة، موضحاً أن الشعب الأميركي بدأ يستيقظ على ممارسات إدارته الإجرامية، مشدداً على أن حقوق الإنسان ليست سوى أداة تستخدمها الولايات المتحدة للضغط والابتزاز.