دراساتصحيفة البعث

السحر ينقلب على الساحر

هيفاء علي

لم يعد خافياً على أحد أن الإطاحة بحكومة أوكرانيا، وما سمي “بالربيع العربي”  تم التخطيط لهما من قبل وكالة المخابرات المركزية “السي أي إيه”. لكن الآن نرى نفس الوجوه تحرق سيارات الشرطة والمجموعات القيادية من المشاغبين الذين تم تدريبهم وإعدادهم بشكل جيد وجميعهم تقريباً من المشاغبين البيض في 12 مدينة، حيث لا تزال القصة كما هي: احتجاجات سلمية من قبل الأمريكيين الأفارقة ثم يصل المتظاهرون المضادون، وتبدأ الحرائق والنهب. إنها تكرار لما حدث مرات عديدة في شوارع دالاس في عام 1963 أو هونغ كونغ اليوم.

ما يعني بالتالي أن أولئك الذين قلبوا العالم رأساً على عقب (حروب مزيفة- إرهاب مزيف- تريليونات من الثروة المسروقة- بيروقراطية أمنية) مستعدون للعودة إلى الداخل مرة أخرى، وأنه حان الوقت كي تستفيد أمريكا من سنوات المعرفة والخبرة التي اكتسبتها مدرسة الاستخبارات التابعة لجيش الولايات المتحدة في الخارج.

الممثلون في الشوارع هم:

– القوات الخاصة بالجيش الأمريكي، واستخبارات الجيش.

– شركات الاستخبارات مثل “بلاك كوب” والمجموعات المرتبطة بـ “ملك”  مجموعة المرتزقة.

– الشرطة السرية والعملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي في واشنطن.

– عملاء سياسيون ممولون من مؤسسات فكر المحافظين في واشنطن.

من الواضح حتى الآن أن علم “التجنيد” الذي تعتمده الولايات المتحدة يرتكز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الحرب الحضرية، وهذه هي الطريقة التي تفضلها الولايات المتحدة اليوم لشن الحروب، وإثارة الاضطرابات ولإحداث الشغب، ورعاية الإرهاب، والاغتيالات المستهدفة، والدعاية السوداء.

واليوم جاء هذا العلم بنتائج عكسية على الولايات المتحدة في هذه السنة الانتخابية، لكن السؤال هو ما هي سياسة ترامب التي تجعل الجيش ووكالة المخابرات المركزية والشرطة يعملون يداً بيد لتدمير أمريكا؟ هل هي الإعفاءات الضريبية الضخمة للأثرياء؟ هل يمكن أن يكون تخفيض عدد السكان من خلال سوء إدارة الوباء؟ وهل هو الدفاع عن “إسرائيل” مهما كانت هذه الأمة مجنونة أو سخيفة؟.

قبل الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، الحارس الليلي، من قبل العديد من ضباط الشرطة ببضعة أسابيع كان الأمريكيون يموتون بالآلاف بسبب فيروس كورونا. في حينها نقلت مجموعات تابعة للاستخبارات الأمريكية أسلحة عسكرية أوتوماتيكية بالكامل في شاحنات كبيرة من مبنى الكابيتول في ميشيغان في لانسينغ. وتنقلت هذه المجموعات على الرغم من تفشي الوباء، علانيةً من ولاية إلى أخرى، وقادت الدبابات نفسها، والسيارات نفسها، وقطعت آلاف الكيلومترات و لم تفعل الشرطة شيئاً. وكما تقول المعلومات بأنه تم تمويل هذه المجموعات من قبل بيتسي ديفوس، أخت إريك برينس، اليد المشتبه بها وراء 12 صراعاً أو أكثر حول العالم.

وكما هو معلوم تستخدم وكالة المخابرات المركزية وجيش الولايات المتحدة تأثير السوشيال ميديا على المراهقين البيض من خلال ألعاب الفيديو التي تحتوي على برامج مخصصة، وهي نسخة معدلة عن نفس البرامج التي تستخدمها الجماعات السياسية لرسم خرائط دول العالم والتي من خلالها يتم تحدد كل منطقة من العالم وكل حي وكل شارع، مع تحديد عدد السكان في كل منها. وهو ما نراه  الآن في الولايات المتحدة لجهة انتشار العناصر الإجرامية التي هي في الواقع مرتبطة مع حكومة الولايات المتحدة التي تعمل مع فيسبوك ومع شركات التكنولوجيا التي يقودها المستشار الأمني السابق للبيت الأبيض جاريد كوهين الذي يدرّس في “غوغل” الحرب غير النظامية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لجيش الولايات المتحدة، ويحاضر بانتظام في ويست بوينت حول هذا الموضوع بالذات.

الخلاصة

بعد تحديد المنظمات، سواء كانت وكالات استخبارات، مدنية أو عسكرية، أو ما إذا كانت سياسية، فإن كل حدث تتم مراقبته وتشغيله وكل شي يتم تنظيمه. إذاً من المستفيد؟ نادراً ما يكون الجواب “إرهابيين” أو “طالبي الحرية”، بل يكون الجواب دائماً هو: “المشتبه بهم المعتادين”. ومع ذلك، لن تتم تسميتهم، ولن يتم إلقاء اللوم عليهم، أو حتى لن يتم التحقيق معهم، لأن لديهم مجلس الشيوخ الأمريكي ويسيطرون على المدعي العام للولايات المتحدة و5 من 9 قضاة في المحكمة العليا للولايات المتحدة، كما يسيطرون على الأسلحة والسجون، ويسيطرون على الصحافة، وهم بالتأكيد يسيطرون على الإنترنت بل يمتلكون الإنترنت فهو ملعبهم وأداتهم.

اليوم، الآلاف من الناس في شوارع أمريكا يقاتلون من أجل حياتهم ضد الشرطة العسكرية وشرطة وكالة التجسس والشرطة الجنائية الذين انحازوا منذ فترة طويلة إلى العناصر العالمية. فعلى مدى عقدين كان الهدف الرئيسي لجيش الولايات المتحدة هو خلق مناخ عالمي تسود هيمنة الدولة البوليسية والمراقبة الكاملة والسيطرة الكاملة والتلاعب في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يطالب به “مجتمع الأعمال” حول العالم. واليوم تعود الحيل والخطط التي تم استخدامها ضد ليبيا وسورية وأوكرانيا إلى الولايات المتحدة لينقلب السحر على الساحر.