صحيفة البعثمحليات

أسعار المدافئ تسجل قفزات سعرية غير مسبوقة.. وقلة المحروقات تضاعف المعاناة

دمشق – رحاب رجب

لا تقتصر معاناة المواطن السوري على تأمين احتياجاته الأساسية من غذاء ولباس ودواء، بل تجاوز ذلك إلى ما هو ضروري أيضاً، وخاصة مع بداية فصل الشتاء القاسي، حيث ترافق ارتفاع مواد التدفئة من وقود وحطب وفحم وجفت مع ارتفاع أسعار المدافئ التي حلقت عالياً، في الوقت الذي يفرض فيه فصل الشتاء على العائلات نفقات إضافية كالمدارس والمؤونة.. وغيرها.

موضوع ارتفاع أسعار المدافئ في السوق بشكل لا يتناسب مطلقاً مع الواقع الاقتصادي المعيشي بشكل عام ودخل الأسرة خاصة، كان محور اللقاءات التي أجرتها “البعث” خلال جولتها في سوق “المناخلية” بدمشق، حيث أكد علاء “مهندس” أن سوق المدافئ يشهد ارتفاعاً واضحاً في الأسعار التي سجلت قفزة كبيرة عن العام الماضي وبنسب تتفاوت بين ٢٥% و١٠٠% مما شكل صدمة حقيقية، وينطبق هذا الأمر على عموم وسائل التدفئة الممكن استخدامها، ما يفاقم الأعباء المادية على الأسر.

من جهته محمد “موظف” أبدى حيرته في الوسيلة التي سيلجأ إليها للتدفئة، مشيراً إلى أنه يرجح احتمال استعمال الحطب، خاصة وأنه اشترى العام الماضي مدفأة حطب، والتي سجلت أسعارها حالياً ارتفاعاً ملحوظاً عن العام الماضي رغم رداءة التصنيع، ولكنه سيعيد استخدامها لعدم قدرته على شراء مدفأة جديدة، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار المازوت يفرض على الأسر اللجوء إلى خيارات لم تكن مطروحة في الماضي، هذا إلى جانب شراء المدافئ المستعملة أو إصلاح القديمة منها.

وحول وضع المبيعات في السوق، أشار صاحب محل إلى أن السوق يعاني من ركود واضح بنسبة ٩٠% مقارنة بالسنوات الماضية، ما دفع الكثير من أصحاب المحلات إما لإغلاقها أو تأجيرها نظراً للركود الواضح خلال السنوات الأخيرة، ولفت إلى أن القدرة الشرائية للناس أصبحت ضعيفة، وخاصة بعد عودة المدارس، إلى جانب أعباء مادية أخرى وبشكل أثقل على الأسرة. وأكد أن شح مادة المازوت وارتفاع أسعارها وعدم توفرها زاد من معاناة الناس، وبيّن أن اختلاف الأسعار في سوق المدافئ يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعتها، كما أن اختلاف الجودة والماركة المسجلة له دور كبير في ذلك، ويتراوح سعر المدفأة ما بين 150 ألفاً ومليون ليرة سورية وهناك مدافىء تتجاوز هذه الأسعار!.

أما بالنسبة للحصيرة الكهربائية فإن أسعارها تختلف هي الأخرى حسب النوعية والجودة من ٥٠ إلى ٢٠٠ ألف نوع كربوني، لافتاً إلى أن الاقبال على الحصيرة ضعيف بسبب انقطاع التيار الكهرباء لفترات طويلة، وفيما يتعلق بالمدافئ التي تعمل على المازوت يتراوح سعرها من ١٥٠ ألفاً إلى مليون ليرة حسب الجودة.

بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة أكد في تصريح لـ”البعث” عزوف نسبة كبيرة من الناس عن شراء المدافئ، حيث وصل سعر مدافئ الحطب إلى ما يزيد عن المليون ليرة، والمتواضعة من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ألف ليرة واستخدامها لسنة واحدة. ويرى حبزة أن معاناة المواطن هذا الشتاء في تأمين مواد التدفئة ستكون مضاعفة عن السنوات الماضية، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين المحروقات وتنظيم سوق الحطب من خلال منح رخص وموافقات ومتابعتها.