“قسد” تمنع الفلاحين من تسويق محاصيلهم والاحتلال الأمريكي يهرب الفيول باتجاه العراق
تجددت الاحتجاجات المنددة بممارسات وجرائم مجموعات “قسد”، المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي، أمس الخميس، في عدة قرى وبلدات بريف دير الزور، أفادت مصادر محلية في الحسكة بأن قافلة مؤلفة من 50 صهريجاً وناقلة أمريكية محملة بمادة الفيول التي نهبتها قوات الاحتلال من حقول النفط في عدة مناطق من الجزيرة السورية، اتجهت مساء من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي بريف اليعربية.
فقد أكد فلاحو محافظة الحسكة أن استخدام “قسد” القوة لمنع الفلاحين من تسويق إنتاجهم من محصول القمح إلى مراكز السورية للحبوب في المحافظة يصب في خانة التضييق على الأهالي، والانخراط في حصار الشعب السوري الذي يمارسه أعداء سورية، ولا سيما الضغوط الاقتصادية التي تفرضها الإدارة الأمريكية.
وأشار الفلاحون إلى أنه بعد التفاؤل بالتسعيرة الجديدة التي قدمتها الحكومة لشراء الإنتاج من الأقماح، سارعت تلك المجموعات، المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، إلى نشر عناصرها على الطرق العامة التي تؤدي إلى مراكز شراء الحبوب لمنع الفلاحين من الوصول إليها تحت طائلة المصادرة والعقوبة لكل من يخالف تعليماتها، في محاولة منها إلى تضييع جهود وأتعاب الفلاحين على مدار عام كامل.
الفلاح خضر أبو سليمان من أهالي المنطقة الجنوبية قال: أنا مواطن سوري وملتزم وطنياً وأخلاقياً ببيع إنتاجي من القمح إلى الدولة السورية، التي تشتري الكيلوغرام بسعر 400 ليرة سورية وتبيعنا ربطة الخبز بسعر 50 ليرة سورية، انطلاقاً من دعمها لأبناء الوطن وتأمين رغيف وقوت المواطنين بسعر مدعوم، مشيراً إلى أنه لن يبيع إنتاجه إلا لمراكز الشراء المعتمدة من قبل مؤسسة الحبوب.
أما الفلاح عبد الخالق ابو جميل من أهالي ريف ناحية تل تمر فأوضح أن إنتاج فلاحي المنطقة، الذي سلم من الحرائق التي افتعلتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها في المنطقة، لم يسلم من ممارسات مجموعات “قسد”، التي تستمر في التضييق على الفلاحين والأهالي وتقطع بأرزاقهم عبر منعهم من تسويق الحبوب هذا الموسم.
وتساءل الفلاح حسام أبو مشرف من أهالي ناحية تل براك عن سبب منع “قسد” الفلاحين من تسويق محصولهم لمراكز الشراء التابعة لمؤسسة الحبوب، والتي ستستخدم لاحقاً لإنتاج مادة الخبز المخصصة للمواطنين، ولا سيما أن الدولة السورية لا تزال تقدم الدعم الكامل للأفران وإيصال جميع مستلزمات الإنتاج لهذه الأفران وتأمين رغيف الخبز للمواطنين بسعر رمزي، مؤكداً أن هذه الممارسات تصب في خدمة أعداء سورية وشعبها.
وقال الفلاح خلف أبو زيد من منطقة جبل عبد العزيز: إنهم يحاربوننا بلقمة عيشنا، فقوات الاحتلال الأمريكي والتركي ومرتزقتهم تضرم النار في حقول القمح والشعير ومجموعات “قسد” تمنع الفلاحين من تسويق إنتاجهم إلى مراكز الشراء التابعة لمؤسسة الحبوب بهدف تجويع الشعب السوري، مبيناً أن الكثير من الفلاحين قرروا الامتناع عن بيع محصولهم، ومن يضطر سيبيع جزءاً منه في الأسواق المحلية.
وفي السياق أكد مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب المهندس عبيدة العلي أن منع تسويق حبوب الفلاحين من قبل مجموعات “قسد” ينعكس سلباً على وضع المحافظة بشكل عام لناحية تأمين المخازين الخاصة من الأقماح، وتكبيد الفلاحين والمنتجين خسائر مادية كبيرة، ولا سيما أن قسماً كبيراً من الإنتاج ما زال ضمن الأراضي وفي الشاحنات، وحالياً الكميات المسوقة تأتي من المناطق خارج سطوة مجموعات “قسد”، مشيراً إلى أن غالبية الفلاحين تفضل تسويق إنتاجها إلى مراكز المؤسسة، التي لن تدخر جهدا لاستلام أكبر كمية حبوب منتجة في المحافظة، وبين أن عمليات التسويق مستمرة في المراكز وسط إجراءات ميسرة وسهلة تضمن تذليل الصعوبات التي تعترض الفلاح متوقعا ارتفاع إجمالي الكميات المسوقة بعد قرار الاستجابة لمطالب الفلاحين بتعديل مقاييس الشراء ورفع نسبة الشوارد من 16 إلى 20 بالمئة.
مدير الزراعة بالمحافظة المهندس رجب سلامة أشار إلى أن منع الفلاحين من تسويق الحبوب له أثر سلبي مباشر على الفلاح وظروفهم المعيشية وهدر أتعابهم على مدار عام وعلى الواقع الزراعي بشكل عام كما أثر ذلك على تطبيق الخطة الزراعية للعام القادم نتيجة ضعف سيولة المالية للفلاحين وحاجتهم لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي.
رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين جلال كوكو أكد ضرورة تأمين تسويق هذا المحصول الاستراتيجي وتخزينه لتوفير رغيف الخبز لأبناء المحافظة وللوطن جميعاً.
رئيس الرابطة الفلاحية في الحسكة عبد الحميد الكركو قال: حرقوا حقولنا من أجل تجويعنا وحاربونا بكل الوسائل لحرماننا من رغيف الخبز الذي تدعمه الحكومة وتوفره لجميع المواطنين بسعر مدعوم، ونحن كفلاحين مصرون على تسليم كامل إنتاجنا لمراكز التسويق التابعة للسورية للحبوب.
في الأثناء، أتت الحرائق التي نشبت في ريف رأس العين الغربي المحتل، خلال اليومين الماضيين، والتي افتعلها مرتزقة النظام التركي على نحو 14 ألف دونم مزروعة بمحصولي القمح والشعير.
ووفق مصادر أهلية فإن الحرائق امتدت من محيط بلدة مبروكة إلى قرى الراوية والدهماء والخالدية وابو الصون وتل خنزير وأبو جلود وتل الجنب، مشيرة إلى أن النيران التهمت المحصول بشكل كامل وأخرجتها من دائرة الإنتاج، ولفتت إلى أن سبب الحرائق يعود إلى إقدام مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية على إضرام النيران في الأراضي الزراعية للتضييق على الأهالي ومحاربتهم اقتصادياً لإجبارهم على ترك مناطقهم.
وتشير تقارير مديرية زراعة الحسكة إلى أن الحرائق التي نشبت في المحاصيل الزراعية لموسم 2020 أتلفت نحو 16 ألف هكتار من محصولي القمح والشعير.
بالتوازي، ذكرت مصادر أهلية أن أهالي بلدات وقرى العزبة وعكيدات والكسرة ومحيميدة وزغير جزيرة والصبحة وذيبان والحوايج والصور والشحيل خرجوا بمظاهرات تنديداً بممارسات مجموعات “قسد” وجرائمها وانتهاكاتها بحق الأهالي وفقدان حالة الأمان وانتشار الفوضى في ظل انتشارها، فضلاً عن نهب المحاصيل الزراعية والممتلكات، وأفادت بأن أهالي تلك القرى والبلدات قاموا بقطع الطرقات الرئيسية بالإطارات المشتعلة والحجارة مطالبين بطرد مجموعات “قسد” وقوات الاحتلال الأمريكي من مناطقهم بريف دير الزور.
وخرج أهالي قريتي ذيبان والحوايج بريف دير الزور الجنوبي الشرقي الأربعاء بمظاهرات ضد ممارسات مجموعات “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي وانتهاكاتها بحق الأهالي.
يأتي ذلك انفجرت عبوة ناسفة زرعها إرهابيون على الطريق الواصل بين بلدتي الحراك والصورة بريف درعا الشرقي ما أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة وتضرر سيارة صادف مرورها في المكان، في وقت انفجرت عبوة ناسفة في أحد الأسواق الشعبية في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية في المكان.