الفارق الكبير في أسعار الأعلاف يغري ضعاف النفوس والمربون ضحية الغلاء!!
دمشق ـ فداء شاهين
وقع مربو الثروة الحيوانية في إشكالية ارتفاع الأسعار التصاعدي واليومي للمستلزمات، خاصة أعلاف القطاع الخاص بشكل لم يعد المربي قادراً على تربية المواشي نظراً للخسارة التي يتعرض لها، وانعكس هذا الارتفاع على أسعار الحليب واللحوم الذي يجنيه التجار وليس المربين كما بينوا لـ”البعث”، حيث أصبح سعر كيس العلف الواحد 25 ألف ليرة بعدما كان بـ 12 ألف ليرة، في ظل غياب استلام العلف المدعوم من قبل المؤسسة العامة للأعلاف، إذ لا يوجد استقرار في استلام الكميات المدعومة، فأحياناً يستلم مربي لـ 20 رأس بقر طناً واحداً لمرة واحدة، وبعدها تصبح الكميات قليلة 6 أكياس فقط خلال الدورة العلفية.
وبيّن مدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط لـ “البعث” أن مادة النخالة المدعومة أصبحت باباً للفساد، حيث تقوم بعض الجمعيات الفلاحية ببيع الأعلاف المدعومة للقطاع الخاص دون تسليمها للمربين، وخاصة أن البعض يستلم 100 طن وسعره 15 مليوناً، ولا نعرف إن ذهب للمربين، علماً أن سعر طن النخالة المدعوم 50 ألف ليرة، بينما في القطاع الخاص 200 ألف ليرة يشتريها من بعض الجمعيات الفلاحية ولا يوجد مصدر للنخالة إلا من خلال المؤسسة العامة للأعلاف، كما يبلغ سعر طن الكسبة 400 ألف ليرة مدعوم، بينما يبلغ سعره في القطاع الخاص مليون و200 ألف ليرة، وهذا الفارق السعري الكبير يغري الناس.
وأيد شباط المقترح القائل بأن يقوم صاحب العلاقة “المربي” باستلام مخصصاته من مراكز المؤسسة العامة للأعلاف بدلاً عن الجمعيات الفلاحية حتى نضمن وصول الأعلاف إليه، علماً أن القطاع الخاص رفع السعر، وفي ظل هذا الارتفاع أصبح المربي خاسراً، علماً أن المؤسسة باعت 240 ألف طن من الأعلاف، ويوجد 800 ألف رأس بقر و15 مليون رأس غنم، وطالب شباط الجهات الرقابية بمتابعة وصول الأعلاف إلى المربين.
أما رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف فأوضح لـ “البعث” أن التقصير من قبل المؤسسة لعدم توفر مادة النخالة وهذه المادة يتم استجرارها من حلب، ولكن منحت لتاجر من خلال عقد، والمستودعات حالياً فارغة والجمعية التي تقوم ببيع المادة للقطاع الخاص يجب الإبلاغ عنها حتى تتم محاسبتها مباشرة، وكذلك إذا أخطأ المربي، فيكون حسابه من قبل الاتحاد وليس المؤسسة.
وأشار خلوف إلى ارتفاع الأسعار الكبير في القطاع الخاص، وكذلك في المؤسسة أثر على ارتفاع أسعار اللحوم والحليب، حيث أصبح سعر كيلو النخالة بـ 55 ليرة وكذلك ارتفاع أسعار الشعير، ويزداد الطلب على هذه المواد خلال هذه الفترة لتسمين الخراف.