دراساتصحيفة البعث

الصين مستعدة لمواجهة تحالف “الخمسة أعين”

ترجمة: علاء العطار

عن موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” 14/6/2020

قال مراقبون إن الصين تستعد لصد تحالف “الخمسة أعين” الاستخباراتي، الذي يتحد أعضاؤه لعرقلة تقدم الصين المتزايد. وقال محللون إن هناك فهماً متزايداً داخل “الخمسة أعين” أن مواجهة الصين مجتمعين أو بالتناوب لن يجدي، مع اشتباك الصين وأعضاء التحالف على عدة جبهات من مواجهة جائحة كورونا إلى هونغ كونغ وتقنية 5G، لكن الجهود المتضافرة التي بذلتها أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة لم تمر مرور الكرام.

ظهرت علامات العمل الجماعي بين أعضاء التحالف قبل سنتين عندما اعتقلت السلطات الكندية مينغ وانزهو، المدير المالي لشركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، بطلب من الولايات المتحدة.

أثار الاعتقال غضب بكين التي اعتبرت هذه الخطوة محاولة من جيرانها لاحتواء التقدم التكنولوجي الصيني. واعتقلت بكين في غضون أسابيع كنديَّيْن بتهم تمسّ أمن البلاد.

كما فرضت الولايات المتحدة قيوداً على التبادلات التكنولوجية والعلمية مع الصين، وقيّدت طلبات منح التأشيرة للباحثين الصينيين.

وواصلت التوترات ارتفاعها هذا العام مع تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان بوسط الصين وتحوله إلى جائحة عندما حملت الولايات المتحدة الصينَ مسؤولية السماح للعامل الممرض بالانتشار خارج حدودها. كما دعا رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون لإجراء تحقيق لمعرفة منشأ الفيروس. بدورها فرضت الصين تعريفات جمركية على الشعير الأسترالي، وحذّرت مواطنيها وطلابها من السفر إلى أستراليا.

وفي الشهر الفائت، استنكرت الولايات المتحدة وبريطانيا قرار بكين بسن قانون أمن قومي في هونغ كونغ، إذ قال بوريس جونسون إن بريطانيا “لن تهز كتفيها وتتخلى عن الأمر بل سنفي بالتزاماتنا وسنقدم بديلاً” إن أراد سكان هونغ كونغ مغادرة المدينة.

وقالت جورجينا داونر، مديرة شركة الاستشارات الجيوساسية والإستراتيجية “تنجين كونسولتينغ”، إن هناك دلائل واضحة على تكالب أعضاء التحالف الخمسة على الصين. وأضافت: “إننا نشهد تعاوناً متنامياً بين دول الخمسة أعين في ردودهم على الصين، ويتضح ذلك من خلال إصدارهم السريع لبيان مشترك بشأن هونغ كونغ وإعلانهم عن حوار اقتصادي للتحالف لتنسيق إنتاج السلع الإستراتيجية”.

لم يتوقف التعاون عند الأعضاء الخمسة، فها هي الهند تبرم اتفاقاً لشراء الشعير من أستراليا، وقال جون بلاكسلاند، وهو أستاذ في دراسات الأمن الدولي والاستخبارات في الجامعة الأسترالية الوطنية: إن دولاً مثل فرنسا وألمانيا واليابان والهند التي كانت تجمعها مودة مع التحالف قد تعمل مع أعضائه الخمسة لإضعاف تحركات الصين.

وقال شي ينهونغ، المتخصص في الشؤون الأمريكية في جامعة رنمين الصينية: “ستزيد ضغوطات التحالف من عرقلة التنمية في الصين… لكن الصين تعتاد على هذا النوع من الضغوطات، الأمر الذي سيحسن مرونة الصين”.

لكن لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، قال إن التهديد الذي يحيط بالصين قد لا يكون بهذا العِظَم، و”كل الدول ذات سيادة. ولكلّ منها حساباتها وأجنداتها الدبلوماسية. ولا أظن أن هذه الدول الأربع ستتبع الولايات المتحدة في كل خطوة تتخذها. بالطبع، سينسقون فيما بينهم كحلفاء تقليديين، لكنني لا أعتقد أنه سيكون تنسيقاً متجانساً”.