نصر الله: حلفاء سورية لن يتخلّوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن اللبنانيين مطالبون بموقف من “قانون قيصر” الأميركي الظالم والمتوحش، موضحاً أن لجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سورية في الحرب العسكرية والميدانية لأنه آخر أسلحتها، ولفت إلى أن حلفاء سورية، الذين وقفوا إلى جانبها سياسياً وعسكرياً، لن يتخلّوا عنها ولن يسمحوا بسقوطها في مواجهة الحرب الاقتصادية، وشدّد على أن المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري، وتابع قائلاً: “على اللبنانيين ألا يفرحوا بقانون قيصر لأنه يؤذيهم كثيراً، وربما بما هو أكثر من سورية”، مشيراً إلى أن من يدعو لإغلاق الحدود مع سورية سيدعونا لاحقاً لفتح الحدود مع “اسرائيل”.
وأوضح السيد نصر الله أن كل الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلّموا رقابهم للإسرائيلي، لكن ذلك لن يحصل، وأشار إلى أن القوانين الدولية والأمم المتحدة لا تحمي لبنان، وأضاف “لدينا معادلة مهمة وخطيرة ولن أتحدّث عنها في حال استمر الأميركيون في محاولتهم لتجويع اللبنانيين”، وأكد أنه “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله”، وأردف قائلاً: “اتفهّم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة، لكن ما أطالب به عدم الخضوع لقانون قيصر”.
وكشف السيد نصرالله أن هناك مصرف لبناني محمي من جهات سياسية جمع منذ آب 2019 عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان، وتساءل: 20 مليار دولار أخرجت من البنوك وفق بيانات ومحاضر رسمية في الفترة الماضية، فمن الذي أخرجها؟، وأشار إلى أن موضوع الدولار مؤامرة أمريكية على لبنان وشعبه وليرته واقتصاده، وهناك من يدير هذه العملية، داعياً الحكومة والمسؤولين والشعب أن يتعاونوا للبحث عن ايجاد علاج لارتفاع سعر الدولار.
وأكد السيد نصرالله أن الحديث عن استقالة الحكومة لا أساس له ويندرج في إطار الشائعات، ولم يناقش أي شيء من هذا على الإطلاق، مضيفاً: إن المصلحة هو استمرار الحكومة وبذل ما أمكن من جهود لكون الوضع الحالي لا يتحمّل أي تغييرات على هذا المستوى، وأوضح أن أي خطوات للتقارب والتهدئة بين القوى السياسية المختلفة يجب تشجيعها وإخراجها من البازار السياسي، وتابع: إن تحميل التظاهرة في 6 حزيران ضد سلاح المقاومة لحراك 17 تشرين هو خطأ وظلم لثوار 17 تشرين، معتبراً أن تحرّك السادس من حزيران ضد سلاح المقاومة كان فاشلاً وواجه انتكاسة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن الخلط بين شعار نزع سلاح المقاومة والشعارات المطلبية المحقة أمر مدان، مشيراً إلى أن الأحزاب والشخصيات التي تقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة في 6 حزيران معروفة للجميع، وأضاف: إن الطريقة التي يتبعها بعض القوى السياسية بهدف نزع سلاح المقاومة لن تجدي نفعاً بل عليها أن تقدّم البديل، وشدّد على أن سلاح المقاومة بالنسبة لبيئة المقاومة هو جزء من ثقافة وعقيدة استراتيجية وأعمق بكثير مما يطرحه البعض.
كما لفت السيد نصرالله إلى أن “من الأمور التي حذرنا منها خلال الاحتجاجات التصادم مع الجيش والشتم وقطع الطرقات”، مضيفاً: “مسؤولية كل القوى السياسية والدينية عدم السماح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة المذهبية أو السياسية”، كذلك أوضح أنه طالما هناك انحطاط أخلاقي وإسفاف وتسيّب إعلامي واختراقات يجب التعاطي بمسؤولية.
وبحسب السيد نصر الله فان البناء على حادثة فردية لشتم الرموز الدينية لاستهداف الآخرين جريمة بحق أنفسنا قبل غيرنا، مؤكداً أن الذي يرقى إلى مستوى الخيانة الأخلاقية هو تورّط قيادات سياسية ودينية في التحريض المذهبي، وتابع: إن التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة لأنه يستحضر فتنة، وشدّد على أنه “من أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شيء، بما فيه نزول شبابنا إلى الشارع”.
وأكد السيد نصرالله أن الأمين العام السابق لحركة الجهاد، الدكتور رمضان عبد الله شلح، كان قائداً حكيماً وكبيراً، مضيفاً: “على المستوى الشخصي كانت لدينا لقاءات عديدة مع الدكتور شلح ومعرفتي به عن قرب وشهادتي به حسية”، ولفت إلى أن الدكتور شلح كان مؤمناً بالمقاومة إلى أبعد الحدود، وكانت تتوفر فيه كل مقومات القيادة، مؤكداً أن الراحل كان حريصاً على الوحدة الفلسطينية وتكامل الفلسطينيين مع بعضهم البعض، مشدداً على أن شلح استطاع أن يدفع حركة الجهاد إلى التطوّر والتقدم، وحجزت الحركة لنفسها مكانة هامة في مواجهة الاحتلال.