غابة الدردار في منطقة الغاب معلم سياحي فريد من نوعه!
تعد غابة الدردار في جورة سلمان بمنطقة الغاب أحد أهم مواقع السياحة البيئية، والمتنزهات الشعبية التي يقصدها الناس للتمتع بجمال الطبيعة وسحرها، واستنشاق النسيم العليل، وتحتاج الشجرة إلى مياه وفيرة وتربة خصبة للتكاثر والنمو، ويعتبر سهل الغاب البيئة الحاضنة لها، واسمها الدردار متناقل منذ القدم عن الآباء والأجداد، فهي قديمة قدم سهل الغاب، وهذه الشجرة تتميز بظلها الوارف وجمالها الأخاذ.
يحتضن الموقع آلاف أشجار الدردار السوري النادرة التي يعود عمرها لمئات السنين، ولا يوجد لها مثيل في العالم، ما يجعلها تراثاً بيئياً وطبيعياً يتوجب رعايته والاهتمام به والحفاظ عليه.
تنوع طبيعي
المهندس أوفى وسوف، مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، نوّه بأن الحراج في المنطقة تتميز بتنوعها الطبيعي واحتضانها لشجرة الدردار السوري التي تنتشر في منطقة عناب، ومجموعة متناثرة في شطحة، وجورة سلمان، وعلى طول امتداد الشريط الجبلي من الجهة الشرقية، مبيّناً أن الهيئة اتخذت جملة من الإجراءات لحماية الشجرة من التعديات، فضلاً عن تأسيس متنزه بيئي في موقع جورة سلمان تكريماً لهذه الشجرة، وللتعريف بقيمتها ومكانتها البيئية والطبيعية، وأشار إلى أن المتنزه الذي هو بمثابة ملتقى السهل والجبل يضمن التباعد المكاني بين الزوار لوجود مسافة بين المقاعد الموجودة فيه، وهذا ينسجم مع الإجراءات الاحترازية للتصدي لجائحة كورونا.
الساحة البيئية
ناهل سليمان، رئيس مركز حماية الغابات للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، ذكر أن موقع جورة سلمان للسياحة البيئية يستحوذ اهتمام الهيئة كونه يحوي أشجار الدردار الفريدة من نوعها، ويسهم في الترويج لجمال الطبيعة عبر استثمار مقوماتها ومكوناتها بشكل منظم ومدروس، وبأقل أثر سلبي عليها، مضيفاً أن السياحة البيئية لها فوائد كبيرة، تأتي في مقدمتها تنمية الوعي البيئي لدى المواطنين، لاسيما سكان المنطقة، والترويج لمنتجاتهم المحلية، وزيادة دخلهم المادي، وتحفيز الشعور لديهم باتجاه الحفاظ على الملكية، بما يعود بالنفع على الغابات طالما أنها باتت تشكّل مصدر رزقهم ومعيشتهم، وأشار في حديثه إلى القيمة الاقتصادية للدردار السوري، وكيفية الاستفادة منه بالقول: خشب الدردار من الأخشاب ذات الصفات التقنية العالية، وهو خشب أبيض اللون ذو ثغور قاسية جداً على الكثافة، يشابه في صفاته العامة وأشكال استخدامه أخشاب السنديان الأوروبي.
المهندس حكمت خضراء، من أبناء المنطقة، وخبير في الحراج، أوضح بأن شجرة الدردار المباركة يرتبط اسمها بسورية، وظلها لا يوازيه ظل أية شجرة أخرى لكثافته، كما أنها تنقي التربة، وهي معمرة ومقاومة لظروف المناخ والطبيعة، داعياً الجهات المعنية إلى زيادة الاهتمام والعناية بهذه الشجرة النادرة، وأن تكون لكل منها هوية ورقم تحفظ به كونها تمثل أحد رموز التراث الطبيعي العالمي، وأكد على أن أهم ما تتصف به شجرة الدردار أنها شجرة محبة للمياه الراكدة، حيث تنمو جذورها في الماء، وكان الصيادون يربطون حبال قواربهم بها.
وعن أهمية هذا الموقع البيئي أوضح أنه يتربع في منطقة تتوسط ما بين السهل الذي لا يتعدى ارتفاعه عن سطح البحر ١٠٠ متر، والجبل الذي يصل ارتفاعه إلى نحو ١٤٠٠ متر، لافتاً الى أن هذا المتنزه الشعبي مفتوح لكل الزوار بشكل مجاني، ودون أية رسوم، ويؤمن لهم الاستجمام والاسترخاء في حضن الطبيعة الغناء بعيداً عن ضوضاء وصخب الحياة المعاصرة.
حماية الغطاء
شجرة الدردار رائعة المنظر تنمو بمحاذاة الجداول والمنحدرات السفلى من الروابي، وتستخدم في البستنة المتناظرية، وتعمّر طويلاً، وتستقطب الكثير من السياح، فلابد من الحفاظ عليها ومراعاتها بهدف حماية الغطاء النباتي من التلوث، ليبقى بلدنا لوحة خضراء، وعنواناً للأمن والسلام.
إيفانا ديوب