رعب كورونا.. العالم دخل مرحلة جديدة!!
حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع وتيرة جائحة فيروس كورونا في العالم، بعد رصد زيادة غير مسبوقة جديدة في حصيلة الإصابات بالوباء يوم الخميس، مشيرة إلى أن العالم دخل “مرحلة خطيرة” من جائحة كوفيد-19، مع بدء الدول تخفيف قيود العزل والتنقل.
ويتصدّر رفع الحجر جدول أعمال عدة دول متضررة من فيروس كورونا، لكن المنظمة حذرت من عواقب وخيمة.
وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أثناء موجز صحفي عقده أمس الجمعة بتسجيل 150 ألف إصابة جديدة بالفيروس خلال يوم الخميس، ما يمثل أكبر ارتفاع يومي منذ بداية الجائحة، ولفت إلى أن قرابة نصف هذه الحالات الجديدة تعود إلى الأمريكيتين، مشيراً إلى رصد أعداد كبيرة من المصابين أيضاً في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وتابع: “دخل العالم مرحلة جديدة وخطيرة.. يواصل الفيروس تفشيه بسرعة ولا يزال فتاكاً، فيما لا يزال معظم الناس عرضة لخطره”.
وتم الجمعة تجاوز عتبة 450 ألف وفاة (وأكثر من 8.5 ملايين إصابة) في أنحاء العالم، وفق إحصائيات رسمية، لكن الخبراء يقدرون أن الأعداد أعلى من ذلك بكثير.
وجدد تيدروس، الذي تعرض لانتقادات شديدة اللهجة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعوته للاستمرار في إتباع إجراءات التباعد الاجتماعي وتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة، وأقر أنه “من الواضح أن كثيراً من الناس سئموا ملازمة بيوتهم. ترغب الدول في فتح مجتمعاتها واقتصاداتها”، لكن حذّر أن إنهاء تدابير الحجر أو القيود المفروضة على الحركة “يدخل العالم في مرحلة جديدة وخطيرة”.
وحسب آخر بيانات جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، سجلت في العالم حتى الآن 8520761 إصابة مؤكدة بـ”كوفيد-19″ على الأقل، بما في ذلك 454625 حالة وفاة و4186434 حالة شفاء.
وفي إيطاليا، بحث خبراء عن آثار فيروس كورونا في عينات مياه مستعملة أظهرت أنه كان موجوداً في مجاري ميلانو وتورينو منذ كانون الأول 2019، أي قبل شهرين من رصد أول إصابة في البلاد. ووجدت أيضاً آثار مماثلة في المياه المستعملة ببولونيا (وسط الشمال) في 29 كانون الثاني، في حين سجلت أول إصابة في 20 شباط، وكذلك في مدينة كودونيو الصغيرة قرب ميلانو، وفق دراسة أجراها المعهد الإيطالي العالي للصحة، والذي أشار إلى دراسة إسبانية كشفت وجود الفيروس في عينة مياه مستعملة في برشلونة تم رفعها منصف كانون الثاني “قبل نحو 40 يوماً من تسجيل أو إصابة محلية” في إسبانيا.
ولمواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة الناتجة عن الوباء، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة عبر الانترنت لكنهم لم يتخذوا أي قرار، واتفقوا على الالتقاء مجددا في اجتماع يحضرونه شخصيا ببروكسل منتصف تموز لإيجاد اتفاق حول خطة إنعاش ضخمة. وسيشكل الاتفاق بشأن خطة الإنعاش بقيمة 750 مليار يورو المخصصة لإخراج القارة العجوز من ركود تاريخي، مرحلة مهمة في البناء الأوروبي، لأن هذا المبلغ سيكون للمرة الأولى قرض باسم الاتحاد الأوروبي في الأسواق، ما يكسر الصمت الذي يخيّم حول موضوع دين أوروبي مشترك.
وعلى الواجهة الصحية، سجلت 25 إصابة جديدة في بكين، ما يرفع حصيلة الحالات المرصودة منذ الأسبوع الماضي إلى 183 في العاصمة الصينية التي يقيم فيها 21 مليون ساكن. ونشرت السلطات الصينية معطيات علمية تشير إلى أن نسخة الفيروس المسؤول عن الطفرة الوبائية في بكين ظهرت في أوروبا قبل عدة أسابيع أو أشهر. ورأى بين كولينغ الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ أنه “من الممكن أن يكون الفيروس الذي يتسبب بوباء في بكين قد انتقل من ووهان إلى أوروبا وعاد الآن إلى الصين”.
وفي أوكرانيا، حيث رفعت القيود على الحركة في 11 أيار، أعلنت السلطات أنها ستعيد فرض تدابير حجر تختلف باختلاف المناطق، وقال وزير الصحة ماكسيم ستيبانوف: “في بعض المناطق، يجب إعادة فرض تدابير صارمة”، ويأتي ذلك مع تسجيل البلاد 921 إصابة يومية جديدة على امتداد ثلاثة أيام.
وفي الولايات المتحدة، حيث سُجلت قفزة لكورونا المستجدّ في حوالى عشرين ولاية خصوصاً في جنوب وشرق البلاد، اعتبر خبير الأمراض المعدية انتوني فاوتشي أن تدابير عزل جديدة لن تكون ضرورية، وشدد على ضرورة اتباع إدارة محليّة ومرنة للفيروس، بما في ذلك ما يتعلق بالمسألة الحاسمة حول موعد إعادة فتح المدارس.
والولايات المتّحدة، حيث سُجلت قرابة 120 ألف وفاة، هي، وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّراً من جرّاء جائحة كوفيد-19.