آلاف المقاعد فارغة في مهرجان ترامب الانتخابي
آلاف المقاعد الفارغة خاطبها ترامب في مهرجانه الانتخابي الأول، بعد تفشي وباء كورونا، رغم أنه، قبل أسبوع، تفاخر بأن ما يقرب من مليون شخص قد طلبوا تذاكر لحضور مهرجانه في تلسا بولاية أوكلاهوم. وعند مجيء موعد الاستحقاق أتى الواقع مخالفاً للرهانات، فبدت آلاف المقاعد خالية، بينما كان ترامب يخاطب الحاضرين، وغابت المؤثرات البصرية الضخمة عن الحدث، فما كان بالرئيس الأميركي سوى إلقاء اللوم على وسائل الإعلام والمتظاهرين لإبعاد أنصاره.
ترامب خصص المهرجان لازدراء منافسه الديمقراطي جو بايدن، واستغلال ملف الهجرة لمحاولة حشد التأييد، حيث اعتبر أنه إذا فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية لن يكون أي شخص بمأمن، واصفاً بايدن بأنّه “دمية” في يد “اليسار الراديكالي”.
واتّهم ترامب بايدن والديمقراطيين بأنهم “يسعون إلى تدمير وتخريب أمريكا”، واصفاً المتظاهرين الذين يحطّمون التماثيل باليسار الغوغائي الذي يحاول تدنيس آثار أمريكا وهدمها، واعتبر أن تدخل قوات الحرس الوطني أنهى الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس بعد مقتل جورج فلويد.
وأضاف ترامب في خطابه الذي استغرق ساعتين: “إنّ منافسه الديمقراطي لم يحقّق أي إنجاز خلال سيرته المهنية في واشنطن على مرّ نصف قرن”.
كما اتّهم الرئيس الجمهوري “74 عاماً” منافسه الديمقراطي “77 عاماً” بأنّه يعاني من خطب في صحّته، وقال: “هناك خطب ما في ما يتعلّق ببايدن، هذا أمر بوسعي أن أؤكّده لكم”.
واتّهم ترامب بايدن بأنّه لا يفهم حتى معنى الردود التي تصدر باسمه، وقال: “عندما أقرأ عبارات معقّدة للغاية ومكتوبة بكلمات منتقاة بعناية أقول: بايدن لم يقل هذا، جو لا يفهم حتّى معنى هذا الكلام”.
وقد شهد مركز التجمع الانتخابي للرئيس ترامب في تولسا بأوكلاهوما احتجاجات ندّدت بسياسته تجاه التظاهرات التي انطلقت في البلاد عقب مقتل فلويد، مطالبين بالعدالة والمساوة، وشهدت هذه التظاهرة صدامات بين أنصار ترامب والمحتجين.
بالتزامن، قال ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “إنّه سيعلن قيوداً جديدة على التأشيرات خلال اليومين المقبلين لمنع دخول عمال أجانب معينين وحماية الأمريكيين الذين يعانون من سوق العمل التي دمرتها جائحة فيروس كورونا”.
وقال منتقدون: “إنّه من المتوقع على ما يبدو أن يستغلّ ترامب الجائحة لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه منذ فترة طويلة وهو الحدّ من الهجرة إلى الولايات المتحدة”، ويمثّل موقفه الصارم تجاه الهجرة محور حملته لإعادة انتخابه.
يذكر أن استطلاعات الرأي في أمريكا عامة منحت في الأيام الأخيرة المرشح للرئاسة جو بايدن تقدماً على المستوى الوطني.
مجلة “الإيكونومست”، والتي تنشر استطلاع رأي يجري تعديله يومياً، أشارت إلى أن بايدن يمكن أن يفوز بـ86% من المجمع الانتخابي، ويستخدم مصطلح “المجمع الانتخابي” للإشارة إلى هيئة من المسؤولين، أو “الناخبين”، يمثّلون كل ولاية، وتشكل تلك الهيئات الانتخابية كل أربع سنوات، لاختيار رئيس الولايات المتحدة ونائب الرئيس.
استطلاع رأي آخر أجراه الموقع المتخصص “ريل كلير بوليتيكس”، من 28 أيار إلى 16 حزيران، يشير إلى تقدم بايدن بـ 8.8 نقاط على ترامب.
حملة ترامب قلقة من النتائج في ولايات تشكل منعطفاً هاماً في مسار الانتخابات الرئاسية ودور أساسي فيها، إذ أظهرت النتائج تراجعاً لتأييد ترامب في ولايات فاز بها الأخير عام 2016 بشكل ساحق هي أوهايو، أيوا، ولذلك كرّست الحملة مواردها المالية والدعائية في هذه الولايات، إضافة إلى أريزونا وجورجيا، وقد تكون أريزونا، وبينسيلفانيا، ووسكونسين من الولايات المتأرجحة في انتخابات 2020.
بالتوازي، تتواصل التظاهرات المندّدة بالتمييز العنصري في أمريكا في العديد من الولايات، وأمس الأحد، قُتِل شخص وأصيب 11 آخرون جراء حادث إطلاق نار بإحدى ضواحي مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية.
وأوضحت شرطة مينيابوليس أن القتيل “قاصر”، مشيرةً إلى إصابة 11 آخرين بجروح بليغة وقد تكون مميتة.
ولم تشر الشرطة إلى تفاصيل أخرى حول الحادث أو هوية القتيل وفيما إذا كانت نفّذت اعتقالات على خلفيته.
وأشارت الشرطة إلى أن إطلاق النار وقع في حي تجاري بالقرب من مسرح أبتاون والعديد من البارات والمطاعم وأدّى إلى إصابة عشرة أشخاص بمستويات مختلفة من الإصابات الخطيرة.