خبز النخالة .. تسعير ” سياحي ” و جودة مشكوك فيها …!
طرطوس- لؤي تفاحة
يبدو أن أزمة الغلاء وغياب الرقابة على معظم المحلات والأسواق، رغم كل ما يشاع من أخبار عن جولات تموينية أو ضعف فعاليتها لعدة اعتبارات ومبررات، قد فرضت واقعاً صعباً لم يسلم منه حتى هؤلاء الذين تقطعت السبل بحالاتهم الصحية، فباتوا رهائن لمصيرهم الصحي، وما يفرض عليهم من تعليمات طبية، سواء بغرض النحافة أو لأسباب صحية بحتة.
وجديد هذا الواقع السيئ حالة الازدحام اللافتة أمام محلات بيع الخبز الأسمر والنخالة، ووقوف أصحاب الحاجة طوابير للحصول على بضع أرغفة من هذا الخبز السحري بحسب ما يعتقد هؤلاء البسطاء المحتاجين علّه يفعل فعلته الإيجابية المنشودة..!، الأمر دفع بأصحاب الأفران الخاصة لمضاعفة الأسعار بشكل غير مبرر وغير مقبول.
حيث تباع كل سبع “خبزات” بأكثر من 300 ليرة، وهي قد لا تكفي ليومين فقط في أحسن الأحوال، وبكل تأكيد في حال كان لشخص واحد ضمن الأسرة، فكيف سيكون الحال عليه إذا تعددت ظروف العائلة.
ويشكو أحد الشاكين أمرهم للجهات الرقابية: هل من المعقول أن يتم بيع خبز النخالة بسعر سياحي، علماً أنه مصنوع من قشور القمح، أو ربما من خلطات غير معروفة وبطريقة لا تبدو مناسبة، وربما مخالفة وغير مستوفية الشروط، في حين يستغل صاحب المخبز حاجة المريض لهذا النوع من الخبز وزيادة الطلب عليه اليومي دون أي شفقة أو مبرر، ناهيك عن الاختلاف بنوعية الخبز وسماكته ووزنه، حيث تغيب كل المعايير والمواصفات المطلوبة مقابل ما يجب توفره من جودة وغيره.
وبكل تأكيد هذا النمط من الصناعة غير المكلفة شجع الكثير من قبل أصحاب الأفران، حيث تحولت صناعة الخبز لديهم إلى تجارة رائجة نظراً للمزايا والمغريات الممنوحة وإن كان على حساب المواطن الفقير الذي تحول قسراً من شبابيك أفران الدولة رغم كل ما يشوبها ومع ذلك هي الأرحم..!.
بدوره أشار المهندس حسان حسام الدين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس بمعرض رده على سؤال “البعث” إلى أن خبز النخالة تحديداً لا يتم إنتاجه من الدقيق التمويني المدعوم، وبالتالي يتم تصنيفه سياحياً، ومع ذلك فإن دوريات حماية المستهلك تقوم بتنظيم العديد من الضبوط التموينية بحق المخالفين من خلال الجولات اليومية على الأفران الخاصة التي تقوم بتصنيع الخبز السياحي، بالإضافة لعملها اليومي في مراقبة السوق، سواء فيما يخص الأفران وكذلك المحلات الأخرى.