لبنان يستدعي السفيرة الأمريكية رفضاً لتدخلاتها
استدعت وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة الأميركية دوروثي شيا في لبنان للاعتراض على تدخلّها في الشؤون الداخلية اللبنانية، وقالت مصادر مقرّبة من الرئاسة: إن لبنان سيبلغ السفيرة الأميركية أن تصريحاتها الأخيرة مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتحديداً لمعاهدة فيينا للعام 1961 لميثاق الأمم المتحدة، فيما أعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الحكومة ووزيرة الدفاع زينة عكر، أن “الوزيرة لم يسبق لها أن تواصلت باسم الحكومة مع أية جهة، حتى مع السفيرة شيا”، وأضاف: إن رئيس الحكومة هو من يحق له التحدث باسم الحكومة، كما أن التواصل مع الدبلوماسيين هو من صلاحية وزير الخارجية، وتابع: إن الأخيرة “تحترم التراتبية من جهة، وتحترم مسؤوليات كل وزير، وتحترم القضاء والمؤسسة القضائية”.
وكانت السفيرة الأميركية في لبنان، قد ردّت على القرار القضائي بحقها، بالقول: إنها تلقت “اعتذاراً من الحكومة اللبنانية عن القرار القضائي”.
وأوضح قاضي الأمور المستعجلة في مدينة صور، محمد مازح، أن القرار القضائي الذي أصدره، السبت، يطلب من وسائل الإعلام اللبنانية منع استصراح السفيرة “من باب منع أي فتنة قد تحصل”، كما لفت إلى أن “أي سفير قد يسيء للسلم الأهلي سأمنع استصراحه من قبل وسائل الاعلام اللبنانية”، وأضاف: “أتشرف ان أكون منتمياً لوطني ولست عنصراً في حزب الله ولا أنتمي إليه”، وتابع: “قراري قضائي وقانوني بامتياز وأي شخص لا يعجبه أي قرار قضائي فليعترض عليه قانوناً”، مؤكداً أنه لا يمارس إلا قناعاته و”لا يمكن لأي أحد اجباري على القيام بما هو عكس هذه القناعات”.
وحول مثوله أمام هيئة التفتيش القضائي لفت القاضي مازح إلى أنه “لم يتبلغ أي أمر”.
من جهتها، قالت المحامية بشرى الخليل: إن القاضي مازح لم يسبق له أن تلقى أي توجيه من أي جهة سياسية، مضيفةً إن موقف السفيرة الأميركية في بيروت “هو موقف ميليشياوي بامتياز”، وأوضحت أن “مجموعة من المحامين سترفع دعوى ضد السفيرة الاميركية بسبب خرقها للقوانين”، وأشارت إلى أن كل الأحداث بدأت في لبنان بعد زيارة بومبيو الأخيرة وذلك بسبب الخلاف على ترسيم الحدود.
كما لفتت إلى أن استدعاء السفيرة الأميركية من قبل الخارجية كان يجب أن يتم قبل القرار القضائي وذلك بسبب تصريحاتها.
إلى ذلك، قال عضو تكتل “لبنان القوي” في البرلمان اللبناني ماريو عون: إن السفيرة الأميركية “تدلي بتصريحات مستفزة لفئة كبيرة من اللبنانيين”، مضيفاً أن “قرار القاضي مازح لم يكن موفقاً ومساءلة السفيرة الأميركية مسألة دبلوماسية تعود لوزارة الخارجية”.
كما لفت عون إلى أن الأميركيين يتدخلون مباشرة في السياسة الداخلية اللبنانية و”هذا أمر مرفوض”، مشدداً على أن على السفيرة الأميركية “ألا تذهب بعيداً في الهجوم الدائم على فريق لبناني له وجوده ومكانته في لبنان”، في إشارة إلى حزب الله.
بدوره، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النيابية قاسم هاشم: إن القاضي مازح تعاطى مع تصريحات شيا انطلاقاً من استقلالية القضاء، مضيفاً أن الإدارة الأميركية سياساتها معروفة بخدمتها لـ “إسرائيل” واستهدافها للمقاومة.