أخبارصحيفة البعث

العراق: خيارات عدّة لردع الانتهاكات التركية

في مخالفة صريحة وواضحة، أقدمت الولايات المتحدة الامريكية على تجريب منظومتها الجديدة “الباتريوت” في سفارتها بالعاصمة بغداد، ما استدعى غضباً شعبياً.

وقالت مصادر: إن تدريبات فحص المنظومة أدت إلى سماع دوي انفجارات لأكثر من ساعة، وتضرر العديد من السيارات في منطقة العلاوي غربي العاصمة، فيما قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي: إن المناورة الأميركية تعد استفزازاً وانتهاكاً للسيادة، داعياً الى تدخل عسكري وحكومي لوقف الاستهتار الأميركي.

كما نددت لجنة الامن والدفاع النيابية بالتصرف، داعية الحكومة إلى الحكومة العراقية إلى الاعتراض عما فعلته السفارة الأميركية، وعدم القبول به.

واعتبر مراقبون أن إجراء المناورات إخلال باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تنص على احترام السفارة لقوانين البلد الذي تتواجد فيه وعدم قيامها بتصرفات تمس سيادته وأمنه، إضافة إلى أن وجود اتفاقية أمنية بين العراق وامريكا عام 2008 تلزم واشنطن عدم الإضرار بأمن العراق ومصالحه وأن ما حصل يخالف هذه الاتفاقية.

ورأوا أن العراق يستطيع أن يحتج على هذه التصرفات عبر وزارة الخارجية كما يحق اللجوء للأمم المتحدة للاحتجاج على هذه التصرفات وكل السبل متاحة له لأنه صاحب الحق، وإن مثل هذه التصرفات لا مبرر لها وهي مستفزة للعراقيين.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أن لدى بلاده خيارات عدة لردع الانتهاكات التركية واستفزازاتها شمال البلاد، مشيراً إلى تمسك بغداد بالخيار الدبلوماسي مع النظام التركي.

ويأتي التلويح العراقي بعد أن جدد نظام أردوغان، السبت، قصفه لمناطق بمحافظة دهوك شمال العراق وبلدة كاني ماسي العراقية بالمدفعية، في خطوة عدوانية جديدة.

وكانت الحكومة العراقية، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد جددت رفضها القاطع للاعتداءات التركية على أراضيها، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي أحمد ملا طلال في بيان: إن “القوات التركية تقوم منذ مدة باعتداءات متكررة تجاه الأراضي العراقية، ونرفض وندين بشدة هذه الأعمال التي تسيء للعلاقات الوثيقة الراسخة وطويلة الأمد بين الشعبين الصديقين”، وطالب نظام أردوغان بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات، التي تمس استقرار المنطقة وتشكل اعتداء صارخاً على السيادة والأرواح والممتلكات العراقية، وأضاف: إن “الحكومة العراقية سلّمت سفير الجمهورية التركية في بغداد رسالتي احتجاج رسميتين شديدتي اللهجة وتؤكد أنها ستلجأ ضمن إطار القانون والمواثيق الدولية لتثبيت حق العراق في رفض هذه الاعتداءات ووقفها”، محمّلاً النظام التركي المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كلّ ما يقع من خسائر بشرية ومادية في العراق.

واعتبر أن الانتهاكات التركية تعد تجاوزاً واعتداء صارخاً وانتهاك لسيادة العراق واستقراره ووحدة أراضيه وأمن شعبه، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات من شأنها ردع الانتهاكات التركية وتعزيز الاستقرار في الإقليمي وإسناد حق العراق السيادي في حماية أراضيه وحفظ سلامة شعبه.

في الأثناء يواصل العراق حربه على “داعش”، وأعلنت وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية عن إلقاء القبض على عائلة داعشية غربي العاصمة بغداد.

وذكر بيان أن الاستخبارات قبضت على عائلة داعشية مكونة من الأم وأربعة أبناء في حصوة أبو غريب غربي العاصمة، وهم مطلوبين وفق أحكام المادة 4 إرهاب لانتمائهم لعصابات “داعش” الإرهابية، وهم من عوائل عصابات “داعش” الإرهابية الهاربين من محافظة الأنبار خلال عمليات التحرير، مشيراً إلى أنه تم تدوين أقوالهم وإحالتهم للقضاء.

وكان العراق قد أعلن تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي في كانون الأول 2017.