المخرج يوسف شموط: لإعادة افتتاح المسرح القومي في حماة
جاء المخرج يوسف شموط وفرقته كواليس إلى دمشق قادماً من حماة محمَّلاً بـ “عطر الليل”، المسرحية الغنائية التي قدّمها على مسرح الحمراء مؤخراً، والتي استقبلها جمهور دمشق بإعجاب شديد معبراً عن سعادته الكبيرة للنجاح الذي حصدته، وهي التي حققت متعة الفهم والمشاهدة للجمهور الذي هو هدف كل عرض مسرحي، مشيراً إلى أهمية تقديم “عطر الليل” في دمشق كونها العاصمة وفيها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وهذا أمر مهم برأيه لأي عمل كي يصل إلى أكبر جمهور ممكن، إضافة إلى ما يتمتع به الجمهور الدمشقي من تنوع كبير بين المشاهد النخبوي المحترف والمُشاهد العادي، فبهذا يمكن معرفة مدى نجاح صنّاع العمل في تقديم عمل متقن وناجح.
يبيّن شموط أن “عطر الليل” سبق وأن قُدّمَت في حماة ومحردة واللاذقية، وكان الجمهور في كل هذه المحافظات والمدن متفاعلاً مع العرض حتى اللحظة الأخيرة رغم أن مدة العرض أكثر من ساعتين ونصف، شاكراً مديرية المسارح والموسيقا على إتاحة فرصة انتقال العروض بين المحافظات، وخصوصاً العروض الناجحة جماهيرياً وذلك لإعادة الألق للمسرح عند الجمهور الذي عزف عن الحضور بسبب العروض المسرحية المتواضعة ولدعم الفرق التي تعمل بمسؤولية لإنجاز عروض مسرحية راقية فنياً وفكرياً، ولا ينكر شموط أن انتقال العروض بين المحافظات صعب جداً، خاصة تلك التي تشبه عرض “عطر الليل” لتكاليفه الباهظة جداً ولا يخفي أن دعوات عديدة وجهت له لعرضها في طرطوس وحمص والسويداء ولبنان، لكنّه اعتذر بسبب ذلك، وهنا يتوجه شموط إلى وزارة الثقافة برجاء مساعدته لعرضها في هذه الأماكن وغيرها.
أعمال مسرحية للرحابنة
منذ سنوات وشموط يقوم بتحقيق أعمال مسرحية غير مصورة للرحابنة مثل “ناس من ورق- المحطة- أيام فخر الدين” والسبب برأيه أنها تقوم على فكر إنساني عميق ونظيف وموسيقا راقية ونص درامي خفيف الظل، مؤكداً أنه لا يخشى من المقارنة على صعيد الإخراج والتمثيل والرؤية المشهدية والدرامية والسينوغرافيا، ولا على صعيد الرقص، وما يخشاه فقط هو المقارنة على صعيد الموسيقا لأن موسيقا الرحابنة وصوت السيدة فيروز لا يتكرران.
المساعدة في التمويل
ولكون الأعمال المسرحية المختارة من قبل المخرج يوسف شموط للرحابنة غير مصورة يشير إلى أنه يعمل بحرية تامة على صعيد إعادة تشكيل الحكاية وترتيب الأحداث واختصارها مع الحوارات والأغاني والموسيقا، وإضافة أحداث وحوارات وأغان وموسيقا جديدة من مسرحيات أخرى للرحابنة أو من غيرها بما يتلاءم مع ما يريد إيصاله للجمهور، مع تأكيده على أن كل الإمكانات التقنية والفنية موجودة لديه ولا صعوبة أمامه لإنجاز أي عمل مهما كان ضخماً سوى التمويل، لذلك يتمنى ممن لديهم آذان صاغية المساعدة في التمويل، وبالمقابل لن يتوانى هو وفرقته كواليس عن تقديم أرقى وأعظم الأعمال الغنائية أو الدرامية، منوهاً بأن مقومات المسرح الغنائي هي نفسها مقومات المسرح: “الإخراج، التمثيل، الديكور، الإضاءة، الأزياء، المكياج، الجمهور” مضافاً إليها الشعر والغناء والموسيقا والرقص، ولذلك فهو يحتاج إلى المخرج الشامل الملمّ والعارف بكل هذه المقومات، خاصة الموسيقا والغناء والرقص، موضحاً أننا نفتقد للمسرح الغنائي اليوم بسبب التكاليف الكبيرة من جهة، والكادر الكبير الذي يحتاجه لإنجاز عرض مسرحي غنائي من جهة ثانية.
فرقة كواليس
يوضح يوسف شموط أن فرقة كواليس تأسست عام 2006 بجهود شخصية من قبله، وقد عملت مع جهات ومؤسسات مختلفة كمديرية المسارح والموسيقا ومديرية الثقافة ونقابة الفنانين واتحاد الشبيبة بحماة واتحاد الطلبة بحماة ودمشق، كما أنها عملت لحسابها الخاص في بعض الأحيان ومن أهم أعمالها: “السيدة الفاضلة” التي حازت على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان الرقة المسرحي وجائزة التمثيل ليارا بشور في مهرجانَي الرقة والشباب في إدلب المسرحيين و”السيد صفر” التي حازت على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الثورة المسرحي وجائزة أفضل عرض في مهرجان حماة المسرحي للعام 2006 “وقبل أن يذوب الجليد” لجواد فهمي باشكوت التي حازت على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان حماة المسرحي، كما شارك في مهرجان دمشق المسرحي لكونه من أفضل العروض المسرحية التي قُدِمَت في العام 2003 في سورية، وكان هذا العمل باكورة أعمال هذه الفرقة، و”ضوء الشمس” وهي مسرحية للأطفال حازت على جائزة أفضل عرض مسرحي للأطفال للعام 2004 واعتبر العرض حينها ظاهرة مسرحية جديدة على صعيد النص والإخراج المسرحي الخاص بالأطفال، و”الموت والعذراء” التي شاركت في أغلب المهرجانات السورية والعربية، وأحرز فيها جوائز مختلفة في الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا، كما حاز على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل لأكثر من مرة في تونس والمغرب والأردن، إضافة إلى أعمال أخرى نالت العديد من الجوائز، مشيراً إلى أنه مازال يعمل في المسرح الدرامي وبنفس الوتيرة، فخلال الأعمال المسرحية الغنائية أخرج العديد من الأعمال، وهو اليوم يستعد لإخراج مسرحيتين، الأولى “الكلام القديم” وهي مونودراما نسائية من تأليفه، والثانية “رجال مهمون جداً” للكاتب داريو فو، إضافة لعمل غنائي للرحابنة هو “بياع الخواتم”.
ويؤكد الفنان يوسف شموط على أهمية إعادة افتتاح المسرح القومي في حماة، فهذا الموضوع أهم موضوع يشغل بال المسرحيين الحمويين عموماً والبالغ عددهم حوالي ألف شخص متوزعين بين المدينة والريف، متمنياً أن يتحقق ذلك في أقرب وقت.
يُذكر أن يوسف شموط مؤسس ومدير فرقة “نواعير المسرح” في حماة ومؤسس ومدير تجمع “كواليس” الفني في محردة ومدير المسرح القومي في محافظة حماة ما بين 2010و2015.
أمينة عباس