وحدات التصنيع الغذائية.. منتجات نظيفة وصحية وعائد اقتصادي والحاجة ملحة للتسويق
خصصت محافظة طرطوس بوحدات تصنيع غذائية بناء على الاتفاقية الموقعة بين برنامج الأغذية العالمي واتحاد الغرف الزراعية السورية ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وكان نصيب محافظة طرطوس من هذه الوحدات ٧ وحدات تصنيع موزعة على ٣ وحدات في منطقة الشيخ بدر في قرى الجباب وخربة تقلا ودرتي، ومنقطة الدريكيش وحدتان في قريتي بجنة الجرد، وبمنة، ومنطقة صافيتا وحدتان في قريتي الجروية وسنديانة عين حفاض. وتتألف الوحدات التي تم تخصيصها بحسب م. معين سليمان منسق المشروع في المحافظة من خمس أسر متعاونة متفاهمة ولها خبرة بالصناعات الغذائية الريفية، وتم تأهيل عناصر هذه الوحدات بخضوعهم لدورة تدريبية في المحافظة حاضر فيها أساتذة أخصائيين بالمشاريع الصغيرة وأعمال التصنيع الغذائي من جامعتي طرطوس واللاذقية، وجهزت هذه الوحدات بالأدوات والمعدات اللازمة لأعمال التصنيع، وتقوم هذه الوحدات بتصنيع مختلف الصناعات الغذائية، وتشرف على هذه الوحدات مهندسات ذات خبرة بالتصنيع الغذائي وهن مهندسات المرأة الريفية في الوحدات الإرشادية التابعة لهذه الوحدات.
عائد اقتصادي
تقول هنادي علي مديرة وحدة تصنيع بجنة الجرد: شكلت وحدات التصنيع مصدر دخل هام بالرغم من الضغط النفسي والصعوبات الكبيرة التي واجهناها في البداية كأي مشروع صعوبات عديدة حتى الانطلاقة بعد عدة أشهر من العمل كوننا بدأنا من الصفر، وتضيف علي: يمر علينا شتاء قاس فنحن نقطن في قرية بعيدة عن مركز المدينة وأي مشوار صغير يكلفنا الكثير ما لا طاقة لنا به، فمطلوب منا العمل صيفاً ليمكننا الاستمرار شتاء، كما شكلت لنا وحدات التصنيع دعماً مهماً، حيث يتم تصنيع المواد الغذائية مما نزرعه في حديقة المنزل أو من المنتجات الحيوانية، ويتم الطلب بكثرة على هذه المنتجات، خاصة من سكان المدينة الذين يطلبونها عبر التوصية من المعارف والأصدقاء العاملين في المدينة، ونحن كوحدة تصنيع نؤمن ما استطعنا من هذه الطلبات، وتضيف علي بأمل كبير: إن دخلنا سيزداد مع تطور عملنا كما ازداد تدريجياً من البداية حتى الآن، ولكن نأمل تأمين ما أمكن من الوقود من غاز أو مازوت لأن انقطاعه يسبب تعطل في العمل.
منتجات منزلية
هيفاء معروف مديرة وحدة تصنيع في قرية بمنة تقول: منتجاتنا تتنوع بين دبس رمان وذرة ومربيات (قرع، سفرجل، توت)، وعصير مكثف (توت، برتقال وجزر)، وزيتون وعيطون، وفليفلة (للمكدوس ودبس فليفلة)، وبندورة (دبس وبندورة مطبوخة)، وحلويات (بتيفور، معمول جوز، معمول جوز هند، أقراص بحليب، برازق، عجوة)، ومخلل (خيار، جزر، لفت، فليفلة، زهرة، ملفوف)، ونعنع يابس، فول، بازلاء، ونؤمن المواد الأولية من بعض المنتجات نحصل عليها من المزارعين مباشرة، والقسم الأكبر من المواد نقوم بشرائها من الأسواق، وأشارت معروف إلى أن هناك الكثير من التسهيلات في العمل ودورات تعليمية لتحسينه، وكل الأدوات اللازمة للعمل تم تقديمها من (براد لحفظ المنتجات، ماكينة طحن، ميزان رقمي، خزان مياه، خلاط صناعي، غاز أرضي، طناجر من جميع القياسات) وكلها عالية الجودة، بالإضافة إلى تقديم الغاز والسكر والملح والزيت، وتضيف معروف: لا يوجد أي صعوبات في العمل، وهناك عائد مادي جيد، ونطمح لإنتاج المزيد من المنتجات، ولتطوير عملنا وزيادة إنتاجنا نحتاج فقط إلى سيولة مادية لشراء مواد أولية بكميات أكبر لزيادة العائد، كما أن التسويق يتم عن طريق الأصدقاء والأقارب والمعارف، نتمنى فقط لو كان هناك طرق أخرى لتسويق أكبر.
علامة تجارية
وحول أهمية وحدات التصنيع أوضحت م. جنان قرنفلي مشرفة في قرية الجباب أنها تكمن في تأمين مصدر دخل للأسر المستفيدة، وتأمين منتجات ريفية بمواصفات جيدة للوسط المحيط أو السوق المستهدف، واستجرار منتجات المحاصيل الزراعية أو الحيوانية من القرية المستهدفة والقرى المجاورة، وتضيف قرنفلي: إنه تم تأمين معظم مستلزمات الإنتاج من أوان وغاز وبراد من منظمة الغذاء العالمي لـ /5/ نساء يعملن في هذا المشروع، ومن الصعوبات التي تعوق عملهن هو تأمين المواد الأولية كالطحين والحليب كون أعداد الثروة الحيوانية لاتكفي القرية، ولفتت إلى أن المنتجات في البداية كانت تقتصر على المعجنات ثم تطورت لتشمل زعتر المائدة والعصائر والمخللات والخضار المجمدة والمربيات، والآن يتم الاستعداد للبدء بصناعة رب البندورة، كما يتم تأمين الحليب بكميات قليلة وتحويله للبن.
وأشارت قرنفلي إلى أن كافة المنتجات تسوق محلياً حج والقرى المجاورة وبكميات لابأس بها كبداية موفقة، وأكدت على ضرورة تأمين علامة تجارية تحمي المنتجات الريفية.
إشراف وإرشادات
ولفتت المشرفة م. شذا عمور إلى أن كل وحدة تصنيع تعمل بها /5/ نسوة بإشراف مديرة الوحدة، توجد الوحدة في منزلها، وهناك تفاهم بين النساء فيما يخص العمل والأرباح، ويتم الإشراف على هذه الوحدات من خلال مهندسات المرأة الريفية، وتتم زيارة وحدات التصنيع باستمرار، ومتابعة عملهن والاطلاع على منتجاتهن وإرسال الصور عن المنتجات إلى م. معين سليمان منسق المشروع في المحافظة، كما يتم تقديم الإرشادات حول المواد التي يمكن إنتاجها والملاحظات عن المواد المصنعة لديهم لتصبح بأفضل نوعية، وتوفر الوحدة حالياً مصدر دخل بحدود ٢٠ألف ليرة شهرياً، وسيزداد هذا الدخل في أشهر الصيف لأن أغلب المنتجات تكون صيفية، ولفتت عمور إلى معاناة العاملات من ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل كبير، بالإضافة لصعوبة تأمين الغاز وعدم وجود سوق لتصريف المنتجات.
هيكلية وشركة تسويق
وأوضح الدكتور يحيى محمد مدير اتحاد الغرف الزراعية السورية (مدير المشروع) أتت فكرة مشروع وحدات التصنيع كمتمم لمشروع الحدائق المنزلية ليتم سحب الإنتاج والقيام بعمليات التسويق وتحقيق قيمة مضافة على المنتج، خاصة أنه في أوقات المواسم يزداد الإنتاج ويكون هناك غزارة بالعرض، وبالتالي انخفاض سعر المنتج نوعاً ما، ويمكن بالتصنيع تحقيق قيمة مضافة بسهولة للمنتج، وتحول المشروع في المرحلة الثانية لمشروع مستقل وليس مرتبطاً بالحدائق المنزلية فقط، وبمقدور أي قرية أو مجموعة من الأسر العمل به وتأمين متطلباته حتى من الأسواق، وأضاف محمد: تم البدء ب خمس وحدات على مستوى خمس محافظات في المرحلة الأولى، وتوسع العدد إلى /٤٠/ وحدة تصنيع، وفي المرحلة الثالثة كان هناك /٩٧/ وحدة تصنيع، وحول آلية التطوير في المراحل القادمة بيّن محمد أنه سيتم التعديل على بعض المكونات وإدخال مكونات إضافية يحتاجونها، بالإضافة لإحداث هيكلية لهذه الوحدات من خلال إقامة شركة تسويق جماعي، وهذا الأمر من شأنه تسهيل عملية التسويق والتسجيل والإشراف على هذه الوحدات، وتعزيز مواضع بناء القدرات لما كان له من منعكس إيجابي في الفترة الماضية.
رشا سليمان