تحقيقاتصحيفة البعث

مشفى خزنا في طرطوس لا يزال خارج الخدمة.. رغم جهوزيته بنسبة 95%!

دارين حسن 

لم تشفع نداءات المواطنين ولا استغاثات المرضى بوضع مشفى خزنا في منطقة سبة بريف صافيتا بالخدمة، علماً أن مديرية الصحة استلمته منذ عام ٢٠١٠، وهو جاهز بنسبة ٩٥% من حيث الهيكل والإكساء والتجهيزات الطبية، لكنه لم يوضع بالخدمة لتاريخه، في وقت يعاني المواطن من ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأدوية وأجور المعاينات الطبية والتحاليل المخبرية والصور الشعاعية، حيث بات المرضى عاجزين تماماً عن القيام بها بسبب ضعف الرواتب والأجور التي قد لا تكفي حتى لشراء الأدوية، فكيف إذا لزم الأمر إجراء عمل جراحي؟!

يخفف التكاليف والمعاناة 
أهالي منطقة “سبة” والمناطق المجاورة لها، يطالبون بسرعة وضع المشفى بالخدمة نتيجة الحاجة الماسة للإفادة من الخدمات التي يقدّمها في ظل واقع اقتصادي ومعيشي متدنٍ للغاية، ويؤكدون أن استثمار المشفى يخفف التكاليف المادية كثيراً عن المرضى، لأن موقعه يتوسط ريفي صافيتا والدريكيش، وبالتالي يستفيد من خدماته مئات بل آلاف المرضى، عدا عن مساهمته في توفير أجور التنقل إلى مشفيي الدريكيش الوطني أو الباسل بطرطوس للمرضى القادمين من الريف البعيد.

ويروي العديد من المواطنين الكثير من القصص المحزنة عن مرضى قضوا على الطريق، وهم في طريقهم بحالة إسعاف إلى مشفى الباسل أو الدريكيش نتيجة طول المسافة، هنا ثمة أسئلة يطرحها الأهالي حول سر أو مبررات بقاء مشفى “خزنا” خارج الخدمة حتى الآن رغم الحاجة والضرورة القصوى لتشغيله، وهل هذا التأخير متعمد بغية إنعاش مشافي القطاع الخاص من مخابر وأطباء ومراكز طبية، وإلى متى يبقى المواطن يدفع ثمن التأخير والتسويف؟!.

بانتظار القرار الرسمي
أثناء متابعة “البعث” للموضوع مع الجهات المعنية في المحافظة، بيّن عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الصحة بالمحافظة الدكتور هاني خضور، أنه تلقى وعداً من مدير الصحة منذ سنة بافتتاح المشفى خلال ثلاثة أشهر كحدّ أقصى، لكن حصلت بعض العقبات أخّرت الافتتاح، موضحاً أن المشفى جاهز للافتتاح التجريبي بانتظار قرار وزير الصحة، آملاً أن تعمل الوزارة على تأمين باركود لجهاز الأشعة.

قيد التعاقد
بدوره أشار مدير فرع الشركة العامة للبناء والتعمير بطرطوس المهندس أمجد وطفة إلى جاهزية المشفى من الداخل، وبيّن أن الأجهزة الطبية موجودة وجميع الأعمال منتهية باستثناء تنفيذ بعضها كالأمور الخاصة بالتدفئة المركزية وغيرها، موضحاً أن المشفى حالياً قيد التعاقد مع محافظة طرطوس عن طريق مديرية الصحة لحصول فرع الشركة على ملحق عقد لاستكمال الأعمال والذي هو قيد الدراسة بدمشق، عندما تتمّ الموافقة سيتم استكمال الأعمال التي يمكن أن تنتهي خلال شهرين وبعدها يمكن وضع المشفى بالخدمة.

من جهته، بيّن مدير صحة طرطوس، الدكتور أحمد عمار، أن بناء المشفى مقدّم من المتبرع السيد خضر حسين، وتمّ استلامه من قبل مديرية الصحة عام 2010، مشيراً إلى أن الجهة الدارسة للمشفى هي مديرية صحة طرطوس، والجهة المدققة هي وزارة الصحة، في حين أن الجهة المشرفة هي الشركة العامة للدراسات الهندسية، فرع طرطوس، والجهة المنفذة هي الشركة العامة للبناء والتعمير في طرطوس.

استكمال أعمال تشغيله 
وبيّن الدكتور عمار أن بناء المشفى بحاجة إلى الكثير من التعديلات ليصبح مشفى قابلاً للاستثمار واستيعاب كافة التجهيزات الطبية وتأمين مستلزمات تشغيلها، مشيراً إلى تشكيل لجنة من قبل مديرية الصحة لدراسة احتياجات المشفى من أعمال فنية ومعمارية وصحية وكهربائية وميكانيكية، وقد قدّمت اللجنة دراسة تمّ تدقيقها من قبل مديرية الأبنية التابعة لوزارة الصحة، كما تمّ إبرام عقد بالتراضي مع شركة البناء والتعمير- فرع طرطوس لتنفيذ الدراسة المذكورة سابقاً بنهاية عام 2013، ولكن مع استمرار الحرب أدى ذلك إلى تأخير إنجاز الأعمال بمختلف أنواعها، علماً أن المشفى حالياً جاهز بنسبة 95% وهناك عقد آخر بالتراضي مع شركة البناء والتعمير لاستكمال الأعمال الأخيرة.