مستثمرو المنشآت السياحية يطالبون بتشميلهم ببرنامج دعم فوائد القروض
أرخت الإجراءات الاحترازية للتصدّي لوباء “كورونا” بظلالها على كل القطاعات ومنها القطاع السياحي وما انتابه من توقف للمنشآت والمطاعم، أفضى بالنتيجة إلى شلل الحركة السياحية كافة متسبّباً بضرر كبير وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المنشآت السياحية لم تستعد عافيتها بالكامل بعد تدميرها وتخريبها على يد الإرهاب.
تأجيل وعودة
ومع التسهيلات التي قدّمتها وزارة السياحة من تذليل للصعوبات ومساعدة أصحاب المنشآت ومستثمريها لوضعها في الخدمة مجدّداً، جاء “كورونا” ليوقف المشاريع السياحية والخطط المرسومة حسب تأكيدات مدير سياحة ريف دمشق المهندس وائل كيال الذي أشار إلى مشروع “تل فريك” في منطقة بلودان الذي تم تأجيل العمل به بسبب جائحة كورونا، لافتاً إلى عودة المنشآت السياحية والمطاعم إلى العمل تدريجياً وفق شروط صحية تضمن التباعد الاجتماعي وتحقق السلامة للمواطنين، ولم يخفِ كيال تأثر القطاع السياحي بشكل كبير بإجراءات التصدّي لكورونا وخاصة محور ريف دمشق السياحي الغني بمقومات السياحة الدينية والشعبية والأثرية.
وفي سياق متصل بيّن كيال أن الوزارة تجتهد باتجاه رسم خريطة سياحية في المحافظة من خلال الجولات الميدانية على أغلب المناطق وتقييم واقع المشاريع الاستثمارية المتعثرة لمعالجة واقعها وإنهاء التعثر، إلا أن الظروف حالت دون ذلك، آملاً أن تنتهي الجائحة وتعود الأمور كما كانت عند انطلاق عمل المنشآت وازدياد السياحة الداخلية والدينية .
أصوات المستثمرين
ومع الخريطة السياحية والجولات الميدانية تأتي أصوات أصحاب المنشآت مطالبين بمنحهم قروضاً ميسرة لإعادة إعمار منشآتهم والإقلاع بها وعودة النشاط للحركة السياحية، حيث يؤكد رئيس غرفة سياحة ريف دمشق عبد الغني شعيري أن هناك من تقدّم منذ سنتين بطلب قرض لإعادة منشآته إلى العمل إلا أنه وللأسف لم يحرّك المعنيون ساكناً حتى الآن، داعياً إلى معاملة القطاع السياحي كباقي القطاعات الأخرى وخاصة القطاع الزراعي الذي قدّمت له القروض الميسّرة من برنامج فوائد القروض على أن تدفع رئاسة الحكومة الفوائد المترتبة على تلك القروض.
بالمقابل أكد مدير السياحة أن الوزارة اتخذت قراراً يقضي بمنح قروض ميسّرة جداً لكل من وصل إلى تأهيل منشأته بنسبة 65% وما فوق، كما قدّمت الوزارة تسهيلات كثيرة للمستثمرين وأصحاب المنشآت عبر إلغاء بنود وشروط كانت معرقلة لعملية تأهيل الفنادق والمنشآت .
مطالبة وجولات
وطالب شعيري بعودة تقديم “الأراكيل” في المنشآت والمطاعم المكشوفة ضمن إجراءات صحية، وخاصة أن المنشآت متضررة نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم ضبط الأسواق، وما يترتب بالتالي على صاحب المنشأة من تكاليف مرتفعة تضطره إلى رفع الأسعار، مبيّناً أن المطاعم السياحية تتوفر فيها شروط النظافة والسلامة الصحية قياساً إلى ما نشهده من حالات الازدحام في الأسواق التجارية ومنافذ بيع المواد التموينية والخبز والصرافات الآلية، كما أن المواطن غير ملزم بارتياد المنشآت السياحية في حال لم يشعر بالطمأنينة، في حين أنه مضطر للحضور إلى أماكن الازدحام لتأمين احتياجاته اليومية من سلع أساسية.
تعويض أضرار
وحول تعويض الأضرار بيّن كيال أنه تم الطلب من أصحاب المنشآت ومواقع العمل السياحي موافاة المديرية بالبيانات الخاصة لعمَّال منشآتهم ومواقع العمل السياحي العائدة لهم، ليتم تعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم بسبب الإجراءات الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا، منوهاً بالتنسيق بين وزارات السياحة والصحة والإدارة المحلية والبيئة ووزارة الداخلية وبعض الجهات المعنية لوضع جملة من المعايير والاشتراطات، كإجراءات احترازية للتصدي لانتشار فيروس كورونا لدى عودة القطاع السياحي للعمل وذلك في الفترة القادمة.
إلغاء108 مهمات
يشار إلى أنه منذ صدور التعاميم والقرارات القاضية بإيقاف استقدام المجموعات السياحية الدينية، تم إلغاء 108 مهمات مرافقة دليل سياحي بعدد زوار حوالي 7000 زائر، وذلك ضمن الأسبوع الأول من الشهر الثالث للعام الحالي، علماً أن العام الحالي شهد زيادة في عدد زائري الأماكن الدينية والليالي الفندقية بنسبة بلغت 46% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت، حيث بلغ عدد الزائرين منذ بداية العام حتى تاريخ 3/3/2020 حوالي 42 ألف زائر بعدد ليالٍ فندقية 285 ألف ليلة.
علي حسون