دراساتصحيفة البعث

مستقبل الشباب الذي نسرقه

ترجمة: هناء شروف

عن موقع آي البريطاني 

كلنا نستثمر في التعليم من أجل إعداد الأجيال الشابة للحياة، وتمكينهم من أن يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع، ومنحهم القدرة على الازدهار، لكن  أعمالنا الجماعية تقضي على فرصهم، نحن كل يوم نسرق المزيد من مستقبلهم، ولكن اليوم نحن مدينون للشباب لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ من خلال مشروع قانون جديد طموح يمر عبر البرلمان، ويلزم المملكة المتحدة بإزالة الكربون بسرعة.

لقد تضاعف العدد الإجمالي للأشخاص على الأرض، في حين انخفض متوسط ​​عدد الحيوانات البرية إلى النصف، صحيح أن النمو السكاني هو المحرك الرئيسي لتدمير البيئة، لكن الثراء هو قاتل الكوكب، منذ حوالي ثلاثمئة عام، أي منذ قيام الثورة الصناعية في شمال انكلترا، ومازلنا نولّد الثروة عن طريق حرق الفحم والنفط والغاز، في حين أن المملكة المتحدة اليوم لديها معدلات انبعاثات أقل من العديد من الدول الصناعية الأخرى، إلا أنها لاتزال تحتل المرتبة الثالثة بالانبعاثات التراكمية، ووجود ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

يوجد الآن المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكثر من أي وقت مضى، وقد أدى هذا بالفعل إلى ارتفاع درجة حرارة النظام المناخي بمقدار 1.1 درجة مئوية، ونحن في طريقنا إلى 3-4 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، ومن الصعب تخيل عالم قد يسخن بمقدار 4 درجات مئوية في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، لقد أوضح عالم المناخ الألماني جون شيلينهوبر الفرق بين 2 درجة مئوية و 4 درجات مئوية بكلمة واحدة هي “الحضارة”، لكن هذا هو المستقبل الذي يشرع فيه الشباب بسبب إخفاقاتنا المتكررة في الحد من انبعاثات الكربون.

السياسيون قادرون على إخفاء هذا الظلم من خلال الادعاء بأنهم يعملون للحد من تأثيرات المناخ، حتى اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015، التي شهدت لأول مرة موافقة جميع الدول تقريباً على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 2 درجة مئوية، غالباً ما يتم اعتبارها دليلاً على الإرادة السياسية، لكن هناك مخاطرة بأن تصبح خدعة كبيرة، لأنه لا توجد دولة في أي مكان لديها أية خطة لإجراء التخفيضات المطلوبة لانبعاثات الكربون، في هذا الفراغ، نمت الحركات الاجتماعية، والإضرابات المدرسية للمناخ، وهنا يمكننا أن نجد بعض بصيص الأمل.

لقد لعبت هذه الحركات والإضرابات مؤخراً دوراً ثانوياً للغاية في إصدار مشروع قانون للبرلمان البريطاني من شأنه أن يلزم البلاد بإزالة الكربون بسرعة، كما تتطلبها اتفاقية باريس، يقول المحتجون: “يمكننا معرفة المزيد عن قوانين الطوارئ المناخية والبيئية، ولكي نحصل على أية فرصة للنجاح يحتاج المشروع إلى الدعم، إذ يمكن أن يكون هذا بسيطاً مثل مطالبة النائب عن منطقتك بدعمه”، لكن الحقيقة القاسية هي أنه إذا لم نقم بتقليل آثارنا البيئية بشكل عاجل، فإن الشباب اليوم سيواجهون مستقبلاً غير مؤكد وخطيراً.

بالنسبة للبعض في الدول الفقيرة، لن يكون لديهم أي نوع من المستقبل لأنهم سوف يموتون في الفيضانات والعواصف التي زادت حدتها بسبب تغير المناخ، في الواقع فشلت الأجيال الأكبر سناً في فهم أن جميع إنجازاتنا تعتمد كلياً على نظام الأرض المعقد.