البرلمان الليبي يعطي مصر الضوء الأخضر لمواجهة المحتل التركي
دعا مجلس النواب الليبي، ومقرّه في الشرق، الجيش المصري إلى التدخّل لحماية الأمن القومي للبلدين، مشدّداً على أهمية تضافر جهودهما من أجل دحر المُحتل الغازي التركي، وقال البرلمان المؤيد للجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر في بيان: “إنّه للقوات المسلّحة المصرية التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أنّ هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا”.
وإذ حذّر البيان من المخاطر الناجمة عن الاحتلال التركي لليبيا، دعا إلى تضافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر المُحتلّ الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقّق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوّح بـ”تدخل عسكري مباشر” في ليبيا إذا واصلت الميليشيات الموالية لـ”حكومة الوفاق” برئاسة فائز السراج التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني.
وكان الدعم الأردوغاني جوهرياً في تصدّي ميليشيات “الوفاق” لهجوم الجيش الوطني الليبي بآلاف المرتزقة ومنظومة دفاعات جوية وضربات بطائرات مسيّرة.
إلى ذلك، أكد المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا دعمه دعوة مجلس النواب إلى مصر للتدخل عسكرياً في حال وجدت تهديدات من قبل قوات النظام التركي وميليشيات الوفاق الوطني للأمن القومي المصري والليبي.
وقال رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الزوي الحليق، “نحن كالمجلس الأعلى لقبائل ليبيا داعمون للبرلمان الليبي وللجيش الوطني الليبي وداعمون لوحدة ليبيا وللمصالحة الوطنية وداعمون لوقف إطلاق النار ولوحدة الصف وداعمون للمبادرة التي بادر بها عقيلة صالح لتشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين”.
وأضاف الحليق، المسؤول عن قطاع النفط والغاز والمياه في المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا: “بخصوص دعوة مجلس النواب لحكومة جمهورية مصر العربية، نحن بلا شك داعمون لهذه الدعوة ونؤيدها، ولكن إذا تطلب الأمر ذلك نطلب أن يكون تدخلاً عربياً وليس تدخلاً مصريا فقط، لأن قضية ليبيا قضية الوطن العربي وليست قضية مثال ليبيا ومصر وإنما قضية عربية وعاصمة عربية تحتل أمام الملء لذلك نطلب تدخل العرب بصفة عامة والدفاع المشترك العربي”، ولفت إلى أن هناك وفداً رفيع المستوى من المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا سيلتقي الرئيس المصري الخميس المقبل، وأوضح: “هذا الوفد يتكوّن من 50 شيخاً على مستوى ليبيا”.
وفي السياق نفسه، اعتبر الخبير العسكري، الجنرال المصري محفوظ مرزوق، أن حجم المناورات العسكرية التي تجريها القوات المصرية وتطوير عمليات الإنزال، يشير إلى أن القاهرة تستعد جدياً لعملية عسكرية في ليبيا.
وتعليقاً على بيان البرلمان الليبي، حدد الخبير ثلاث نقاط مهمة تحدد تصرفات مصر: أولاً أن الرئيس المصري أعلن أن بلاده مستعدة لمساعدة القبائل الليبية في مكافحة التدخل الأجنبي من خلال تدريبهم وتسليحهم. وذكر الرئيس أيضاً أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا “له الآن شرعية بموجب القانون الدولي”. وبحسب السيسي فإن “الخط الأحمر” لتقدم قوات حكومة الوفاق هو مدينة سرت الواقعة على بعد 900 كيلومتر من الحدود مع مصر ومدينة الجفرة.
وأضاف الجنرال مرزوق: “ثانيا، من الممكن أنه إذا تم اتخاذ هذا القرار، فسيكون ذلك مبرراً سياسياً لتدخل القوات المسلحة المصرية في ليبيا”، وأكد أن “طبيعة التدريبات العسكرية للقوات المسلحة المصرية وحجمها.. وأنواع الأسلحة تشير إلى أن مصر بدأت الاستعدادات الاستراتيجية للعملية العسكرية الرئيسية”.
وأوضح أن هناك نقطة أخرى مهمة:” المناورات العسكرية للبحرية المصرية تشتمل على تطوير عمليات الإنزال البحري والجوي. يمكن استخدام هذا الإنزال كجزء من الدفاع، وفي الوقت نفسه، يمكن استخدامه كجزء من عملية هجومية لتحريك القوات لمسافات طويلة وإنزالها على الشاطئ، في مناطق تحت سيطرة قوات العدو”.
وأعرب الجنرال مرزوق عن اعتقاده بأن “الإنزال قد يكون هجوما في أعماق أراضي العدو”.
وأجرت مصر الأسبوع الماضي مناورات عسكرية واسعة النطاق تحمل الرمز “حسم 2020″، على حدودها المتاخمة لليبيا، شاركت فيها جميع فروع القوات المسلحة المصرية. وبحسب مرزوق، لفهم ردة فعل مصر، من الضروري مراعاة هذه الحقائق الثلاث، التي تعتبر “إشارات” واضحة على مدى الاستعداد.
ومع ذلك، أشار إلى أن الوضع الفعلي قد يتغير بين لحظة وأخرى، ومن المحتمل عدم اتخاذ قرار بشأن التدخل.