تحريضات أردوغان تؤجج المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان من جديد
بعد أن هدأت لساعات قليلة، عادت المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان من جديد، حيث أعلنت وزارتا الدفاع في البلدين أن المواجهات على الحدود الشمالية استؤنفت، أمس الخميس، بعد يوم من تهديد رئيس النظام التركي رجب أردوغان بالتدخل للدفاع عن أذربيجان، ما بدد آمال التهدئة في أزمة أثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وقتل 16 شخصاً بين الأحد والثلاثاء في معارك على الحدود بين البلدين الجارين في جنوب القوقاز، واللذين يتنازعان حول إقليم ناغورنو كاراباخ، وتعد هذه المواجهات الأخيرة الأعنف منذ عام 2016، حيث قتل حينها العشرات خلال أربعة أيام من الاشتباكات.
وقالت الوزارتان في بيانين منفصلين: إن “معارك تجري” على الحدود الشمالية بين البلدين، وأكدت كل من باكو ويريفان أنها تصدّت لهجوم شنه الطرف الآخر.
وكانت المعارك توقّفت بين منتصف ليل الأربعاء وصباح الخميس بعد مواجهات دامت ثلاثة أيام.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية سوشان ستيبانيان: إن القوات الأذربيجانية “تقصف القرى الأرمينية بقذائف الهاون ومدافع الهاوتزر”، وأضافت لاحقاً: إنّ القوات الأرمينية ردت “ودمّرت مواقع مدفعية ودبابات العدو التي يستخدمها لقصف قرى أرمينية”.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأرمينية على فيسبوك أرتسرون هوفهانيسيان أن الوضع على الحدود “هدأ” منذ ذلك الحين، فيما قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في اجتماع لمجلس الوزراء: “نحن نسيطر على الوضع”، وأضاف: “سقط قتلى وجرحى بين قوات العدو” ولكن “لم تقع خسائر بين جنودنا أو المدنيين”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: إن وحدة من “القوات المسلحة الأرمينية حاولت مجددا مهاجمة مواقعنا في منطقة توفوز على الحدود الآذرية الأرمينية”، وأضافت: إن قرى اغدام ودونار غوشتشو وفاخليدي “تتعرض لنيران أسلحة ثقيلة وقذائف الهاون”.
وقد صدرت دعوات أميركية وأوروبية وروسية للجمهوريتين إلى وقف فوري لإطلاق النار فيما أعرب النظام التركي عن دعمه لباكو، وهدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بالرد على أرمينيا، وقال عقب ترؤسه اجتماع للحكومة بالمجمع الرئاسي: “إن تركيا لن تتردد أبداً في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان”.
وسبقت تهديدات أردوغان تصريحات مشابهة من وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار الذي قال: “إن بلاده ستواصل الوقوف بجانب القوات المسلحة الأذربيجانية في مواجهة أرمينيا التي تقوم بتصرفات عدوانية منذ سنوات وتحتل قره باغ بشكل جائر”، حسب زعمه.
وأي حرب بين البلدين يمكن أن تغرق كل منطقة القوقاز، لكن محللين قالوا: إن الخطر ضئيل.
وتجري “مجموعة مينسك”، التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باخ. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في العام 1994.
وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل حوالى ثلاثين عاماً لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورني قره باغ، الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.