اقتصادصحيفة البعث

ماذا لو صنعنا قرارنا بيدنا؟

حسن النابلسي

لاشك أنه يحقّ لأي مرشح لانتخابات مجلس الشعب اعتماد البرنامج الانتخابي وفق رؤيته الشخصية، لكن إذا لم يكن مرشحو مجلس الشعب مدركين لجسامة الظروف المعيشية التي لا تخفى قساوتها على أحد، ولا يضعون نصب أعينهم الاشتغال الفعلي على تحسينها، فإن إمكانية تبوء المناسب منهم لمقاعد البرلمان بما يتواءم مع مقتضيات تحسين الواقع المعيشي تقع على أصوات الناخبين.

فالتعويل قائم إذن على وعي الشعب لاختيار ممثليه، وقدرتهم ليس على إيصال وجعهم فقط، بل والعمل على معالجته، سواء عن طريق محاججة صاحب القرار وتصويب عمله، أم من خلال سنّ التشريعات الكفيلة برفع سوية الأداء وتذليل العقبات أمام اتخاذ القرار السليم.

قد يبدو المشهد العام للانتخابات محجوزاً لشريحة قطاع الأعمال الذين بدا تسابقهم محموماً لغايات قد يراها البعض لا تخرج عن سياق “البريستيج والحصانة”، خاصة وأن هناك تكراراً لوجوه لم نلحظ لها ذلك الأثر المتوخى على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هناك وجوهاً أخرى يعوّل عليها، سواء من شريحة رجال الأعمال أم من خارجها، ما يضع الناخب بالتالي على محك إدراك هذا المشهد جيداً، وقراءة حيثياته وخاصة تلك المتعلقة بمرشحي دائرته الانتخابية لجهة قدراتهم على الاضطلاع بالشأن الاجتماعي والاقتصادي!.

إن هذا الاستحقاق الدستوري على غاية من الأهمية، ويستوجب التعاطي معه بمنتهى الجديّة.. إننا أمام فرصة قد تكون ذهبية بالفعل لنصنع قرارنا بيدنا خلال المرحلة القادمة، حتى لا نبقى نراوح بالمكان ونعلق خيبات آمالنا على ما اقترفته أيادي غيرنا. 

hasanla@yahoo.com