تحقيقات

إدلب.. آمال ووعود تنتظر التنفيذ ومطالب في عهدة المرشحين

آمال كثيرة تعقدها أطياف المجتمع السوري على انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث لعام ٢٠٢٠ بشكل عام، وأهالي محافظة إدلب بشكل خاص، الذين يعيشون ظروفاً استثنائية في ظل تهجيرهم من مدنهم وقراهم بسبب المجموعات الإرهابية المسلحة، والآمال المعقودة على المجلس لدوره التشريعي المهم وفق الصلاحيات المنصوص عليها بالدستور السوري.

وبين متفائل ومتشائم بدور المجلس وأعضائه من جهة والتنافس الشديد بين المرشحين من جهة أخرى، أجرت “البعث” استطلاعاً للرأي مع أغلب فئات المجتمع من عمال ورياضيين وشباب ومثقفين وجرحى حرب، حول الآمال المنشودة من أعضاء مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث.

إعمار العقول

الدكتور فريد ميليش (مدرس في كلية الحقوق بجامعة تشرين) تحدث قائلاً: الجميع يتحدث عن إعادة إعمار العقول، حتى كادت أن تتحوّل إلى شعار، في حين المطلوب أن تكون عملاً دؤوباً يتمّ إسنادها للنخبة المثقفة والمؤهلة، على عكس ما نراه حالياً، فالفكر ارتجال كما السياسة وقضايا المجتمع، والمهمّ هنا أن جزءاً كبيراً من النخب المثقفة بعيدة “أو مستبعدة”، وهو إجهاض للمستقبل الذي يبنى بأيدي من يحمل آمال وتطلعات الشريحة الواسعة من الشعب التي تشكل الحامل الأساسي للصمود والانتصار. إذن من الأولى بمكان استثمار هذه الطاقات وتوظيفها، لأن ذلك حاجة ملحة من جهة، وواجب وطني للمثقفين ونخبهم في كافة المجالات من جهة أخرى، وهو ما يحتاج إلى عمل من المؤسسة التشريعية وليس فقط التنفيذية، وضرورة الابتعاد عن الشعارات التي ملتها شرائح شعبنا، فالفرد لا يحتاج دائماً لشحذ الهمم، فهو ذو همة عالية بدليل وقوفه بقوة أمام الواقع الحالي منذ بداية الحرب على سورية، بل يجب تلبية متطلباته وأسرته كي يسمو الوطن بأبنائه.

توفير فرص العمل

نجلاء ملوحي (طالبة جامعية) دعت إلى دراسة إمكانية منح المرأة السورية جنسيتها لأبنائها في حال الزواج من غير السوري، وزيادة نسبة تمثيل المرأة والشباب في مجلس الشعب، وتوفير فرص عمل تتناسب مع اختصاصات الخريجين من الجامعات، إضافة لإقامة جمعيات وأعمال تطوعية شبابية هدفها زيادة الخبرات العملية والعلمية لدى الشباب.

تعزيز الصمود

صادق نجم الدين (أمين فرقة حزبية) دعا إلى ضرورة تعزيز صمود الجندي والمعلم والفلاح كونهم من أهم المدافعين عن الوطن، مع ضرورة إصدار قوانين تساهم في تطوير الحياة الاقتصادية التي تهدف إلى جذب رؤوس الأموال من الخارج، وإعادة دور الدولة في قيادة الحركة الاقتصادية عبر مؤسساتها، بما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين بعد الغلاء وارتفاع الأسعار. كما أشار إلى ضرورة نشر الفكر التنويري عبر تفعيل دور المؤسسات الثقافية والإعلامية، ومحاربة الفساد من خلال القوانين والإجراءات التي تمنع احتكاك المواطن مع الموظف عبر تطبيق مشروع النافذة الواحدة، إضافة لضرورة الصدق في التعامل مع المواطن، سواء من قبل أعضاء مجلس الشعب أو مؤسسات الدولة ومواطنيها.

وائل قاضي (جريح حرب) تمنى من أعضاء مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث العمل على تأمين فرص عمل بما يتناسب مع ظروف الجريح وإعاقته الجسدية، وسنّ قوانين تنسجم مع حجم التضحيات التي قدمها الجريح، إضافة لدراسة تسهيلات أخرى بكافة المجالات بما يضمن للجريح حياة كريمة بعد تقديمه أغلى ما يملك في سبيل الدفاع عن الوطن.

مشاريع تنموية شبابية

جهاد الزين (رئيس فرع إدلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية) تمنى من المجلس الجديد معالجة كافة المشكلات التي تعترض الشباب خاصة في المجال التعليمي، وطالب بمكافحة ظاهرة البطالة وتأمين فرص عمل للشباب ولاسيما الخريجين وتمكينهم وإتاحة الفرص لهم للمشاركة الحقيقية في بناء سورية الحديثة، خصوصاً وأن أصحاب الشهادات الجامعية يصطدمون بواقع مرير بعد التخرج لعدم وجود عمل يتناسب مع تحصيلهم العلمي وقدراتهم.

قدرات
فادي حسون (أمين فرع إدلب لاتحاد شبيبة الثورة) دعا لتوجيه قدرات الشباب واستثمار أفكارهم في مشاريع تساعد في بناء الوطن، ما يحقّق فرص عمل لهؤلاء الشباب من جهة وإقامة مشاريع وأعمال من جهة أخرى، إضافة لتحقيق الهدف العام الذي يقوم على توطيد العلاقات والروابط الوطنية ومحو الأفكار التي سادت خلال سنوات الحرب على سورية، وإعادة إعمار سورية بسواعد شبابها وخبراتهم الكثيرة.

يوسف العلي (طالب جامعي) دعا أعضاء المجلس الذين سيحظون بثقة الشعب إلى أن يلحظوا أمور الشباب ومناقشة همومهم تحت قبة المجلس، وأهمها تأمين فرص عمل وربط الجامعات بسوق العمل وتطوير المناهج الجامعية بما يواكب التطور العلمي.
آية غزال (طالبة) طالبت بتأمين فرص عمل للشباب ونقل هموم المواطنين ومناقشتها تحت قبة مجلس الشعب، وإعادة النظر بمناهج التعليم في المرحلتين الأساسية والثانوية، والعمل على تخفيض الأسعار والحدّ من الفساد، إضافة لاقتراح مشاريع تنموية تخدم المجتمع والدولة.

الارتقاء بالواقع

معد بلاني (رئيس اتحاد عمال إدلب) دعا أعضاء مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث للعمل على إيجاد حلول للمعانات الاقتصادية وسوء الأوضاع المعيشية التي تنعكس بشكل مباشر على العمل والعمال، وإيجاد قنوات توفر المساعدات لأهالي محافظة إدلب الذين يعيشون ظروفاً استثنائية، مع الإسراع بعودة العاملين إلى عملهم عند إثبات براءتهم.

عبد الرزاق جبان (رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في إدلب) أشار إلى أن الرياضيين تعودوا أن يكونوا أول المشاركين في كافة الاستحقاقات الوطنية، وتمنى من أعضاء المجلس القادمين أن يضعوا الرياضة في أولوياتهم بسبب دورها المؤثر داخلياً وخارجياً، ودعا إلى تطوير الأنظمة واللوائح الخاصة بالمؤسسة الرياضية لترتقي إلى المستوى الذي يليق بالرياضة الوطنية التي تستطيع من خلالها تحقيق أماني ومتطلبات الرياضيين، وخاصة المنتخبات الوطنية والأبطال الذين يشكلون نخبة تحمل الرسالة الحضارية لبلدنا الغالي سورية.

يحيى بزي