الجيش الليبي: مستعدون لصد أي هجوم تركي على سرت
أعلن البرلمان المصري، أمس، في جلسة سرية، تفويضه وموافقته على تدخل القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي المصري على خلفية الأوضاع في ليبيا، فيما وصل وزير داخلية ما يسمى حكومة الوفاق الليبية، المدعومة من للنظام التركي، فتحي باشاغا، إلى أنقرة، واستقبله وزير الحرب الأردوغاني، خلوصي أكار، بمراسم عسكرية، وذلك بعد يوم على زيارة الأخير إلى مشيخة قطر، ربطتها مصادر بما يجري في ليبيا من تطوّرات على ضوء استعدادات النظام التركي لدعم ميليشيات الوفاق لشن هجوم على مدينة سرت الاستراتيجية، وينتظر من مشيخة قطر تمويل العملية.
وأفادت وكالة الأناضول، الناطقة باسم النظام التركي، أن أكار عقد اجتماعاً ثلاثيا مع باشاغا، ووزير داخلية مالطا بويرون كاميلاري، في مقر وزارته بالعاصمة أنقرة، وأضافت: إن الاجتماع الثلاثي سبقه لقاءين ثنائيين لأكار مع كل من باشاغا وكاميلاري، عقب استقبالهما بمراسم عسكرية منفصلة.
وتأتي زيارة باشاغا، المعروف برجل تركيا في ليبيا، على ضوء تصعيد النظام الأردوغاني وحثه ميليشيات الوفاق لعدم قبول وقت إطلاق النار، الذي دعت له عدة أطراف دولية وإقليمية، بهدف دخول مدينة سرت الغنية بالنفط.
يأتي ذلك فيما أكد الجيش الوطني الليبي، أمس الاثنين، جاهزية القوات المسلحة لصد أي هجوم تركي على سرت والجفرة، مشيراً إلى مخاوف أردوغان من تداعيات هذه العمليات.
وبحسب الجيش الوطني الليبي، فإن غرفة عمليات النظام التركي تخطط للهجوم ليكون مباغتاً وسريعاً، وتتخوّف من توسّع رقعته وخروجه عن نطاق سرت والجفرة.
لكن الجيش الليبي يؤكد أنه سيقف لذلك بالمرصاد لأن قواته متمركزة بقوة في مواقعها، ولأن المناورات البحرية المكثفة التي أجراها غيّرت المعطيات على الأرض، حتى أنها أثنت نظام أردوغان عن إجراء مناورة بحرية كان يعوّل عليها بقوة لجمع معلومات ميدانية.
ويقول الجيش الوطني: إنه على أهبة الاستعداد لصد هجوم تركي سواء كان جوياً أو برياً أو بحرياً، ويضع في حسبانه احتمال توجه أنقرة إلى تنفيذ محاولات إنزال أو تسلل.
ويواصل النظام التركي إرسال الدعم اللوجستي والمعدات العسكرية إلى الميليشيات، وتحديداً إلى مصراته وقاعدة الوطية، كما أرسل راجمات صواريخ نصبت بالقرب من سرت لدعم الميليشيات في حربها ضد الجيش الوطني، بالتزامن مع استمرار تدفق المرتزقة من سورية إلى طرابلس عن طريق تركيا، ليصل عددهم، بحسب مصادر متطابقة، حتى اللحظة إلى 16 ألف مرتزق، بينهم عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكانت غرفة عمليات ما يُسمّى “تأمين وحماية سرت والجفرة”، التابعة لميليشيات الوفاق التي دعمتها أنقرة بالمرتزقة والمستشارين العسكريين الأتراك والسلاح، أكدت الأحد وصول تعزيزات كبيرة إلى سرت، تضم أرتالاً مزودة بالأسلحة الثقيلة والمعدات اللوجستية والعسكرية، فيما أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.
وتحظى سرت والجفرة بموقع استراتيجي في ليبيا، وتمثلان “خطاً أحمر” بالنسبة لمصر.