هل يخفي ابن سلمان حقيقة موت والده؟
بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، أعلن ديوان مملكة بني سعود عن دخول سلمان بن عبد العزيز إلى المشفى التخصصي في الرياض لإجراء عملية استئصال المرارة، وسط حال من الارتباك والترقّب تسود القصر الملكي حول الوضع الفعلي لسلمان، الأمر الذي دعا السلطات إلى الإسراع في الإعلان عن نقله إلى المشفى والتحفظ على ذكر التفاصيل، خشية استغلال المشهد من الأمراء المعارضين، حيث تشير بعض المعطيات إلى أن هناك تكتلاً كبيراً داخل العائلة المالكة يرفض استيلاء ابن سلمان على العرش، يقوده محمد بن نايف إلى جانب مجموعة كبيرة من ضباط وزارة الداخلية الذين عمد ابن سلمان إلى تنحيتهم خلال الفترة الماضية بسبب ولائهم الشديد لابن نايف، فضلاً عن متعب بن عبد الله الذي جرّده ابن سلمان من رئاسة الحرس الوطني وأبعَد جميع الضباط الكبار الموالين له عن إمكانية التأثير سواء من خلال التصفية الجسدية، أم عبر إرسال هؤلاء إلى جبهة اليمن للموت هناك.
الخشية الكبيرة من حدوث انقلاب سريع يقوده محمد بن نايف ومتعب بن عبد الله بتأييد من عدد لا بأس به من الأمراء والضباط الموالين لهما، كانت حاضرة دائماً، حيث إن عدداً كبيراً من الضباط ينتمي إلى قبيلتي مطير وعتيبة اللتين تملكان نفوذاً واسعاً داخل الأجهزة الأمنية والحرس الوطني وتدينان بالولاء للأميرين.
وقد تسرّبت أنباء من داخل العائلة المالكة تؤكد أن مشاورات واسعة يجريها ابن سلمان مع اللوبيات المؤيدة له داخل الإدارة الأميركية، في سبيل الحصول على تأييدها لعملية تأمين وصوله إلى العرش بحماية من القوات الأميركية، وتؤكد هذه الأوساط أنه يجري حالياً نشر مجموعات من قوات المارينز وعناصر “سي آي إيه” في الأماكن الحساسة في مدينة الرياض كالمباحث العامة في حي الملز ووزارتي الدفاع والداخلية وغيرها من مباني القيادة.
ولم تصدر عن البيت الأبيض حتى الآن أي إشارة إلى أن الإدارة الأميركية تستطيع الوقوف صراحة إلى جانب أي طرف من الأطراف، حيث تشير التقارير أن هناك انقساماً حاداً حول هذا الأمر في البيت الأبيض، الأمر الذي يزيد المشهد تعقيداً بعد المعلومات التي أكدت أن جناحاً وازناً في الإدارة الأمريكية يؤيد وصول محمد بن نايف إلى سدّة العرش في المملكة، ويدعم الانقلاب على ابن سلمان بعد الإخفاقات المتكررة له في ملفات حساسة في المنطقة وخاصة المستنقع الذي وقع به في اليمن.
هذا المشهد الغامض حتى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتخبطة أصلاً يفتح الباب على مجموعة من الاحتمالات، منها أن أي حركة عسكرية للوصول إلى السلطة بالقوة يمكن أن تنقلب إلى حرب أهلية تمثل الانقسام الحاصل في العائلة المالكة خاصة، والشارع السعودي عامة، حيث تنقسم القبائل الكبرى عمودياً في المملكة حول هذا الأمر بين مؤيد ومعارض.
لذلك كان سعي ابن سلمان لكسب تأييد قادة الكيان الصهيوني في الوصول إلى العرش خطوة استباقية ربما لانتزاع موافقة البيت الأبيض على حمايته وتأييده، وهذا بالضبط ما يفسّر غياب محمد بن سلمان عن المشهد في الأيام الأخيرة، ويؤخر ربما الإعلان عن وفاة الملك سلمان؟
طلال الزعبي