تكاليف تحضير الحلويات المنزلية تكاد تقارب نظيراتها الجاهزة!
ضغط ارتفاع الأسعار على الأُسر السورية باتجاه التحضير المنزلي لحلويات العيد والاستغناء عن نظيرتها الجاهزة، في محاولة – لم تكن موفقة مئة بالمئة – للهروب من شبح الغلاء الفاحش الذي يطال تلك الجاهزة، إذ تبين لمن اعتمد التحضير المنزلي للحلويات أن هناك ارتفاعات ليست بالقليلة لأسعار المواد الأولية الداخلة بتحضيرها كالسمن والسكر والطحين!
رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات بسام قلعجي بين أن أسعار بعض المواد الداخلة في تصنيع الحلويات العربية قد شهدت انخفاضاً نسبياً كالفستق على سبيل المثال، حيث كان الموسم هذا العام وفيراً، ما أدى لانخفاض سعره بنسبة 50% تقريباً، ما انعكس بالنتيجة على انخفاض أسعار الحلويات بنسب جيدة تصل إلى الثلث أحياناً.
وأشار قلعجي إلى انخفاض سعر الكغ المشكل بالسمن العربي من 18 ألف إلى 13 ألف ليرة، في حبن أن سعر البرازق والغريبة والعجوة بـ ٨٠٠٠ ليرة، أما أسعار الحلويات الاكسترا فلا علاقة للجمعية بها وبأسعارها كون هذه الأصناف تتم صناعتها بنسب فستق تفوق الـ ٥٠ بالمئة.
وتطرق قلعجي إلى الهم الرئيسي الذي يواجه حرفيي المهنة والمتمثل بتأمين مادة الغاز للحرفيين، مشيراً إلى أن الجمعية تشرف على توزيع ١٠٠ أسطوانة غاز يومياً من فرع المحروقات غاز سادكوب، في حين أن الطلب يتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ أسطوانة يومياً، لافتاً إلى قيام الجمعية بمسح شامل لأصحاب المنشآت من خلال كشف ميداني على كل محل بإشراف مندوبين من الاتحاد واللجنة المشكلة من فرع سادكوب، ولكن إلى الآن لم يصلنا الرد كون عملية المسح لم تعرض على لجنة المحروقات في محافظة دمشق، وبالتالي هذا الأمر يسبب هاجساً كبيراً لدى الحرفيين ولاسيما في فترات الأعياد التي تشهد خلالها الأسواق طلباً أكبر، ما يدفع الحرفي إلى طلب الغاز من السوق السوداء ما يحمل بالنتيجة سعر كغ الحلويات أعباء إضافية على المستهلك.
يرى الشارع عموماً أن الانخفاضات المسجلة في أسعار الحلويات هذا العام رمزية جداً وفي عدد محدود من الأصناف، وهي وإن سجلت انخفاضاً فإن أسعارها أيضاً غير مقبولة بالنسبة للكثيرين، فيما يبقى سعر بعض الأصناف محلقاً بأسعار فلكية لا يستطيع إلا قلة قليلة شراءها، ولدى استطلاعنا عدة آراء حول الاتجاه نحو التحضير المنزلي فقد أكدوا أن “الحال من بعضه” فتحضير الكغ من الحلويات المنزلية يكاد يكون موازياً لسعر شرائه من السوق مع فارق بسيط أنك وفرت ثمن تعبك فأسعار المواد الداخلة في تصنيع الحلويات كما يقولون: “نار وكاوية”.
ميس خليل