6 أسباب تعزّز ارتفاع أسعار الذهب
توقع خبراء استمرار ارتفاع سعر الذهب خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، خاصة بعد أن حقّق المعدن الأصفر مستويات قياسية الأسبوع الماضي، إذ تجاوز سعر الأونصة 2000 دولار الأربعاء الماضي.
وقال جون بلاسار الخبير في الاستثمارات لدى بنك ميرابو لمجلة لوبوان الفرنسية: إن الذهب فاجأ بشكل سلبي الخبراء والجمهور في بداية الجائحة، بعد أن فقد 20% من قيمته، رغم أن هذا التراجع تقليدي. وأضاف: «في كل أزمة سواء أزمة 1998 أو 2000 أو 2007، شهدنا السيناريو نفسه». في البداية بدأت أسعار المعدن الأصفر تنخفض، ما دفع المستثمرين إلى البيع للحصول على سيولة ومواجهة عدم التزام عملائهم ثم ارتفع ليتحول إلى ملجأ آمن. وتجاوز سعر الأونصة المستوى القياسي الذي بلغته في أيلول 2019 وهو 1921 دولاراً بعد أن بلغ سعرها بسرعة 2000 دولار، ووحدهما الأكثر جرأة مثل جان بلاسار أو بنجامين لوفي، الخبير لدى Ofi Asset Management، اللذين خاطرا باستشراف ذلك وفق لوبوان، بسبب القلق من استمرار الأزمة الصحية وعمق الركود الاقتصادي. وارتفع سعر الذهب بنسبة 33% مقارنة بشهر آذار الماضي، ويبدو أن الارتفاع لن يتوقف قريباً لستة أسباب:
-استمرار تطبيق السياسات النقدية التي أوصت بها البنوك المركزية خلال الشهور المقبلة، فغالبية الحكومات في العالم ضخت أموالاً عن طريق البنوك المركزية لتوفير السيولة وإنعاش الاقتصادات بنسبة فائدة منخفضة جداً، إضافة إلى انخفاض العائد من السندات الأميركية إلى أقل من -1 خلال عشر سنوات.
– تطبيق سياسات مالية توسعية لدعم الاقتصاد، بينما لم يتمّ احتواء الوباء وسيتطلب الإنعاش الاقتصادي إجراءات مالية واجتماعية مرافقة لبناء عالم ما بعد الرقمنة. ففي أوروبا والولايات المتحدة لم يعد الحديث عن عودة التوازن للميزانية أمراً ذا أولوية.
– ارتفاع الطلب على الذهب من قبل الفاعلين التقليديين وهم البنوك المركزية، وأيضاً من الفاعلين الذين يؤثرون بشكل أقل حتى الآن على الذهب، وهي الصناديق الاستثمارية وصناديق التأمينات مع انخفاض شراء المجوهرات بنسبة 40%، التي تمثل حتى الآن ثلث الطلب.
– حالة عدم الاستقرار السياسي التي تميّز العالم بسبب الانتخابات الأميركية والصراع الصيني الأميركي والبريكسيت.
– اختفاء المعوق الرئيسي وهو عدم تقديم عوائد (لا فائدة ولا تقسيم أرباح)، أما السندات المنافسة فأصبحت مع معدلات مخفضة لا تجني تقريباً شيئاً، والأفراد لم يخطئوا حين أقدموا على شراء الذهب خلال الأسابيع الماضية، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 15% وفق أرقام شبكة الذهب.
– دوره كملاذ في مواجهة الأسواق المالية المتقلبة التي قد تعاني من تراجع نتائج الشركات، ولهذه الأسباب يتوقع خبراء اتحاد المصارف الأوربية أن يرتفع سعر الأونصة ليتراوح بين 2100 و2300، فيما توقع خبراء غولدمان ساكس أن يصل سعر الأونصة إلى 2300 دولار في غضون نهاية العام الجاري، بينما بنك أوف أميركا فإنه توقع أن يرتفع السعر إلى 3 آلاف دولار في غضون 18 شهراً المقبلة، لذلك لن يتوقف المعدن الأصفر عن مفاجأتنا أبداً.